Al Jazirah NewsPaper Friday  08/05/2009 G Issue 13371
الجمعة 13 جمادى الأول 1430   العدد  13371
الإعلامي المخضرم واستاذ الاجتماع د. (بدر كريّم) يؤكد عبر الجزيرة:
أصحاب (الشائعات) هم مصابون بالخواء الفكري والفراغ النفسي..!!

 

أكد الرياضي المخضرم والمتخصص في علم الاجتماع والإعلام الدكتور (بدر أحمد كريّم).. عضو مجلس الشورى - سابقاً - أن من يطلق الشائعات في المجتمع السعودي هم مصابون بالخواء الفكري والفراغ النفسي وبعيدون عن التربية الصحيحة.. مشيراً إلى أن الميدان الرياضي مستهدف بالشائعات وشدد على أن الإعلام الرياضي لم يقم بدوره المهني في دحض هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة، مؤكداً أن العلاج الناجع في درء هذه الظاهرة السلبية يكمن في التربية السليمة والتنشئة الصحيحة ورفع المستوى الثقافي.. والوعي بالأخطار الاجتماعية.. إلى نص اللقاء مع الإعلامي المخضرم.

* ظاهرة الشائعات من الظواهر السلبية التي تناولها علماء الدين والاجتماع والنفس.. بودنا أن نتطرق إلى أسبابها ودوافعها وتأثيراتها الخطيرة في المجتمع بشكل عام..؟!

- معظم المشكلات الاجتماعية أسبابها الشائعات يطلقها من لا يخافون الله ولا يتقونه ولا يخشونه يحسبونها هينة وهي عند الله عظيمة وقد وعد الله الذين يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا بعذاب عظيم ليس في الدنيا فحسب بل حتى في الآخرة ففشوا الفاحشة وشيعوها حرمها الله ومقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربتها كل الشرائع والأعراف والله عز وجل: (حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

يبدو أنني أطلت وما فعلتُ ذلك إلا ليقيني بأن الشائعة من المهددات الاجتماعية وأخطرها ما تردده أحياناً وسائل الإعلام وهي المؤتمنة على أن تقول الصدق وتدعو إليه ولعل هذه مناسبة تجعلني أطلب وسائل الإعلام السعودية الرياضية أن تتثبت من الأخبار قبل نشرها.

* في المجتمع الرياضي تحديداً تجلت مؤخراً ظاهرة إطلاق شائعة على أحد نجوم الكرة السعودية المشهورين ولقيت هذه الظاهرة الخطيرة أصداءً متنامية في الساحة الإعلامية الرياضية.. كيف نعالج مثل هذه الممارسات السلبية؟ وما انعكاس مثل هذه التجاوزات على ثقافة المجتمع؟

- من المؤسف أن يتسع نطاق الشائعات في المجتمع السعودي إذ لم تعد مقتصرة على الميدان الرياضي فحسب، فالنظام السياسي السعودي يعترض للإشاعة وأمن المواطن السعودي والمقيم أصبح عرضة للإشاعة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مهدداً بالإشاعة.

من يطلقون الإشاعة؟ الذين يطلقونها هم المصابون بالخواء الفكري والفراغ النفسي والبعيدون عن التربية الصحيحة (وإذا استحكمت الشائعة في المجتمع وصاحبها قوة في الطرح والعرض من مروجيها وضعفت مقاومتها من المصلحين في المجتمع فستكون من أول أسباب تخلفه وانهزاميته وهذا هو الجو الملائم لانتشار الأكاذيب والشائعات بين الناس).

ليس هناك دواء شافٍ ناجع لدرء الشائعات موجود في الصيدليات..!! والعلاج في التربية السليمة والوعي بالأخطار الاجتماعية عند ذلك يمكن درء الشائعات بل مقاومتها مما يضعفها ولا يجعلها عرضة للتداول بين الناس، نعم الميدان الرياضي السعودي.. مستهدف بالشائعات إن لم يكن من داخله فمن خارجه والأسباب ليست خافية بل معروفة، فالإعلام الرياضي السعودي لم يقم بدوره الصحيح والأساس في دحض الشائعات الرياضية أنا لا أتهم وسيلة بعينها أو شخصاً بعينه وإنما أقول ما أسمع وما أرى وما أشاهد والتربية الرياضية مقصرة بحق الرياضيين المستهدفين وهم لا يملكون وسيلة دفاعية عنهم ما دام في الوسط الرياضي السعودي من ينتفع من الشائعات ولذلك يروج لها ويعتمد عليها في دخله المادي.

* ما دور الإعلام الرياضي على وجه الخصوص.. في حصر مثل هذه الممارسات الخطيرة والتصدي لها في مهدها؟

- أدعو إلى تأليف (تشكيل) مجموعات رياضية إعلامية تربوية سعودية في كل مؤسسة رياضية لمواجهة الشائعات الرياضية وأطالب بتفعيل دور الإعلام الرياضي فلم يعد من المقبول السكوت على هذا التجاوز بأن تصبح الساحة الرياضية ميداناً للشائعات وتتعرض لمعاول هدم المرجفين في الأرض.

* هل لغياب الوعي والتوجيه والثقافة التربوية في المجتمع الرياضي دور في ظهور مثل هذه الآفات الخطيرة؟

- هي ثلاثية غائبة ومغيبة تركت الساحة الرياضية مسرحاً لأعمال الشائعات في المجتمع الرياضي والمسؤولية ليست مسؤولية الإعلام ووسائله بحسب ولكنها مسؤولية اجتماعية مجتمعية تبدأ من الأسرة في البيت وتنتهي في سائر المؤسسات الدينية والاجتماعية والأخلاقية.

* أخيراً.. هل هناك رؤية اجتماعية رياضية أو إعلامية أخرى تود أن تتحدث عنها.. حول هذه الظاهرة الخطيرة وإرهاصاتها على المجتمع بشكل عام..!؟

- ترك وكالة أنباء (يقولوا) واستبعادها عن قائمة التعامل اليومي بين أفراد المجتمع وإحلال عيني رأت محلها ورواية ما رأت بأمانة وعدم اختلاق ما ليس صحيحاً هنا يمكن التقليل من خطر الشائعات وإن كان من المستحيل القضاء عليها قضاء مبرماً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد