Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/05/2009 G Issue 13380
الأحد 22 جمادى الأول 1430   العدد  13380
أفق
رئيس أرامكو يطبق فكراً إدارياً حديثاً
سلطان بن محمد المالك

 

هناك رأي في علم الإدارة الحديث يرى أن الرئيس أو المسئول حينما يتقلد منصبه الجديد على رأس الهرم الوظيفي للمنشأة، سواء كانت في القطاع العام أو الخاص، يمكن الحكم على مدى نجاحه ومقدرته على إحداث التغيير في المنشأة من ثلاثة أنماط من الرؤساء، النمط الأول أن يقوم الرئيس الجديد باتخاذ قرارات سريعة محدثا تغييرات في الهيكل التنظيمي للمنشأة في أول شهر له في العمل، وهذا النوع من الرؤساء يوصف بأنه رئيس متعجل ومتهور في نفس الوقت يتخذ قراراته بدون معرفة ودراية تامة، وغالبا مثل هؤلاء الرؤساء لا يدوم بقاؤهم في المنشأة طويلا بعد أن يثبت فشله.

النمط الآخر من الرؤساء هو ذلك الرئيس الذي يكون عقلانيا جدا في اتخاذه لقراراته ولكنه في نفس الوقت لديه مقدرة وسرعة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تتطلب إحداث التغيير في المنشأة، غالبا هذا النوع، يبدأ في الرئاسة بهدوء تام وقبل أن يكمل ستة أشهر في العمل يبدأ في إجراء التغييرات التي تصب في صالح المنشأة بعد أن يكون قد درسها بعناية، وتعرف على المدراء والمسئولين في المنشأة. هذا النوع هو المفضل والمرغوب به وغالبا يوصف الرئيس بالقيادي متخذ القرارات وهذا النوع نادر وسعره في السوق مرتفع جدا.

النوع الثالث والأخير هو أسوؤها، وفيه يوصف الرئيس بأنه ضعيف ولا يتخذ القرارات وتمر الستة الأشهر الأولى تليها السنوات وهو جامد في مكانه، فلا توجد لديه الجرأة والمقدرة على اتخاذ القرارات حتى ولو كان يعرف أنه غير مصيب، وغالبا يستمر أسيرا للضغوط التي تحيط به من أصحاب النفوذ في منشأته من نوابه والمدراء التنفيذيين، وهذا النوع يعتبر الأكثر ضرراً على أي منشأة.

ما دفعني للكتابة عن هذا الأمر هو مثال حي وواقعي حدث الأسبوع الماضي حينما قام الرئيس الجديد لشركة أرامكو السعودية الأستاذ خالد الفالح بعد أن أمضى بمنصبه الجديد رئيسا للشركة فقط خمسة أشهر بإجراء تعديلات جوهرية في المناصب العليا بالشركة حيث تم تعيين 6 نواب ومديرين تنفيذيين في الشركة.

وهو ما ينطبق عليه النوع الثاني من الرؤساء الناجحين الذين يتخذون قرارات مصيرية في المنشأة قبل أن يكملوا ستة أشهر.

وحتى لو كان رئيس شركة أرامكو قد أمضى سنوات طويلة بالشركة تدرج خلالها في العديد من المناصب حتى وصل لمنصب الرئيس، إلا أن اتخاذه لمثل ذلك القرار يؤكد على مقدرته الإدارية التي تنطبق تماما مع الرأي الثاني الذي أشرت إليه أعلاه.

ما سبق هي مجرد آراء إدارية قد يجانبها الصواب والخطأ ولكنها في الغالب صحيحة والأمثلة كثيرة جدا التي تؤكد مصداقية ذلك الرأي.



Fax2325320@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد