Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/04/2009 G Issue 13359
الأحد 01 جمادى الأول 1430   العدد  13359
أحمدي.. عفواً لم تتقن الدور..!؟
محمد بن عبد العزيز الفيصل

 

كان تصرف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إيجابياً عندما غادر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بشكل مفاجئ بعد المشادة الكلامية (الحادة) التي وقعت بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في فبراير الماضي موضع تقدير العرب والمسلمين.

فقد لاقى هذا الحدث صدى واسعاً (براقاً) بين صفوف العرب والمسلمين فأحس المضطهد العروبي بأن كرامته علت وتسامت بهذا الإباء التركي الحازم والصارم في نفس الوقت، هذه الإهانة أجبرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك تسيبي ليفني على كسر الصمت لتخرج للعالم وتقول: (بأن لدينا علاقات استراتيجية مهمة مع تركيا لذلك أتوقع من تركيا أن تظهر احتراماً تجاه إسرائيل..), احتراماً وليس اعتذاراً يا إخوتي العرب..!, بالرغم من أن الإساءة (الأردوغانية) كانت واضحة ولا تحتمل التأويل أو التحريف.

كانت الشعبية (العارمة) التي حظي بها أردوغان سبباً لإثارة غيرة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي يعد الزعيم الإسلامي الأكثر (تهوراً..؟!) في تصريحاته وأقواله فقط بعيداً عن أفعاله، فجاءته الفرصة (الذهبية) تجر أذيالها بعفوية متناهية؛ وبالفعل لم يسمح لها الفارس النجادي بالفرار فعمل على استثمارها حتى جاءت ساعة الصفر عندما تسنّم منصة مؤتمر (مكافحة العنصرية) بجنيف ليمطر إسرائيل الغاصبة (المحتلة) بتلك الانتقادات (الواقعية) التي نعرفها جميعاً، ولا تخفى على أي إنسان يعيش داخل هذه الأرض، عندها قامت القيامة ولم تقعد فانقلب السحر على الساحر -التوقيت كان سيئاً و غير مناسب - فصار يُنظر إلى المسلمين بأنهم عنصريون ؟!، هذه الأمور وغيرها (ربما) لم تكن في حسبان الرئيس الإيراني الذي شل تفكيره تقمص دور رئيس الوزراء التركي في دافوس، مع أن هذا المؤتمر ضد العنصرية وفي سويسرا فكيف يتحدث عن هذه الأمور التي يعرفها القاصي والداني وبشكل (فجّ) فهم لم يوجهوا له الدعوة ليسمعوا مثل هذا الكلام !، فجميع الذين قاطعوا المؤتمر ازدادت نظرتهم السلبية للإسلام، أما وسائل الإعلام (المغرضة) فجاءتهم هذه الفرصة على طبق من ذهب وأخص (الأمريكية) التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية فاستثمرت هذا الحدث بذكاء شديد لتجيره ضد الإسلام والمسلمين، الأمر الآخر الذي يؤيد وجهة نظري المتواضعة سلوك نجاد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد المؤتمر مباشرة الذي ظهر فيه منبسطاً ضاحكاً ليستقبل أسئلة الصحفيين (الحادة) بأسلوب غريب يتناقض مع خطابه الذي ألقاه أثناء المؤتمر، والذي يزيد الطين بلّة تلك التظاهرات الإيرانية (المصطنعة) بطهران التي لم يواكبها أي تفاعل جمهوري أو شعبي على مستوى الدول الإسلامية والعربية الأمر الذي عرّى المشهد (النجادي) تماماً على الساحة الدولية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد