Al Jazirah NewsPaper Monday  11/05/2009 G Issue 13374
الأثنين 16 جمادى الأول 1430   العدد  13374
مستعجل
التأمين.. سلباً وإيجاباً
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

التأمين الطبي.. لا شك أنه مطلوب.. وقد حقق نتائج جيدة وأفاد كل المنتسبين له.. وحلَّ الكثير من المشاكل ووفر رعاية طبية للجميع. وهو أسلوب حضاري تأخذ به كل الدول المتقدمة لمصلحة الجميع ولتوفير الخدمة الطبية للكل وإنها مشكلة عدم وجود خدمة طبية أو سرير لمريض.

** واليوم.. جميع القطاعات الأهلية ملزمة (تقريباً) بإيجاد تأمين طبي لموظفيها بشكل إلزامي.. وهذا إجراء طيب، ذلك أن التأمين الطبي جعله في (خيار) أمام عدة مستشفيات وعدة مستوصفات يختار منها ما يشاء ويراجعها متى أراد بدون مقابل.

** غير أن التأمين الطبي رغم إيجابياته الكثيرة.. قد ترك بعض السلبيات أو أنه أبان بعض السلبيات مثل:

** تحولت كل المستوصفات والمراكز الطبية والمستشفيات الأهلية إلى كتل بشرية من المراجعين.. وصارت المواعيد بالأشهر. وصار الزحام سيد الموقف حتى في أقسام الطورائ.

** تدخل أي مستشفى أهلي أو مستوصف أو مركز فتشاهد أرتالاً بشرية في الممرات وأماكن الانتظار وفي المداخل و(تمسك) أكثر من طابور أمام مكاتب الاستقبال والمراجعة وتدني مستوى الخدمات الطبية في المستشفيات الأهلية وتراجع اهتمام الأطباء بالمرضى.. وصار المراجعون بالآلاف بشكل يومي ذلك أن كل شخص يمتلك تأميناً طبياً يذهب للمستشفى أو يأخذ أسرته وأولاده للمستشفى بسبب وبدون سبب.. حتى لو أن هدفه مجرد التشييك.. أي مجرد الاطمئنان على جسده.. هل هو سليم أم لا؟

** ماذا يضره مثلاً.. لو راجع استشاري باطنة وأجرى فحصاً كاملاً على جوفه من إشاعات وتحاليل ومناظير تأخذ من وقت المستشفى ووقت الأطباء ووقت المختبرات ووقت الأقسام المساندة الشيء الكثير علاوة على أنها أيضاً.. تفوقت الخدمة الطبية الضرورية لإنسان يحتاجها بالفعل.

* يأتي مريض في أمس الحاجة للرعاية الطبية المتخصصة فيجد هذه الأرتال البشرية وقد أغلقت الطريق أمامه وجعلته ينتظر ساعات وأياماً حتى يحصل على الخدمة.

** يذهل للطبيب فينتظر لساعات وهكذا عندما يراجع الأشعة أو المختبر أو يحتاج إلى عملية جراحية.. ينتظر أياماً وأياماً إذ إن هناك من تشجع بعد التأمين الطبي.. أو ليست المسألة مجاناً؟!!.

** هناك أرتال من البشر تراجع هذه المستشفيات والمراكز بشكل يومي.. والنسبة الأكبر منم (ما فيهم إلا العافية).

** النقطة الثانية.. أن المستشفيات الأهلية لدينا لازالت قليلة من حيث العدد.. وغير مستعدة لاستقبال هذه الأرتال البشرية وكان من المفترض أن يكون لدينا عشرات المستشفيات الأهلية المؤهلة لاستقبال هؤلاء الذين حصلوا على التأمين الطبي فجأة دون أن يكون هناك خدمات طبية تواجه هذا التوجه المفاجئ.. وهذا الإقبال المتزايد.

** ولا شك أن افتتاح مستشفى أهلي جديد يحتاج إلى إمكانيات ووقت وكوادر متخصصة وتأمين الكوادر بالذات ليس بالشيء الهين ومن هنا.. فإن من أبرز أسباب ازدحام البشر داخل المستشفيات الأهلية.. هو النقص الكبير الحاصل في الخدمات الطبية الأهلية لمواجهة هذه الأعداد الكبيرة التي اتجهت فجأة للقطاع الطبي الأهلي.

** التأمين الطبي.. إجراء جيد.. لكن ظهر معه نتائج سلبية ويحتاج إلى من يعيد دراسته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد