Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/05/2009 G Issue 13379
السبت 21 جمادى الأول 1430   العدد  13379

قراءة في كتاب (أسرة آل الشثري.. علماؤهم وتاريخهم)

 

إن من أعسر الأشياء على من يروم الموضوعية ويزعم الحياد تجاه الظواهر الاجتماعية والتاريخية أن يتحدث عن النحن ومع ذلك سأقدم هذه القراءة السريعة لكتاب الدكتور محمد بن ناصر الشثري لقد حرك هذا الكتاب في مخيلتي أشياء كثيرة نقلني إلى الوراء أكثر من خمسة قرون فشممت رائحة الطين والبارود والماء والنخيل وسمعت صوت السانية وتلاوات القراء في المساجد وابتهالات العباد بالأسحار ورأيت طلاب العلم وهم يلتفون حول الشيخ الوقور وأحسست بالنخوة والشهامة العربية وأشياء أخرى وكأنني أتجول في أفلاج القرن السابع وما بعده نعم لقد ولدت في الأفلاج فهي ملاعب طفولتي ومراتع صباي وتنقلات شبابي يالله لتلك الأيام كنت أطوف في الصباحات الباكرة جداً على القلاع والحصون التي ذكرها الدكتور محمد وأقف على الرسوم والأطلال. هناك كان لأسرتي حضارة مجيدة حيث صيحات الحرب وأنات الحب حيث العلوم ونصرة الدين حيث قافلة التجارة وحنين الإبل ومحراث الزراعة وأناشيد الفلاحين.

العلم ونشره

ابتدأ المؤلف بتراجم علماء أسرة الشثري الذين ساهموا في نشر العلم ومنهم الشيخ ناصر بن عبد العزيز والد المؤلف وهو والد المنتسبين للأسرة اليوم لسعة صدره ورجاحة عقلة وتجاربه العريضة والشيخ عبد العزيز بن محمد والشيخ محمد بن علي وغيرهم الكثير.

الجهاد

ولهم مشاركات كموقعة الأتراك بالحوطة ومنهم الشيخ عيسى بن إبراهيم فجاهد وتبرع بالسقاية وله مكاتبات مع الامام فيصل بن تركي وأيضاً الشيخ صالح بن محمد الشثري والشيخ إبراهيم بن حمد الشثري وقد بعث للإمام فيصل بن تركي بقصيدة منها:

إليك من الشثري نظماً تضوعت

أزاهيره عطراً وطابت مسابك

إليك من الأفلاج فرسان أقبلت

على ضمر للجسم زهوا عوالك

وقال بحق الأترك:

فلا تحسبي التهديد منهم أخافنا

لدينا سيوف على الرقاب سواهك

خرج هذا الشيخ للأتراك وهم سبعة آلاف مقاتل لما اقبلوا على الحوطة وعرض عليهم المال ليكفوا فأبوا إلا الاستسلام أو الدمار فعاد للحوطة وقد جعل غترته على عصاه كالراية وهو يهتف بالأشعار الحماسية يستثير الهمم للقتال فجهز الشباب أمام المسجد وأحضر قفاف مملوءة ذهباً لمؤونة الحرب فأخذ يصنع البارود بنفسه ويرتجز أراجيز الحرب ودارت رحى المعركة وانتصروا على الأتراك.

الحضارة

وكانت عاصمة الأفلاج ليلى على ليلى العامرية وقد سماها ليلى أمير الشثور محمد فكانت تسمى ليلى محمد ثم أنشؤوا النقية والمعنى أنه لا يسكنها إلا هم وكانت مزدهرة بالحضارة والتجارة والعلم والعلماء وكانت قوافلهم تصل إلى الخليج واليمن ومكة والمدينة وكان فيها العلماء والشعراء وبها الحصون والقلاع والقصور هذا غيض من فيض الكتاب غرضنا منه الحفز على مواصلة مجد الأوائل ورفع هذا الصرح الشامخ الذي سقاه الأجداد بالدماء والعرق وقد قال الملك المؤسس لقد من الله علينا بالأمن والإيمان فمن كان له بيت قبل هذا فليحافظ على بيته ومن لم يكن له بيت فليبن له بيتاً بالعلم.

الدكتور محمد شكراً.

تركي بن رشود الشثري

t-alsh3@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد