Al Jazirah NewsPaper Friday  08/05/2009 G Issue 13371
الجمعة 13 جمادى الأول 1430   العدد  13371
بعد أن أرسى العالمي على شاطئ الأمان ووضعه في طريق العودة
فيصل بن عبد الرحمن يستقيل من الرئاسة النصراوية ويبقى مرتبطاً بالمجد

 

تقرير - عيسى الحكمي (الرياض):

بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من العطاء والصبر والتضحية قرر الأمير فيصل بن عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة نادي النصر في الرابع من شهر مايو 2009 إفساح المجال للأمير فيصل بن تركي ليقود إدارة النصر بعد أن هيأ الأول للثاني عملية انتقال سلس وميسر للسلطة النصراوية للثاني وكأنه يؤكد أنه عندما تمنى أن يرأس فيصل بن تركي النادي ليس مجرد أمنية بل هدف من جملة أهداف نجح في تحقيقها الرئيس الاستثنائي للعالمي.

فيصل بن عبد الرحمن في تاريخ النصر ليس مجرد رئيس فهو ثالث ثلاثة ترأسوا النادي من بوابة الجمعية العمومية إذ لم يسبقه لذلك إلا والده الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- والأمير سلطان بن سعود فيما عدا ذلك فجميع من ترأسوا النصر كانوا عن طريق التكليف.

ويتفرد الأمير فيصل عن غيره من الرؤساء السابقين ورؤساء جميع الأندية السعودية والآسيوية أنه أول رئيس ناد سعودي وآسيوي يشارك ناديه في بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الأولى عام 2000م.

وللتاريخ .. ففيصل بن عبد الرحمن ترأس النصر عبر ولايتين الأولى بدأت عام 1997 وفيها بلغ النادي كروياً صيته الأكبر على المستوى القاري والدولي بعد فوزه بكأس الكؤوس الآسيوية عام 1998 وبطولة السوبر عام 1999 وتأهل لمونديال الأندية بالبرازيل، كما حقق كأس الأندية الخليجية وبطولة وكأس الأمير فيصل بن فهد عامي1997 و1998، وخلال تلك الولاية التي كان فيها الأمير المحبوب طلال بن بدر العضد الأيمن لفيصل وجلب النادي واحداً من أهم لاعبي العالم هو البلغاري سويتشكوف الذي قاد الأصفر لتحقيق كأس الكؤوس الآسيوية، وفي تلك الفترة أيضا أبرم النادي عدداً من الصفقات المحلية والخارجية كان أبرزها بجانب سويتشكوف انتداب صانع الألعاب الجزائري موسى صايب والهداف القطري محمد العنزي والمغربي أحمد بهجا وإعادة الإيفواري يوسف فوفانا والقائد السعودي فؤاد أنور والمهاجم فهد المهلل وآخرون ممن كان بإمكانهم قيادة النصر لمزيد من الألقاب لو حوفظ عليهم بعد استقالته من كرسي الرئاسة في عام 2000م.

توأم المجد

الكثير عندما يستعرض ولايتي فيصل بن عبدالرحمن يجد تحقيق البطولات الصفراء هي القاسم المشترك حتى وإن كانت الغنيمة في الولاية المنتهية أقل لكنها تبقى بصمة تسجل للرئيس الذهبي الذي تحمل عبء أصعب مرحلة في تاريخ النادي بعد رحيل والده الأمير عبد الرحمن بن سعود، مرحلة كانت حبلى بالانقسامات وغنية بالهزات الفنية لفريق كرة القدم الذي يعتبر واجهة النادي الحضارية.

في الولاية الثانية للأمير فيصل كان وضع النصر لا يشجع أي رئيس على التقدم لرئاسته ومع ذلك وضع الرئيس الاستثنائي أمجاد ولايته الأولى خلف ظهره وبدأ يضرب الأرض الصلبة لاستخراج نصر جديد بقوة نصر الماضي الذي تطالب به الجماهير،ومع أن البدايات صعبة والظروف الفنية تعصف بالفريق إلا أنه مع نائبه الأمير وليد بن بدر وأعضاء الشرف الداعمين بقيادة الأمير منصور بن سعود وفيصل بن تركي بالإضافة للشرفي الشجاع طلال الرشيد الذي قبل المهمة الصعبة في موسم 2007 استطاعوا بث روح جديدة جعلت النصر يتخطى موسمه الصعب ويحقق في عام 2008 كأس الأمير فيصل بن فهد من أمام غريمه الهلال منهيا عشر سنوات من البعد عن البطولات، وفي العام الحالي كانت الفرصة مهيأة لمزيد من المكاسب لكن التوفيق جانب الفريق فاكتفى بالوصول لنهائي كأس الخليج للأندية ونهائي كأس الأمير فيصل بن فهد ونصف نهائي كأس ولي العهد وهي نتائج رغم خلوها من تحقيق اللقب إلا أنها لفريق كان يصارع على الهبوط عام 2007 تعتبر قفزة ليست بسيطة.

