Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/04/2009 G Issue 13359
الأحد 01 جمادى الأول 1430   العدد  13359

مداريات
أبو زيد وشعيب
مشعل الجبوري

 

هناك رجال عرفتهم أثناء هذه الحياة وأنا أمر بمرحلة العقد الخامس من العمر لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد اعتبرهم مدرسة عظيمة ومفيدة تؤخذ منها الحكمة والعبر ومن هؤلاء الرجال الذين عرفتهم عن قرب شعيب الجهيمان الذي تشرفت بأن رافقني أو بالأحرى رافقته ونهلت من تجاربه قبل أيام أثناء سفرناء بالسيارة من الخفيات إلى بئر الرفدي.

ومخطط الخفيات السكني على طريق حائل هو جزء من مزارع الأمير محمد الأحمد السديري -يرحمه الله- حيث منحه أبناؤه البررة بالمجان لبعض البادية الرحل القاطنين هناك للاستيطان وبنوا فيه مسجداً كبيراً وعملوا الكثير الذي ندعو الله أن يكون في ميزان حسنات أبو زيد رمز الكرم والوفاء والشهامة والنبل وهناك أيضاً أحد رموز الكرم في مخطط الخفيات وهو رميح بن عقيل الجهيمان الذي لا يقفل باب ديوانه ليلاً ونهاراً بانتظار الضيوف والزوار وخاصة عابري الطريق من جماعته ومعارفه وملح مجلسه العامر دائماً هو عمه شعيب الذي أنقذه بعد الله الأمير محمد السديري من الموت المحقق فعاش معه حتى توفي والآن مع أبنائه وشعيب شاعر وراوٍ وبطل من أبطال الصحراء لا تأخذه في الحق لومة لائم وروى لي الكثير الذي احتفظ به إلى وقته وقد ذكر لي أن المرحوم أبو زيد كان سبباً في اعتاق رقبته ورقبة سبع وثلاثين غيره من حد السيف وقال إنه كان يردد دائماً بأنه يحب الطيب والوفي والشجاع ولو كان عدواً له وروى لي الكثير من المواقف والقصائد معه وعندما ذكرت له أبياتاً سبق وأن قلتها عندما مررت قبل ما يزيد عن عشرين عاماً بمزارع السديري متذكراً مواقفه مع الجميع شاهدته يطرق برأسه والدموع تغرورق في عيونه الوفية لكن دموعي انحبست إلى اليوم التالي عندما كتبت هذا المقال ففاضت فوق الورق مثلما فاض القلم بكتابة هذا الموقف.

وإلى موقف آخر مع شعيب وأمثاله من فرسان وأبطال الصحراء الأوفياء.

أبيات من ذلك المقوف:

يا شعيب ناد الله مجيب المطاليب

رب بسط أرضه ورسى الجبالا

انا طلبته واطلب الرب يا شعيب

دعوة مسافر من كريم تعالا

عسى محمد باوسط الحور والطيب

بالسندس الأخضر ولولا تلالا

رمز الوفا عند العرب والاجانيب

منقذ خويه من متين الحبالا

حر مقره عاليات الشخانيب

سوالفه يوم نتذكر جزالا

عليه وأمثاله تجب شقة الجيب

ما نقدر العبرة لياجا مجالا

غانم عليه ارقب طويل المراقيب

قال الذي لامه كثير الهبالا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد