Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/05/2009 G Issue 13373
الأحد 15 جمادى الأول 1430   العدد  13373

هذرلوجيا
(شيب طويق) أيضاً
سليمان الفليح

 

غالباً ما يترك غياب (وجه نجد) صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - يحفظه الله- أقول غالباً ما يترك ذلك الغياب فراغاً روحياً هائلاً في بلاده الغالية وخصيصاً في منطقة نجد التي أصبح رمزاً لها وأصبحت رمزاً حديثاً له، فما بالك ما يتركه ذلك الغياب الصعب في أنفس محبيه ومن يعرفونه عن قرب وكل من أسدى له صنيعاً خاصاً أو حلّ له مشكلة معقدة. لذلك حينما يكون حاضراً وهو حاضر دوماً في الروح والذاكرة الجمعية للناس، أقول حينما يكون موجوداً في (رياضه) الحبيبة لا يكاد يمر يوم على ساكن الرياض إلا وسمع قصة جديدة عن سلمان.. فهذا مواطن يقول لقد حلّها سلمان، وآخر يقول قال لي سلمان، وثالث يقول قلت لسلمان، لذلك تعددت ألقاب بين الخاصة والعامة، فمنهم من يسميه (بليهان) ومنهم من يسميه (جبل طويق)، ومنهم من يسميه و(جه نجد) ومنهم من يسميه (الحيد).. ولعل من آخر التسميات الجميلة التي تليق ب(أبو فهد) أو بالأحرى الألقاب هي التي أطلقها أخيراً الصديق الشيخ (فراج بن ضويحي العماني) من قبيلة سبيع الغلبا (مدلهة الغريب) إذ أسماه أو لقبه ب(شيب طويق).. وقد جاء هذا اللقب من خلال قصيدة رائعة للشيخ فراج كتبها في غياب سموه وعنونها بهذا اللقب الرائع. و(الشيب) لمن لا يعرفه هو نوع من الفهود الصحراوية النادرة التي قلما ترى وتمتاز بالسرعة والفتك والذكاء والأنفة، وقد عثر على الشيب مؤخراً في صحراء الجزائر بعد أن تعقبته إحدى الجمعيات البيئية لسنوات طويلة لكي تأخذ صورة له نشرت في العديد من صحف العالم.

أما الذي أطلق اللقب على سموه أي الشيخ فراج العماني فهو سليل فارس مشهور اسمه أيضاً فراج العماني اشتهر بالشهامة وبعد المغازي والعفو، ومن جميل ما يروى عنه أنه حاصر غزاة يمتطون (الجيش) أي الإبل وحينما ضاق بهم الحصار التجأوا إلى قبر (فهيد الصييفي) وهو من فرسان وكرماء قبيلة سبيع المشهورين وحينما لاذوا بالقبر (عفّ عنهم) إكراماً لروح الصييفي لذلك قال به الشاعر:

ما خبرنا مثل فراج العماني

عفّ عن جيش زبن قبر الصييفي

بقي أن نقول إن غياب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان هذه المرة هو غياب نبيل يجسد الأخوة والمحبة وصلة الرحم في أسمى تجلياتها لأنه ترك لك مهامه ليسهر على راحة وصحة شقيقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -عافاه الله وشفاه- وأعاده هو وأخيه سلمان إلى شعبهما الوفي الذي ينتظر عودتهما إلى أرض الوطن على أحرّ من الجمر، فليحفظهما الله لنا وليديم هذه المحبة والتواصل بين الشعب وقادته على مر الأزمان.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد