Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/04/2009 G Issue 13358
السبت 29 ربيع الثاني 1430   العدد  13358
البدء في مشروع لترميم وتأهيل القرية
البلدة التاريخية في المجمعة تنفض غبارها لاستقبال السائحين

 

الجزيرة - عبدالرحمن الدخيل

وسط عددٍ من المزارع والحقول الخضراء تتربع البلدة التاريخية في المجمعة ببيوتها الطينية ومساجدها وأسوارها ودكاكينها الصغيرة. وعلى الرغم من مغادرة معظم سكان المجمعة إلى الأحياء الجديدة إلا أن البلدة التاريخية في المجمعة ما زالت محتفظة برونقها وأهميتها على الرغم من سقوط أجزاء كثيرة منها.

وبهدف إعادة إحياء وتأهيل هذا المعلم التاريخي وتحويله إلى معلم سياحي تبنت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في بلدية المجمعة تنفيذ مشروع لترميم وتأهيل الموقع ضمن مشاريع أواسط المدن التاريخية الذي تنفذه الهيئة بالاشتراك مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.

وقد تم ضمن هذا المشروع ترميم عددٍ من المواقع مثل برج المرقب وبيت الربيعة والمدرسة وغيرها، ويجري ترميم ما تبقى من أماكن.

ويحظى مشروع المركز التاريخي أو البلدة القديمة في المجمعة باهتمام وتفاعل كبيرين من الأهالي الذين بادروا في دعم المشروع والمساهمة فيه.

وفي حين كانت النظرة لهذه المباني على أنها بيوت خربة تغيرت هذه النظرة إلى اعتبار هذه البيوت معالم تاريخية يجب المحافظة عليها، وهذا ما أكده عددٌ من كبار السن والشباب الذين قدموا الشكر لسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أثناء زيارته الأخيرة للمجمعة لدعم هذا المشروع ولما قدمته الهيئة من جهد توعوي أسهم في تغيير نظرة المواطنين في كل مناطق المملكة للمباني التراثية والتاريخية.

وقد أكد مدير مكتب الآثار والمتاحف بمحافظة المجمعة فهد بن عبد الرحمن الربيعة التفاعل الكبير من الأهالي على الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية في المدينة وقال: (لمسنا إقبالاً وتفاعلاً من أهالي المحافظة ورغبة منهم لترميم منازلهم القديمة، وقد أطلقنا برنامج (لا يطيح) بهدف توعية الأهالي بأهمية المحافظة على منازلهم الطينية وإصلاح الخلل الذي أصاب بعضها.

وقدر الربيعة نسبة تغير نظرة الأهالي إلى القرى التراثية خصوصاً بعد تركيز الهيئة العامة للسياحة والآثار على أهمية المحافظة على الآثار وسبل تطوير القرى التراثية بنسبة 70%، مشيراً إلى تعاون الجميع سواء من جهات حكومية أو مواطنين في المحافظة على هذا الإرث الكبير.

وأشار الربيعة إلى عددٍ من مشاريع ترميم الآثار والمباني المقامة حالياً في المجمعة، ومنها وقف الملك عبدالعزيز وملحقاته، حيث تم ترميمه بجهود ذاتية من قِبل المكتب للمحافظة عليه من الاندثار كما تم ترميم بعض المساجد الطينية القديمة تحت إشراف المكتب مثل جامع حرمة، مسجد الحارة، مسجد حويزة، مسجد باب البر.

وقال إن هناك عدداً من المشاريع التي تنفذ حالياً بالشراكة مع إدارة الأوقاف وبلدية المجمعة وإدارة التربية والتعليم، منها إنشاء مدخل على الطراز القديم للبوابات بالديرة القديمة لمدخل ساحة وقف الملك عبدالعزيز، وكذلك إنشاء بوابة الرميلة إحدى البوابات الرئيسة للبلدة، إضافة إلى العمل على إنشاء بوابة حويزة والقنطرة وترميم بعض منازل الأهالي تحت إشراف مكتب الآثار.