مرحلة الاستثمار والإنتاج

ولأنه حضر لانتشال نصر غريق فقد وضع إستراتيجية متعددة الجوانب مع معاونيه، ورغم أن فيصل بن عبد الرحمن ظل يعمل بعيدا عن ضجيج الأضواء التي يعشقها الكثيرون إلا أن أعماله كانت تظهر للنور بالنتائج حتى سطعت بجملة من التطورات أهمها تشكيل مجلس لهيئة أعضاء الشرف وتشكيل مكتب تنفيذي جعل للنصر كبراء عندما تشتد الظروف بالنادي، وبجانب ذلك نجح في جلب موارد استثمارية جعلت النادي يسد حاجته بنسبة كبيرة جراء العائدات الاستثمارية التي بلغت نحو 60 مليون ريال للموسم الواحد، وفي الجانب الكروي أولى القاعدة السنية اهتماماً كان من أبرز أوجهه إيفاد عناصر من الناشئين والشباب بشكل سنوي إلى البرازيل لزيادة قدراتهم المهارية فعاد النادي لتفريخ العناصر بل وتحقيق البطولات عندما حقق شبابه هذا الموسم لقب كأس الاتحاد بنسخته الأولى.

تغيير المفاهيم

وعلى غير العادة نجحت سياسة فيصل بن عبد الرحمن في وقت قياسي بتغيير مفاهيم كانت سائدة في النادي العاصمي أبرزها المركزية في القرار والتي ألغي وهمها مع أول يوم تسلم الرئاسة عندما شكل اللجان العاملة وترك لجميع النصراويين خدمة الكيان كلا على طريقته حتى أصبح الكل يشعر بأنه رئيس للنادي جراء المساحة الواسعة التي حصل عليها من الرئيس الديمقراطي، وزاد بقرارات تاريخية عندما سرح المدرب البرتغالي آرثر جورج وعدداً من اللاعبين في بداية الموسم 2007 متحملاً تبعات ذلك القرار لوحدة رغم وجود أطراف مشاركة فيه.

النموذج

لأنه الرئيس (النموذج) فقد حمل على عاتقه طوال رئاسته الثانية تحمل الإخفاق وترك للبقية التغني بلحظات الانتصار ليضرب واقعاًَ ومثلاً للرياضي (الفاهم) بطبيعة الوسط الذي يتعامل معه.

وداعاً للانتظار

ولأنه (القدر الجميل) في تاريخ النصر ففي عهد إدارته الثانية تحقق حلم إقامة حفل اعتزال نجم الفريق الأسطوري ماجد عبد الله بحضرة ريال مدريد الإسباني في مايو 2008 بعد10 سنوات من الانتظار ليكون ذلك العام تاريخاً خاصاً فيه عاد النصر للبطولات وأقيم حفل اعتزال الأسطورة.

لأنه فيصل

ولأنه فيصل بن عبد الرحمن الذي أجمع عليه المنافسون قبل المناصرون جاء ترجله عن كرسي الرئاسة وتسليمه لنائبه الأمير فيصل بن تركي شاهد على ما يحمله هذا الرجل للنصر ومستقبله بعيدا عن المكاسب الشخصية، ففي عملية انتقال الرئاسة سيناريو خاص أعده وأخرجه فيصل بن عبد الرحمن ليسجل هدفا لن ينساه النصراويون المطالبون بالتغيير لمجرد التغيير!.

خاتمة

سيبقى فيصل بن عبدالرحمن الحاضر الثابت في تاريخ النصر حتى وإن غاب عن مقود القيادة فهو رجل جميع المراحل وحلّال جميع العقد واسمه بالذهب كتب وفي صفحة النصر شمسه لا تغيب وسيبقى (توأم المجد).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد