اعتاد كثير من كبار المسؤولين والمديرين قبل الذهاب لحضور أي اجتماع وخصوصاً الاجتماعات ذات الطابع الدولي التي تكون خارج حدود الوطن على أخذ ملفات وأوراق كثيرة لقراءتها قبل وأثناء الاجتماعات، ويتطلب ذلك الأمر بكل تأكيد تحميل المسافر عناء حمل عفش زائد أثناء رحلته.

إلا أن التوجُّه الحديث لحضور الاجتماعات الآن هو الاستغناء بالكامل عن الملفات وعدم حمل أوراق أثناء السفر وداخل قاعة الاجتماعات سوى أوراق للكتابة عليها، والاكتفاء عوضاً عنها بجهاز حاسوب محمول يكون متصلاً بالإنترنت، يستطيع من خلاله الشخص الاطلاع على كافة الوثائق والأوراق المطلوبة، وذلك أثناء حضوره للاجتماع.

تلك الطريقة تم العمل بها من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات ومقره الرئيس في جنيف، الذي يعقد العديد من الاجتماعات خارج سويسرا في كثير من الأحيان. التجربة نجحت نجاحاً باهراً جداً، وأشاد بها الكثير من حضور الاجتماعات، وفي آخر مؤتمر دولي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات في مدينة لشبونة في البرتغال الأسبوع الماضي تم تطبيق الفكرة، وتم توفير حاسوب محمول أمام طاولة كل شخص من الحضور الذين تجاوز عددهم 900 شخص، وطرح خلاله العديد من المواضيع وأوراق العمل، وجميعها كانت إلكترونية وليست ورقية. ويقول المنظمون إنهم استطاعوا أن يوفروا كمية كبيرة من الأوراق والأحبار التي كانت ستستخدم لو تم توزيع ملفات المؤتمر ورقياً، إضافة إلى عدم إرهاق الحضور بحمل مزيد من الأمتعة بعد العودة من السفر.

في اعتقادي أن مثل هذه الفكرة ناجحة تماماً لو تم تطبيقها حتى في الاجتماعات الداخلية، وهي بكل تأكيد سوف تساعد على تحقيق هدف رئيس من أهداف التحوُّل إلى مجتمع المعلوماتية، وذلك من خلال زيادة انتشار استخدام الحاسوب والإنترنت في المملكة.