وعن ترميم وقف الملك عبدالعزيز يقول الربيعة: وقف الملك عبد العزيز أوصى به الملك عبد العزيز رحمه الله وخصص ريعه لحفظة القرآن الكريم، والمدارس، والمدرسين، والإمام، والمؤذن، وقد كان وما زال هذا الوقف نقطة مركزية في البلد القديم ومكاناً آهلاً بالحركة وموقعاً حياً ما زالت تمارس فيه الأنشطة التجارية، كما يعد هذا الوقف موقعاً ثميناً ومهماً ورمزاً تفتخر به محافظة المجمعة، ويحظى هذا الوقف في محافظة المجمعة بمكانة اجتماعية مرموقة يستشعرها الأهالي، بالإضافة لما لهذا الوقف من قيمة أثرية بارزة لا يمكن الانصراف عنها بل يتعدى ذلك إلى قيمته التاريخية والأثرية التي يدركها المتخصصون والتي لا ينبغي لنا أن نخسرها لأي سببٍ من الأسباب من أجل ذلك رأى مكتب الآثار والمتاحف بالمحافظة وبتوجيه من مدير إدارة التربية والتعليم سابقاً الأستاذ إبراهيم أحمد العمر وبدعم من معالي وزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمد أحمد الرشيد وسعادة وكيل الوزارة للآثار والمتاحف الأستاذ سعد الراشد أن يخضع الوقف للترميم تقديراً لأهميته التاريخية ومكانته الاجتماعية وقيمته الأثرية ورغبة صادقة في أن يبقى كما بقى لنا للأجيال الآتية حيث تم ترميمه على نفقة أهالي المجمعة وذلك في عام (1423ه).

وتتكون البلدة التاريخية في المجمعة من عددٍ من المباني ومن أبرزها بيت الربيعة الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1365 هـ ويقع في الجهة الغربية للبلدة القديمة، ووقف الملك عبد العزيز وتقدر مساحة القصر 1046 متراً مربعاً وتم ترميمه عام 1417هـ.

وينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: يتكون من (16) دكاناً وجميعها تلتف حول رواق يتكون من (16) عموداً حجرياً (سارية) جميعها مطلية بالجبس، وتطل هذه الدكاكين من خلال هذه الرواق على ساحة مكشوفة كانت تسمى قديماً (المجلس) وسميت هذه الساحة بهذا الاسم (المجلس) لأنها كانت مكاناً يجلس فيه القضاة لإلقاء الدروس في ذلك الوقت بعد صلاة العصر من كل يوم.

القسم الثاني: حويط الوقف ويتكون من بئر مطوية بالحجارة مع الزرانيق وبركة صغيرة معروفة باسم (لزاء) محاطة بالنخيل.

كما توجد في البلدة القديمة مدرسة أحمد الصانع وتقع في وسط البلدة القديمة وأسسها الشيخ أحمد بن صالح الصانع في مدينة المجمعة عام 1336هـ، وجعلها ميداناً لتعليم أبناء المجمعة والقرى المجاورة لها، وكان مؤسس المدرسة إماماً لمسجد (حويزة) القريب من المدرسة، وواعظاً وموجِّهاً، وتُروى عنه قصص في متابعة مَن يتخلفون عن الصلاة أو يتأخرون عنها بالموعظة الحسنة والحكمة وعدم التشدُّد الذي قد يدعو إلى التنفير، وقد رممت المدرسة عام 1420هـ.

ومن أهم معالم البلدة مرقب جبل منيخ وهو رمز ومعلم تفتخر به هذه المحافظة، وقد شارك جميع الأهالي في بنائه ويعد المرقب أقدم المباني الأثرية الباقية في مدينة المجمعة حتى الآن حيث تم بناؤه في عام (830) هـ، علماً بأن بناء البرج الداخلي المعروف عند أهل نجد باسم (القصبة) كان قبل تاريخ (830) فقد تم بناؤه مع المجمعة مع إحاطته بسور طيني يلتف حوله على قمة الجبل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد