من فضل الله علينا وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) تحظى المملكة بشبكة عظيمة من الطرق السريعة وغيرها، إلا أن مستخدم هذه الطرق يجد معاناة كبيرة في حال استخدامها ومن المحطات المنتشرة على هذه الطرق وكذلك عملية توزيع اللوحات والمخارج. وهذه الملاحظات التي أسوقها عن طريق الرياض - القصيم الشمال والمدينة المنورة تنطبق تماماً على سائر الطرق الأخرى المنتشرة في هذا الوطن الطيب.
فطريق الرياض - القصيم السريع تم افتتاحه في عام 1406هـ أي منذ 24 عاماً، وهو ذو ست مسارات (ثلاث وثلاث)، وهو من منجزات الدولة الجبارة التي كانت وما زالت وستظل بإذن الله تقوم بالمشاريع الجبارة لخدمة المواطنين.. وتساؤلي هو:
كم عدد مستخدمي هذا الطريق يومياً عام 1406هـ وهذا العام 1430هـ؟ وكم زيادة عدد السكان (مستخدميه) والمركبات خلال هذه المدة؟ إنني لا أعرف بالضبط ولكني متأكد أن الزيادة عالية جداً.
وخلال هذه السنوات افتتحت خطوط أخرى تصب فيه، فمثلاً طريق الأرطاوية حفر الباطن وطريق الشمال القادم من الأردن وسوريا مروراً بالجوف وحائل، وكذلك قبله طريق حائل المتوجه إلى طريق تبوك المدينة والساحل الغربي، وكذلك طريق الشمال الشرقي القادم من حفر الباطن والكويت.
ثم افتتح أخيراً الخط السريع بين المدينة المنورة ومنطقة القصيم والقادم بإذن الله وخلال سنوات طريق مكة المكرمة - القصيم، وغيرها من الطرق الأخرى.
إنني ومن خلال استخدامي لهذا الطريق رأيت أن أبدي بعض الملاحظات عليه، وهي ليست ملاحظاتي وحدي بل ملاحظات الكثيرين غيري، وآمل من وزارة النقل الاستفادة منها والتعجيل بتلافيها:
1 - الطريق ضيق الآن؛ ففي أيام العطل الأسبوعية والأعياد يزيد عدد مستخدميه بأعداد مهولة، وترى الازدحام واضحاً؛ حيث تمتلئ كل المسارات، وهذا يسبّب إرباكاً وإزعاجاً لمستخدميه مما يزيد الازدحام فيه وبالتالي كثرة الحوادث (لا قدر الله).
ولاسيما أن المسار الثالث الأيمن مخصص لسيارات النقل الجماعي والشاحنات؛ فغالباً ما يكون غير مستو واسخدامه طريقاً في سرعة 80 كيلو بالساعة وأكثر يجعل السائق لا يستطيع السيطرة على مركبته، وهنا أطرح هذا السؤال:
* هل الموازين التي على الطريق تمارس أعمالها بدقة؟! وهل الشاحنات التي تحمل زيادة في الأوزان المقررة توقف وتلزم بتخفيف الوزن أم مجرد دفع غرامة؟؟
وهنا كم من الضرر الذي سيلحق بمستخدمي الطريق والحوادث؟ وهل الغرامة كافية لإصلاح ما أفسدته هذه الشاحنة؟!
أم المشكلة في المواصفات التي عمل بها هذا الطريق وغيره من الطرق السريعة داخل المملكة؛ فلا بد من وقفة ومتابعة من وزارة النقل.
إنني أرى ضرورة زيادة المسارات بواقع مسار واحد للذهاب وآخر للعودة فيكون الطريق (ثماني مسارات) على أقل تقدير. وكذلك عمل دوريات للصيانة العاجلة.
2 - المحطات: كل محطات التزود بالوقود في حالة مزرية ومأساوية في المظهر الخارجي والداخلي وكذلك المساجد المقامة عليها، أما دورات المياه فحدِّث ولا حرج من السوء الموجود فيها، وهذا مما جعل مستخدمي الطريق يبحثون عن بدائل في حال الصلاة أو الراحة أو قضاء حوائجهم في العراء بالصحراء وأمام المسافرين؛ لأنهم لا يجدون أماكن للصلاة أو الراحة أو دورات مياه نظيفة. وهذه المناظر مقززة للمسافرين، وتشكل خطورة وذلك بإحجام المسافرين عن الوقوف بالمحطات واستخدام حرم الطريق بدلا منها.
إنني أدعو بعض مسؤولي وزارة النقل إلى ألا يذهبوا بعيداً بل إلى دولة الإمارات المجاورة؛ ليروا كيف يكون تنظيم المحطات وخدماتها ومستوى النظافة فيها، سيجدون أن الفرق شاسع.
إن من يسافر ليس في هذا الطريق فقط بل في كل الطريق السريعة وغيرها يجد معاناة كبيرة إذا أراد الصلاة أو قضاء الحاجة إذا كان بمفرده، فكيف إذا كان معه نساء وأطفال؟؟ إننا نرى مناظر خطيرة ومزعجة وغير حضارية لمرتادي هذا الطريق وهم يرون بعض مرتاديه يقضون حوائجهم على جانب الطريق.
إنّ معظم أصحاب هذه المحطات يجنون كثيراً من الربح (اللهم لا حسد) وهذا ظاهراً للعيان؛ فنرى كيف أن السيارات تأخذ دورها لتعبئة الوقود. إن هذه أنانية منهم وخلل ونقص في المتابعة من الجهات المختصة.
وتساؤلي: لماذا لا يُلزم هؤلاء بنظافة محطاتهم ومرافقها؟؟ ولماذا لا توضع تصاميم ونماذج حضارية وحديثة وتكون ملزمة لهم وفق مواصفات قياسية عالمية، وتتم متابعتها ومعاقبة المقصرين؟ فماذا ينقصنا نحن عن الآخرين؟ ولاسيما أن الدولة (أعزها الله) لم تقصر أبداً بل بذلت وما زالت تبذل الكثير والكثير في سبيل راحة المواطن.
3 - اللوحات: هذه من الملاحظات المهمة؛ فالمسافر فيه يرى بعض القرى أو المدن وقد (اتخم) الطريق بلوحات بأسمائها وقبل الوصول إلى مخرجها بمسافة تتجاوز خمسين كيلومتراً وبعض القرى أو المدن لا يوجد لها إلا لوحة أو لوحتان وعلى استحياء. وبعض هذه المدن تبعد عن الطريق خمسة وعشرين كيلومتراً، وترى لها لوحات كثيرة، وهناك مدن أخرى مثل هذه المسافة بل وأقل منها ولا تجد لها إلا لوحات قليلة جداً مثل محافظات حرمة والغاط والرس ثالث مدن القصيم والبدائع والمذنب أما محافظة رياض الخبراء التي يقسمها الطريق إلى نصفين وهي بمنتصف المسافة تماماً بين الرياض والمدينة المنورة فهي المدينة الوحيدة التي يخترقها هذا الطريق (الرياض - القصيم - المدينة)، ورغم ذلك لا يشعر بها المسافر إلا إذا وصل إلى مخرجها. إنني أطالب وزارة النقل بإعادة النظر في موضوع هذه اللوحات والعدل في توزيع اللوحات للمدن؛ فكل مدن المملكة غالية علينا جميعاً ومن حقها أن تأخذ نصيبها من التعريف بها ولا فرق بينها؛ فتكوين لجنة للنظر بأمر اللوحات ضروري ومهم جداً لتحقيق العدل والمساواة بين مدن المملكة، وكذلك تعريف المسافرين بهذه المدن، وخصوصاً أن هذا الطريق أصبح الآن دولياً؛ فمستخدم هذا الطريق الذي يقصد الشمال والأردن والكويت والخليج لا يجد لوحات إرشادية كافية تدله على الطريق الذي يرغبه.
هذه ملاحظات مني ومن غيري ممن يستخدمون هذا الطريق بين الفينة والأخرى فكيف بمن يرتاده يومياً أو أسبوعياً؟!
m.aloraini@hotmail.com