نعيش صباحات مبتهجة كل يوم في حضن وطن يقوده قائد فذ يضيء بحكمته آفاق مسيرتنا في جبين الوطن العظيم وصباح الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الآخر من عام 1430هـ كان أحد هذه الصباحات مشرقاً بأنوار الحاضرات لحفل تسليم جائزتي الجميح.. صباح يشرق مع كل حقيبة يحملها طالب وطالبة لمدارسهم كل يوم، ويضيء في كل قطرة عرق لمعت من جبين عاملٍ بين آلاته أو فلاح بين سنابله أو مسؤول يبث فكره في مكتبه أو ميدان عمله يبني فكراً ويخطط لعلو ونهضة أمة.. نمضي اليوم كما مضينا من قبل نفخر بوطننا المعطاء وبقيادته وبمبادئه وبراياته.. وطننا يتفوق كما يتفوق أفراده ويتقدم بخطى واثقة تزيد من متفوقيه فليس لوطن أن يتفوق بلا متفوقين ولا استمرار لمتفوقين بلا تشجيع.
شكراً لمن كانوا أهلاً للفضل والدعم. شكراً لسمو الأميرة الجوهرة بنت فهد مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ورعايتها حفل الجائزة هذا العام مما أثلج صدورنا وأبهج أنفسنا وسما بتطلعاتنا ودفعنا إلى تكريس جهودنا، ورفع معنوياتنا، كيف لا؟ وهي تقود المستوى الأكاديمي في سلم التعليم وتستقبل مخرجات مدارسنا بكفاءة واقتدار، فأقدر من يقدر العمل من يمارس مهامه ويشتغل بهمة ويعمل على رفع شأنه فنسأل من جلت قدرته وعلا شأنه أن يرفع قدر سموها ويعلي شأنها وأن يجزل لها الثواب بما هو أهله هو أهل التقوى وأهل المغفرة. شكراً للعائلة الكريمة التي نسأل الله أن يكتبها ممن أدت شكر نعمة ربها (أسرة الجميح):
عن الشكر وعن أجمل معانيه وأرقى عباراته بحثنا فلم نجد خيراً من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في أن نقول (جزاكم الله خيراً) وزادكم نعماً وبارك لكم وثقل موازين حسناتكم وغفر لوالدكم الشيخ محمد بن عبدالله وأخيه الشيخ عبدالعزيز - آل جميح رحمهما الله - وأجزل لهما الثواب.
فهم قدوة في الارتقاء بالمجتمع ودعمه ورعاية برامج التربية والتعليم وتبنيهم لهذه الجائزة التي تخطو وثابة فتية في عامها السابع هو الريادة منهم نحو التميز في العمل التشاركي وخدمة المجتمع وحب الوطن من خلال دعم أبنائه وبناته، والقدوة الصالحة في العطاء والجود والسخاء وحفز الهمم لبلوغ القمم في كل مجال شكراً وعرفاناً وحباً وإكراماً ودعاءً منا لهؤلاء الأخيار.. نعم وبملء اليقين.. نعم.. جزيل عطائهم لا يتمثل في هذه المقالة إلا كما يتمثل ضوء الشمس في الشعاعة المتسللة من حنايا النافذة.. شكر وامتنان وفرحة غامرة والله انها من أجمل البشارات التي قدمتها لنا قيادة بلدنا الواعية بنظرتها الثاقبة وقراراتها السديدة أعني تأنيث منصب معالي نائب الوزير والخيار المنتقى في شخص أستاذة فاضلة قديرة جديرة الأستاذة نورة الفايز نهنئ أنفسنا بهذه الثقة الملكية الغالية في اختيارها لهذا المنصب القيادي وكأول نائب للوزير.. ذلك التعيين الذي يمثل وبحق فخراً للفتاة السعودية ومؤشراً يدل على ما وصلت إليه من مستويات عالية طموحة في ظل قيادتنا الحكيمة الموفقة.. ونعدها أن نكون سنداً وعوناً لها بعد الله وأعناقنا مشرئبة تتطلع إلى إنجازات تربوية تعليمية مبنية على الواقع الحقيقي للتعليم وفق معايير ومؤشرات لننطلق معا من حيث انتهى وأنجز الآخرون.
وما نقول لمعاليها إلا أننا بعد الله معها داعين وداعمين من قلوب صادقة ومشاعر مخلصة فنجاحها نجاحنا فنسأل رب البرية أن يسددها ويهيئ لها أسباب التوفيق والنجاح حيث إننا نعمل في أفضل وأرقى مهنة ونحمل أمانة أطهر رسالة ألا وهي التربية أولاً ثم التعليم.. قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المربي والمعلم الأول لهذه الأمة ومزاولتنا لمهنته شرف تقلدناه وأمانة حملناها فنذكر أنفسنا بهذا الأمر العظيم (التربية والتعليم)، فالأمة وقودها وكنزها ودرعها وحياتها بين أيدينا فيالها من مسؤولية جسيمة لكن بإذن الله نحن جميعا أهل لهذه الأمانة وأنفس علت وتسامت همتها لتجعل وقتها وفكرها وكيانها في سمو قد صاعد نحو السماء تطلعاً لإرضاء ربها أولاً وأخيراً ثم لترقى بإنجازها لطموح ولاة الأمر - وفقهم الله - للنهوض بهذا الوطن الأغر الماجد مهد الرسالة وأرض أطهر بقاع الدنيا.
ان استشعار هذه المسؤولية هو المحفز للجهد المنظم والفكر المبدع والعطاء المتفاني حتى يصل إلى طالباتنا بنسق جميل يؤتي ثماره كل حين بإذن الله.
إننا بتعاون راقٍ ورؤية ثاقبة للمجتمع نستطيع أن نتشارك معاً في حمل هذه الرسالة السامية، فكلنا مدخلات للتربية والتعليم ومخرجات منها، وقيمة المخرج تحدده طرق العمليات التي تم فيها لنمثل معاً نمطاً من التعاون والتنسيق البناء وملامسة احتياج الواقع التعليمي ومن ثم نقله بصورة صادقة وتحليله ورسم الخطط والقضايا الملحة على أساسه.. وإعداد البرامج والمشاريع التي تحقق الهدف المروم المنسجم مع سياسة بلادنا - حفظها الله - كحلقة وصل بين مصدر القرار ومكان تنفيذه فلنواصل العطاء بكل تفانٍ وإخلاص وتنظيم للجهود لتكون إنجازاتنا بعون الله متميّزة وفعّالة.
وأنتِ أيتها الطالبة التي جندت لك الموارد مادية وبشرية لتجعل منك أغلى مورد إليكن يا نبض قلوبنا وبسمة صفائنا وفكر عقولنا وأمل غدنا.
أنتن قديرات جديرات بأن تكرمن فقد بلغتن آمالنا جميعاً فيكن ولكن نقول: ما زلنا ننتظر المزيد والمزيد من الجد والتفوق العلمي والدراسي والتحلي بأفضل الأخلاق الإسلامية وأرقى الآداب وأسمى العلوم.. لتنهضن بأمة أنتن أمهات غدها وأساس شعب طيب الأعراق اليوم وغداً وبعد غدٍ.
- مديرة الشؤون المدرسية بتعليم البنات بشقراء