لا مجال للمقارنة.. عبارة يرددها الكثيرون ممن أدوا فريضة الحج قبل عشرات السنوات ثم أنعم الله عليهم بأدائها في السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه الكلمات وهي تلهج بالدعاء لحكومة المملكة العربية السعودية لما بذلته وتبذله منذ عهد الباني المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وما واصله أبناؤه الملوك البررة حتى أصبح الأمن والأمان عنواناً لهذا الكيان العظيم.. إلى ما تم تنفيذه من مشروعات جبارة وتوفيره من منجزات رائدة.. مما جعل الحج رحلة ماتعة ميسرة تجتمع فيها مشاعر الإيمان مع أجواء الأمان في أغلى وأعظم مكان مقدس.
ولقد حظيت خدمات الحجيج بنقلة تاريخية في رعاية وطمأنينة ضيوف الرحمن وحظيت مؤسسات الحج بشهادات جميع حجاجها والمسؤولين وثناءات المفكرين والمثقفين والإعلاميين والتي تؤكد أن ذلك النجاح المبهر يعود لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ثم لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز رئيس لجنة الحج ومعالي وزير الحج الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي.
وفي الواقع سأسمح لنفسي اليوم بأن أتمرد على واقعي وأسجل إعجابي الشديد بمؤسسة واحدة تبذل كل الجهد والاهتمام لتكون في الصف الأول في خدماتها للحجيج وفق توجيهات ولاة الأمر وكما يردد دوماً سمو رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز عندما يقول: عظيم أن يتحقق هذا الإنجاز الإسلامي الكبير بهذا المستوى الرفيع من الأداء الافضل والتنفيذ المحكم لاستراتيجية الحج العليا بمختلف خططها الأمنية والخدمية والصحية والتنظيمية والوقائية والتي احتشد لتنفيذها على الصعيد الأمني ما يفوق مائة ألف رجل أمن.
إنها في الحقيقة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا التي يرأس مجلس إدارتها مسئول سعودي متميز، ومن المؤكد هناك كثيرون من أبناء الوطن متميزون في أماكنهم وأعمالهم ولعلني أستطيع أن أوفي هذه الشخصيات البارزة حقها على المستويين الرسمي والأهلي وهم كثر!.
وحتى لا أبالغ فإنني أقول إن لقائي بهذا المسئول لم يزد على المرتين ولكن هالني ما أنا فيه من جهل وعدم دراية بخدمات ونهضة مؤسسته التي تعشق الريادة بمعايير عليا وحصولها على شهادات الأيزو العالمية في رقي خدمات الحج.. إنه عدنان بن محمد أمين كاتب.. رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا الذي مارس التعليم وعمادة الكلية المتوسطة بمكة المكرمة بعد عودته من دراساته بالولايات المتحدة الأمريكية وتدرجه في عدة مسئوليات حتى رئاسته لمجلس الإدارة واحتفاله باليوبيل الفضي لهذه المؤسسة العملاقة مؤخراً.
تقول سيرة الرجل من واقع تاريخه وإنجازاته وأعماله أنه أخذ على عاتقه تطبيق توجيهات الدولة بشأن رعاية الحجيج على اعتبار أن خدمة ضيوف الرحمن واجب وشرف يحرص عليه كل مواطن ومواطنة.. وما شد انتباهي خلال لقائي الأخير بعدنان كاتب ما يراه ويؤكد عليه: (ان نشر ثقافة خدمة الحجيج على مستوى المجتمع السعودي بأسره بات أمراً حتمياً وواجباً مقدساً بين أبناء المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وكل الفئات مجتمعة ودور ووسائل الإعلام المختلفة منذ قدوم الحجاج إلى أرض المملكة مروراً بأداء المناسك ورعايتهم كل الرعاية وانتهاءً بعودتهم إلى بلدانهم).
ويقول أيضاً: لابد من توعية الحجاج من قبل دولهم ورؤساء بعثاتهم واستخدام القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت من الأمور الضرورية لذلك.
عدنان كاتب.. حصل على نوط الحج للمتميزين في الحج وصدرت الموافقة السامية الكريمة بناءً على توصية سمو رئيس لجنة الحج العليا في تطبيق تجربة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا المتمثلة في إسناد خدمة الحجاج إلى عدد من المتعهدين بدلاً من المطوفين بأن يعطى المتعهد عشرة آلاف حاج وذلك في إطار تنظيم جديد وتطور نوعي في مستوى خدمات الحج على أن يدفع المتعهد (200) ألف ريال لذلك.
أما الأمر الذي يستحق التقدير والاحترام فهو ما فعله لمؤسسته حيث وصلت نسبة السعودة للعاملين بها إلى أكثر من 98% وهذا بكل المقاييس يعتبر إنجازاً كبيراً.
ويلخص عدنان كاتب مفاتيح نجاحه في العمل بعدة معايير: أولها أن تحب عملك وتتفوق فيه وتقرر بدقة ما تريد فعله وتثابر وتجاهد في تحقيق هدفك وتلتزم في حياتك بالتعلم ما دمت حياً وتستثمر وقتك بحكمة وذكاء وتتبع خطوات القادة والناجحين وتكون صادقاً وأميناً وذا نية خيرة وتستعمل عبقريتك وإبداعك الفطري وتعامل كل من تقابل بالاحترام والتقدير لدوره وأن تعمل بأقصى قوتك وأن تعلو في الختام ابتسامتك وكلماتك الطيبة وسوف تنجح بإذن الله.
وللرجل باع طويل في خدمة المجتمع المدني من خلال تحقيق التكافل الاجتماعي باستضافة قاعات مبنى مؤسساته لأكثر من (400) مناسبة اجتماعية وثقافية وخيرية حتى الآن وهو لا ينسى كبار السن والمعمرين على مستوى العالم الإسلامي حيث هاله وأفزعه ذلك المعمر الهندي البالغ من العمر (132) عاماً الذي لم يستطع تدبير سوى حفنة من الدولارات لكي يحج إلى بيت الله الحرام فما كان منه بمجرد علمه بذلك سوى أن استضاف هذا المعمر على نفقته الخاصة ومكنه من أداء الفريضة متحملاً كل تكاليف مجيئه وإقامته مع أسرته بالمملكة وحتى عودته إلى بلاده.
إلى هذا الحد لم يتوقف الرجل بل إنه يعمل ليل نهار على تطوير أبناء مؤسسته بعقد الدورات التدريبية للقائمين على خدمة ورعاية الحجيج ورفد مؤسساته العملاقة بالكثير من النخب.. مفكرين ومستشارين وغيرهم لتحقيق عملاً منهجياً وتقنياً وتطويرا نوعيا مستمرا في إمداد أعمال المؤسسة بالتطوير الإلكتروني توفيراً للمال والجهد والوقت وتحسين أداء مكاتب الخدمة الميدانية لوفود الحج.
عدنان كاتب.. معروف عنه ومن خلال عمله المتميز أنه يرفض أي تجاوزات سواء من صغير أو كبير تسيء لخدمات الحج وفي نفس الوقت يؤكد أن ما يفعله يأتي انسجاماً مع توجهات الدولة - أيدها الله- كما أنه يأتي في إطار ترجمة واقعية لأهدافها، كما أنه رغم حزمه وجديته يمنح كل ناجح وصاحب أداء متميز التقدير المالي والمعنوي والإعلامي وفي نفس الوقت فإنه ارتقى بمؤسسته وبالعاملين فيها والمساهمين أيضاً من خلال تحقيق عائد كبير من الأرباح ورفع قيمة أسهم المؤسسة، كما أمن دخول المطوفين والمطوفات وساهمت مؤسسته في المناسبات الاجتماعية من خلال استضافة مراسم زواج الشباب وكان آخرها عرس (30) سعودياً وسعودية.
ويحسب كذلك لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا احتضانها ورعايتها للمناسبات النسائية التي ترعاها صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز عبر شبكة التلفزة (رواق بكة النسائي).
وحقيقة الأمر أن من يتذكر ولادة مؤسسة جنوب آسيا عام 1403هـ وغيرها من مؤسسات أرباب الطوائف وبدايات النظام الفردي والجماعي في الطوافة لا يمكن أن يتصور صمودها أمام التيارات العنيفة لكي تشمخ اليوم وتتباهى أمام الجميع- بتثبيت مشروع الأهلة وترسيته كحدث تاريخي واعد لمستقبل مشرق بانطلاقة رائدة شاملة للمؤسسة حيث وضع معالي وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي حجر الأساس لإنشاء مشروع الأهلة التجاري الاستثماري للمؤسسة والذي سيرتقي بخدمات الحجيج ضمن الدعم المعنوي الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين ويحقق لمطوفي ومطوفات المؤسسة موارد مالية ثابتة فهو مشروع عملاق يتميز بتنوع وظائفه وتعدد خدماته ومَعلم من معالم مكة المكرمة ومقصد سياحي سيسهم في تنمية الحركة الاقتصادية بأم القرى تقوم بتنفيذه شركة عبر المملكة الوطنية للتعمير المحدودة.
صحيح أننا نتحدث عن نموذج وطني مشرف هو عدنان كاتب.. لأن خدمة الحجيج في دمه وأبناء المؤسسة في قلبه وعقله وتوجيهاته يستلهمها من فكرة قادة هذا الكيان ولكن هذا لا يعفينا أن نغضب من ظاهرة الابتزاز التي لا تنسجم مع الطابع العام للمجتمع الأخلاقي السعودي ومناقشتها بأي شكل من أشكال الشجاعة الثقافية أن نشير بأصابع الاتهام إلى ضعاف النفوس من المتاجرين بخدمات الحج الذين ظهروا على السطح فجأة واصبحوا- دون وازع أو ضمير- يحتالون ويخدعون بعض الحجاج بهدف الثراء السريع لأنهم- أقولها للأسف- يضربون بالأنظمة عرض الحائط وإن جاز لي من نصيحة أرددها لهؤلاء -وهم قلة- لماذا لا تكون مؤسساتنا قدوة بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا التي تأبى إلا أن تكون الأولى وتسعى لنشر ثقافة خدمات الحجيج وعدم استغلال الحج للتكسب والجشع الفردي!.
وفي الأخير أعتقد أنه يحق لي أن أقول إن كاتب هذه السطور حج البيت مرات ومرات ولا ينتظر دعوة من هذه المؤسسة أو رئيسها!.
فهي شعيرة إيمانية مخلصة لرب العالمين ودعم ومؤازرة جهود الدولة وهو ما أبقى عدنان كاتب رمزاً مضيئاً لنياته الخيرة.
بقي أن أذكر أن سيرة الرجل تؤكد أن للمرأة دورا هاما وبارزا في حياته ومكملا لنجاحه متمثلاً في والدته وزوجته وبناته وبالتالي فإنه يقدرهن ويحسب لهن الكثير من أسباب نجاحه.
إنها فقط.. كلمات وكلمات تجيء لإنصاف المتميزين حقيقة وتاريخهم الذي ينم عن الوطنية وسجل حياتهم الذي يكتب بأحرف من ذهب ونور.
samialmehana@hotmail.com