Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/04/2009 G Issue 13359
الأحد 01 جمادى الأول 1430   العدد  13359
طيور الجنة.. قنبلة موقوتة في كل بيت

 

فوزية ناصر النعيم - عنيزة

ما أن تستكين (شياطين) أبنائنا أمام شاشة التلفاز ويهدؤون إلاّ ونتنفس الصعداء ونبتهل لله جلت قدرته أن يوفق القائمون على قنوات الأطفال الذين سرقوا رؤوس أطفالنا منا دون أن نكلف أنفسنا بضع دقائق نجلس فيها مع أطفالنا أمام هذه القنوات المخصصة لهم لنعرف ماذا يُحاك لأبنائنا في الخفاء لتأتي الخاتمة هي القشة التي قصمت ظهر البعير.. قناة طيور الجنة من القنوات الجديدة المخصصة للأطفال، وهي حسب ما قيل عنها إنها لم تكن وليدة اللحظة، بل مرت بمرحلة مخاض كانت بدايتها فرقة طيور الجنة الخاصة بأناشيد الأطفال في عام 1994م والتي أسسها (خالد مقداد) وهي من أكثر الفرق الفنية المخصصة بفنون الأطفال انتشاراً في الوطن العربي ويبدو أنها تجاوزت المحيط العربي إلى كندا وبريطانيا.. ووالله مجرد أن سمعت أناشيد الأطفال التي يصدحون بها خلف شاشة طيور الجنة ويرددها أبناؤنا وقف شعر رأسي ذهولاً.

أناشيد فداء من الدرجة الأولى تدعم فكرة الجهاد القتالي والموت من أجل المعتقدات وتحث على استخدام السلاح والقتل والتفجير وإراقة الدم والإرهاب بكل مترادفاته وأطفالنا ينعقون بما يسمعون وعقولهم في الباطن تخزن هذه المعلومة ويبرولها الزمن لتكون معتقدات ومبادئ يؤمن بها حينما يشتد عوده حتى إذا بلغ الحلم ارتدى حزامه الناسف وأصبح ينادي بالجهاد الذي ما أنزل الله به سلطاناً ويرفع شعارات باطلة ويقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ويسعى في الأرض فساداً والله لا يحب الفساد.

إليكم هذا النموذج من الأناشيد التي يحفظها الأطفال بكل إتقان ويؤدونها أفضل من المنشدين الأطفال في طيور الجنة ويرددونها .

احدى الأناشيد تقطر دماً وتنزف إرهاباً ودماراً.. تزرع في نفوس الأطفال منذ نعومة الأظافر قانون القوة وأن لا شيء يمكننا أن نحصل عليه قبل أن تضع الحرب أوزارها وكلها شعارات تمجد فلسطين وتحرير فلسطين.. ونحن لا نملك تجاه فلسطين إلاّ التطبيل والتزمير وقلة الحيلة وقلة الحياء أحياناً.. وما بنا من نعمة فمن الله.. إذاً هذه القنوات الفضائية التي تزرع فتيل الحرب والدمار والألم لن تخدم قضية فلسطين بقدر ما تخدم أعداء الأمن وأعداء الوطن حيث تساهم بشكل مباشر في تنشئة أبنائنا وتشكيل شخصياتهم وتقنين المعتقدات ليكونوا جيلاً يفكر من وراء حجاب ويتذرعون بالدين والثوب القصير وهو منهم ومن معتقداتهم بريء براءة الذئب من دم يوسف.. ناهيك عن (الشاتات) التي تحول منها عيوننا ونحن نطاردها أسفل شاشة (طيور الجنة).. لغات مختلفة وأفكار هدامة وأصبحت شغل الخادمات الإندونيسيات بالذات.. واسألوا خادماتكم ماذا تقول لهن شاتات (طيور الجنة).

إذاً.. أيتها الأم افتحي نصف عينيك المغلقتين عن الواقع المرير.. وانظري من يشاركك تربية أطفالك ويحيد بهم عن الطريق السليم.. وتفقدي طيور الجنة وغيرها من الطيور قبل أن تكوني مع أبنائك حصب جهنم أنتم لها واردون.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد