Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/05/2009 G Issue 13372
السبت 14 جمادى الأول 1430   العدد  13372
في وداع الشيخ سليمان الدخيل
نورة الدخيل

 

أي زمن أي دنيا أنت!...

غيبت أعز وأحب شخص إلينا...

أخذت روح العم الغالي ورحلت...

عم حبيب، رحيب، ودود، كريم وذو دين..

إنه من المؤلم فقد عزيز وغال وقريب وفي غفلة دون حسبان، حيث يصعب التعبير عن مشاعر الحزن والأسى لفقدان عمي الشيخ سليمان بن إبراهيم الدخيل الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الاثنين 12-3-1430هـ، صلي عليه ودفن رحمة الله عليه يوم الثلاثاء 13-3- 1430هـ في مدينة ثرمداء حيث مولده ونشأته ومقره. أفنى عمره في خدمة التعليم حيث لم يكن في جيله آنذاك من كافح وتعلم ووصل لمستواه التعليمي، فعمل مدرساً ثم مديراً لابتدائية ثرمداء أكثر من أربعين عاماً.

وأمضى جل عمره في مسجده مسجد خالد بن الوليد ولم يترك فريضة إلا لزاماً فقد عمل مؤذناً وإماماً رحمه الله.

لقد كان عميد عائلة آل دخيل وفقيدها وفقيد القبيلة ومجتمع أهالي ثرمداء، لقد خسرت ثرمداء أبرز رجالاتها، لقد كان -رحمه الله- له مكانة في المجتمع وصفات حميدة قلما تجدها في هذا الزمان، ويعتبر مؤرخاً حيث إنه مرجع لكل معلم من معالم ثرمداء أو حدث تاريخي ليس لثرمداء فقط بل لأحداث الوشم، فهو ملم بأحداثها التاريخية بتواريخها الهجرية والميلادي.. إضافة إلى أنه شاعر فهو يحمل في قلبه الكبير مشاعر من الحب والانتماء لمدينته وأهاليها فكثيرا ما عبر بشعره حيالهم وفي المحافل بشكل عام..

إضافة إلى صلة رحمه، فمن المواقف التي تدل على ذلك أنه يزور أخته المريضة باستمرار وعندما تتعرض لوعكة صحية لمدة شهر واحد فقط طال غيابه على شقيقته التي تنتظره وتتساءل عنه وأنه على غير عادته ولم تعلم بمرضه خوفاً عليها، إلا أن خبر وفاته جاء ووقع عليها لتصدم وما زال الحزن يعصرها.. إن المواقف عديدة لا أستطيع سردها وحصرها وكلها تدل على سمو أخلاقه وسر محبته.. فعزاؤنا فيه قليل والكثير يبكيه فلعل كثرة المصلين والمعزين دليل على ذلك وهم شهود الله في خلقه، فأعزي نفسي وأهلي وأخي دخيل وأسرته كافة وأقرباءه وأهالي ثرمداء والوشم وأحبابه وأعزي مسجده الذي فقده وكتابه الذي أعده واجتهد في جمع وترتيب المعلومات ومات قبل أن يرى النور وهو ما زال تحت الطباعة (رحمه الله)..

مصابنا جلل في فقدك يا عماه.. لقد فقد والدنا (شقيقك محمد) من قبل، رحمكم الله رحمة واسعة وعوضنا والدنا بك إلا أنه القدر، إنه الموت، إنه المصير.. إنا لفراقكم لمحزونون ولن ننساكم أبداً، رحمكم الله وأسكنكم فسيح جناته.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

- ثرمداء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد