نظّمت المؤسسة الأمريكية الجديدة (new Amrica)، وهي مؤسسة خبراء ريادية، مع لجنة التجارة الدولية المتخصصة التابعة لغرفة التجارة السعودية، مؤتمراً حول العلاقات السعودية الأمريكية. وكان من بين الحضور أربعمائة شخص من الحكومة، والإعلام ومجالس الخبراء، وأكاديميين، ودبلوماسيين، ورجال أعمال بارزين، ومعاهد أخرى من واشنطن. كان يوماً كاملاً لمناقشة أوجه حيوية حول العلاقات بين البلدين، وقضايا رئيسة أخرى تواجه الشرق الأوسط. وكان حيز من المؤتمر قد بث على الهواء من خلال محطات الكيبل عبر الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان من بين المتحدثين من الجانب السعودي الأمير تركي الفيصل (مدير مركز الملك فيصل للدراسات والأبحاث الإسلامية)، وعبدالله زينل علي رضا وزير التجارة، ومعالي الدكتور إبراهيم العساف (وزير المالية)، ومعالي الدكتور محمد الجاسر (محافظ مؤسسة النقد السعودية)، والمستشار الدكتور عبدالرحمن السعيد (المدير العام لمركز الدراسات المتخصصة)، وآنا ماري سلوتر (مديرة السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية)، والسيناتور السابق شاك هاغل، والدكتور زبيغنيو بريزنسكي، وبراد بورلاند من (هيئة استثمارات الجدوى)، إضافة إلى سفراء كل من فرنسا، والمملكة المتحدة.
وأما الأمير تركي الفيصل، الذي تحدث بإسهاب عن فرص السلام في فلسطين، فقال: (لا نحتاج إلى أي خطط من أوباما، فلدينا كفايتنا منها، ما نفتقره، هو التنفيذ، وليس التطمينات اللفظية). ونوه الأمير تركي الفيصل بأنه يجب على الولايات المتحدة استمرار استئصال الإرهابيين في باكستان وأفغانستان، ولكن حالما ينجز هذا العمل (ينبغي على قواتها مغادرة أفغانستان على نحو فوري). وحول مسألة التعاون بشأن الطاقة فقد أبدى الأمير تركي امتعاضاً من الخطاب الأمريكي حول (الاستقلال في مجال الطاقة)، مقللاً من شأن ذلك في عالم (يتوقف فيه اعتمادنا جميعاً على الطاقة).
ويقول الدكتور زبيغنيو بريجنزنسكي: (هناك حاجة ماسة، وأصيلة، لتحالف سعودي - أمريكي بشأن السلام في الشرق الأوسط). (هذا على الصعيد السياسي).
أما اقتصاديا فيقول فلينت ليفريت، الرئيس سابق لمجلس الشرق الأوسط للأمن القومي، إنه يتوجب وضع المملكة العربية السعودية في مقام مهم بالنسبة إلى القضايا الرئيسة التي تواجه الاقتصاد العالمي اليوم، تماماً كالصين، والولايات المتحدة. وأبدى ملاحظته بالقول: (كان هناك الكثير من الكلام عن مجموعة الاثنين أي الـG2، التي تتكون من الولايات المتحدة والصين، ولكني أقترح أنه يمكننا الحديث عن مجموعة الثلاثة، الـG3، تلك التي تتطلب وجود المملكة العربية السعودية فيها أيضاً). (والمملكة العربية السعودية تلعب، بالمطلق دوراً حيوياً)، على صعيد قضيتين رئيسيتين تواجهان العالم اليوم، وهما الطاقة والمال الاستراتيجي.
يظهر أن العلاقات السعودية - الأمريكية ستبشر باستقرار عالمي وسلام، في عالم مليء بالتحديات المعقدة. فقد قال ويليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، إن القرار فيما يتعلق ببعض أكثر التحديات العالمية أهمية، بدءًا من الأزمات الباكستانية والأفغانية، إلى الصراع العربي الإسرائيلي، مروراً بالأزمة الاقتصادية العالمية، والبرنامج النووي الإيراني، يعتمد على: (قدر كبير على كيفية تعاون الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية سويا، للتصدي لذاك النسق المضطرب من التحديات).
turki.mouh@gmail.com