Al Jazirah NewsPaper Friday  08/05/2009 G Issue 13371
الجمعة 13 جمادى الأول 1430   العدد  13371
التعليم في ميزان النقد
د. موسى بن عيسى العويس

 

لا أجمل من هذا التعبير الذي يقول: (دع الأكاذيب يقرع بعضها بعضا فربما استطارت من معارك الأعداء أو الأصدقاء شرارة تضيء للناس مكان جوهر الحقيقة فيلتقطونها.. والناس ليسوا بعبيدٍ للناقدين ولا أسرى لهم...).

* سواء أخذنا الوجهين الإيجابي أو السلبي أمام عطائه ومخرجاته ستظل مؤسسات التربية والتعليم في مقدمة المؤسسات التي تقود التطوير بلا منازع، ولن يضيرها أبدا أن تكون محط اهتمام الباحثين والدارسين والناقدين، بل الخطورة في تجاهلها، أو أن تكون - لا قدر الله - في يوم من الأيام بعيدة عن الأضواء، بعيدة عن الأقلام، بعيدة عن النقد، بعيدة عن الإعلام. هنا يحكم عليها بالغفوة أو الركود الأبدي.

* بتتبع إحصائي لوسائل الإعلام المقروءة، والمنتديات المحلية ستجد مؤسسات التربية والتعليم تتصدر الأخبار، مالئة الدنيا، وشاغلة الناس بمحاسنها ومسائها. هذا كله يحسب للحكومة التي جعلت التعليم محور أزمة يجب التعاطي والتفاعل معها.

* سأتناول مؤسستين، أو مشروعين عملاقين عقد المجتمع عليهما الآمال ولايزالان كذلك، أصبحا محط الأنظار، ومثار الاهتمام، بحكم الدعم الكبير واللا محدود من الحكومة الرشيدة ومؤسسات المجتمع لهما. (الأول): مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، و(الثاني): مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم. كلاهما من المشاريع والبرامج الفتيّة التي قدّر لهما أن يكونا رافدا من أبرز روافد وزارة التربية والتعليم في مسيرة التطوير والإبداع، اكتسبا من الخصوصية في اللوائح والتنظيم المالي والإداري ما يجعلهما يتخلصان من هيمنة الإدارة والأنظمة التقليدية التي تعيق في بعض الأحيان حركة التغيير والتطوير. كيف نحاكم عطاء هذين المشروعين؟ ومن أين نبدأ؟ وعلى ماذا ينبغي أن يوجه النقد؟. أعتقد أنه من الإجحاف أن يتناول ناقد أو كاتب هذه البرامج أو المشاريع دون أن يعرف الكاتب أو يشير إلى العمر الزمني لهذه المؤسسات أو المشاريع، ويقارنها بما تحقق من مثيلاتها من البرامج التي تجاوزت العقود من الزمن في وزارة التربية، فعامل الوقت والزمن، والدعم المالي والإداري لها أدوارها في الحكم على المخرجات، ولاسيما إذا كانت تحتاج إلى تجريب، أوتشخيص لواقع، مدعوما بالمقارنات.

*من المعروف أن (موهبة) دخلت في عامها التاسع تقريبا، أما (تطوير) فهو في عامه (الثالث). هذه في نظري أول المحكات لقياس الأثر لمن أراد الإنصاف.

* سواء كان بأثر مباشر أو غير مباشر لا أحد ينكر أنه خلال هذين العامين فقط بدأ التعليم في المملكة العربية السعودية يدخل في مضمار المسابقات الدولية، وتدخل مؤسساته في التقييم، وتنافس على مراكز متقدمة في كثير من المسارات العلمية وغيرها، بعد أن كنا نشارك - عبر بوابة النشاط - كضيوف شرف، أوتمثيل مخجل، الأهم أن تكون مقاعد الوفد مشغولة.ولولا ما يشوب الهيكل التنظيمي للوزارة، وتقاطع المهام وتداخلها بين الوكالات والإدارات من شوائب لحققنا أكثر مما حققناه، ولا أدري هل ستدرك قيادة الوزارة هذا الموضوع وتتلافاه، أم ستؤثر السلامة وتساير الواقع؟، نعود ونقول: من الذي قاد هذا الحراك الإيجابي، وهذا الانتقال الملموس؟ هل هما هاتان المؤسستان، أم غيرهما؟ هذا سؤال يحتاج إلى بحث واستقصاء، وإن كان الانطباع يقول ذلك.

* من المسلم به أن ثمة عوائق وعقبات تنظيمية ومالية تخرج عن إرادة المجالس الإدارية لهاتين المؤسستين، ومن المؤسف أن تظل تلك المشكلات عبارة عن هموم حبيسة لا تستطيع تلك المجالس البوح بها لسبب أو لآخر، ويظل المجتمع الذي يهمه أمر التعليم يغرّب ويشرّق في شأنها، ويلقي التهم جزافا دون أن يعرف أبعاد المشكلة، وقليل من المسؤولين من يمتلك الجرأة حيال ذلك ويصرّح بها. إذن نحن بحاجة إلى مزيد من المكاشفة والشفافية، والاعتراف بمؤشرات النجاح، أو عوامل الإخفاق وطرحها بكل وضوح. ا - هـ



dr_alawees@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد