Al Jazirah NewsPaper Friday  08/05/2009 G Issue 13371
الجمعة 13 جمادى الأول 1430   العدد  13371
آلية توطين وظائف عقود التشغيل والصيانة وغيرها
د. عبد الملك بن عبدالله زيد الخيال

 

حضر معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي لمجلس الشورى في يوم 3-2-1429هـ وتم في ذلك اليوم مناقشة تقرير وأداء وزارة العمل وتم طرح عدد من الأسئلة على معاليه ومن ضمن الأسئلة كان السؤال التالي: (لم تتغير آليات السعودة منذ سنوات حيث تصدر القرارات وعندما يأتي التنفيذ يصدر قرار التأجيل) - ألم يحن الوقت لإعادة النظر في آليات السعودة بأسلوب أكثر واقعية؟

وقد كانت إجابة معاليه واضحة وصريحة فيما يخص آليات السعودة كما هو مثبت في محضر الجلسة كما يلي: (وفيما يخص آليات السعودة سأكون شاكراً لو تقدم لنا أحد بآليات غير الآليات الموجودة وهو فرض نسبة معينة وقصر وظائف معينة على السعوديين) إذا وزارة العمل وعلى لسان وزيرها وتحت قبة المجلس يقول لا يوجد لدينا جديد ومن لديه آلية فليتقدم بها.

للعلم لم أكن عضواً بمجلس الشورى عندما ذكر ذلك معاليه، وإنما ذكرت لي فيما بعد بواسطة أخي الدكتور محمد القويحص، حيث رأيت أن أذكر معاليه بقوله أيضا إنه يوجد بالمملكة العربية السعودية حوالي 280 ألف عاطل عن العمل، كما أذكر معاليه بأول مقال كتبته في حياتي بتاريخ 28-9-1995م في العدد 9957 من جريدة الرياض بعنوان (من أجل سعودة الوظائف في القطاع الخاص)، ومقال آخر بعنوان (آراء وأفكار حول سرعة إتمام سعودة القطاع العام وسياسة التعليم) بتاريخ 5-10-1995م في العدد 9967 من جريدة الرياض، أي منذ أربعة عشر سنة تقريباً.

ثم أنشأت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بضم المعاهد التقنية مع المعاهد المهنية، والذي كان من استراتيجية تنفيذ أهدافها ما يلي: إعداد وتدريب المواطن السعودي للقيام بالأعمال المهنية والحرفية والفنية في القطاعات المختلفة (الصناعية والزراعية والتجارية والخدمات العامة) سواء في العمل الحر لدى الشركات أو العمل في الحكومة والقطاع العام، والتدريب داخل الكليات والمعاهد والمراكز والسعي لمواصلة تطوير ورفع مستوى الفنيين والمهنيين على رأس العمل لإكسابهم المعارف المتطورة في مجال العلوم والتكنولوجيا سواء داخل المملكة أو خارجها، وكذلك السعي لتهيئة الأميين واليافعين الذين لم يواصلوا تعليمهم الأكاديمي بتوجيههم وتدريبهم في برامج مخصصة صباحية ومسائية وفقاً للسن والقدرات والميول لمواصلة تعليمهم أو ممارسة العمل الفني. وكذلك إعداد الكوادر السعودية الفنية من المدرسين والمدربين، وتوجيه الاستثمار في التطوير لهيكل المهارة لتوسيع قاعدة العمل الفني بالمملكة، وكذلك إيجاد هيكل تعليمي ذي سلم موحد لتدعيم العمالة الفنية بالتنسيق مع أجهزة التأهيل البشري واللجنة الوزارية للقوى العاملة، وأخيراً دعم عمليات التوجيه المهني بإثارة الوعي الفني والمهني بواسطة الأجهزة المعنية وذلك بمردود أفضل لخدمات المؤسسة من الناحيتين الفنية والتدريبية لتحقيق الأهداف المرجوة.

كما كتبت ست مقالات قبل اثني عشر عاما عن (كيفية سرعة إتمام سعودة القطاع الصحي) رقم (6 و5 و4 و3 و2 و1) بتاريخ 21 و28-3-1997م، و4 و11 و18 و25-4-1997م، بجريدة الرياض أيضا ذكرت فيها أننا سنحتاج إلى قرون لسعودة القطاع الطبي في بلادنا لو اعتمدنا على كليات الطب المتوفرة في ذلك الحين، وطالبت أن تشارك وزارة الصحة بإمكانياتها الضخمة في التعليم الطبي بإنشاء كليات طبية ومعاهد في جميع مستشفيات المملكة العربية السعودية الكبيرة، وقلت المباني موجودة والأطباء موجودين والجهاز الفني موجود كل ما علينا أن ننسق ونضع الثقة في جهازنا الطبي ليساعدنا في تخريج دفعات في جميع أنواع الممارسات الطبية، كما طالبت بإنشاء جامعة طبية.

لذلك وزارة الصحة لم تنتظر الجامعات لسد حاجتها من الوظائف الصحية فقامت مشكورة وأنشأت الكثير من المعاهد الصحية، كما قامت بإنشاء كليات للطب في المستشفيات الكبيرة، حتى أن الحرس الوطني قام مشكوراً بإنشاء جامعة طبية وهي جامعة الملك سعود الصحية بمستشفى الملك فهد في خشم العان، والحمد لله أن بلادنا تسير على الطريق الصحيح.

معالي وزير العمل، انظر يمينك ويسارك تجد أيضا أن وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لتعليم البنات سابقاً لم تنتظر الجامعات وكليات التربية لتخرج لها المعلمين بل قامت بإنشاء معاهد المعلمين وكليات التربية للبنين والبنات في جميع مناطق المملكة لسعودة بعض وظائف المعلمين، لذلك ولله الحمد كثيراً من تخصصات المعلمين شغلت بالسعوديين.

وبما أنك يا معالي الوزير تريد سعودة الوظائف وتريد آلية لتوطين بعض أنواع الوظائف مثل وظائف عقود التشغيل والصيانة، فتوكل على الله واطلب من حكومتنا الرشيدة أن تساعدك بفتح معاهد كثيرة متخصصة في جميع أمور التشغيل والصيانة تابعة لوزارة العمل تخرج متخصصين في مجالات دقيقة يشغلها غير السعوديين تكون مخرجاتها تنفع سوق العمل.

إنني أريد أن أنظر في كل مكان لأجد أن أحد السعوديين يقول: (أنا متدرب) تابع لوزارة العمل، وآخر يقول: (أنا خريج معهد الكهرباء التابع لوزارة العمل).

لا تقل لي هذا من عمل المعاهد المهنية، أم معاهد التقنية.. حاول يا معالي الوزير أن تساعد في توطين الوظائف ساعد المعاهد المهنية، ساعد معاهد التقنية، ساعد في سعودة القطاع الخاص، ولا تجعل أمامهم أعذار واجعل الشركات الكبيرة تنشئ معاهد للتدريب مثل معهد الاتصالات والمعهد المصرفي وغير ذلك، اجعلهم يساعدون في التدريب وكل من يدربونه يوظفونه إذا كان جيداً وإذ لم يساعدوك فافرض عليهم أن يدربوهم، فهم الباقين للوطن، هم من سيستمر في تلك الأعمال التي تحتاجها شركات بلادنا فما حك جلدك مثل ظفرك، فالوافد يعمل في بلادنا سنتين أو أكثر ويأخذ الخبرة ويحول الأموال لبلاده، يأتون أغلبهم لا يعرفون شيئاً، ويرجعون لبلادهم تتخاطفهم الدول المتقدمة مثل الممرضات وفنيين الحاسب وغير ذلك ممن تدرب في بلادنا.

فكر يا وزير العمل كيف توطن الوظائف، اطلب المساعدة من كل مكان، أكرر إن التعليم ثم التدريب هو الطريق لتوطين الوظائف وهي الآلية يا معالي الوزير، وليكن شعارنا هو (مشروع الأمير نايف لتوطين العمل في السعودية) تقديراً لسموه لأعماله الجليلة في مجال تنمية القوى البشرية، والله يوفقك ويقويك ويسدد خطاك، فبلادنا في حاجة لمن يعمل بإخلاص وتفان من أمثالك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد