Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/05/2009 G Issue 13380
الأحد 22 جمادى الأول 1430   العدد  13380

مدار الشمس
العود الأزرق

 

مدخل

ياشين غلطة عزيز الناس لاحصلت

تجرح مشاعرك لو صدرك تحملها

ما تملك الا تقول (رسالتك وصلت)

لا يعدّها ضعف يوم انك تجاهلها

قد يشاركني الكثير في هذا الشعور وهذه القناعة.. ولاشك أن الخطأ من سمات النفس البشرية لم يعصم منه إلا صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم.

كما أن الخطأ يعتبر مسألة نسبية ترتبط بنوع الخطأ ومصدره ويتأثر بالعوامل والظروف المصاحبة والتي قد تساهم في إضرام نار الغضب وتزيد من فداحة الخطأ ومنها ظروف الزمان والمكان والحالة النفسية.

ومن أقسى وأمر مصادر الخطأ إذا كان من ذوي القربى أو من إنسان عزيز والذي تجسدت صورته المؤلمة بالبيت الشهير:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

لذلك امتدح الله عز وجل فئة نادرة من الناس يمتلكون أعلى درجات الصبر ويحملون أغلى أوسمة النبل والسمو، حيث وصفهم بصفة عظيمة وميزة فريدة هي (كظم الغيظ) بقوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

فالانسان العاقل الحكيم هو من يمتلك هذا الكنز وهو بذلك يشبه إلى حد كبير (العود الأزرق) لأنه من أنفس وأجود أنواع الطيب الذي تظهر جودته وتفوح رائحته الزكية عندما يحترق.. لذلك يظل هذا النوع من الطيب رمز الحفاوة والكرم في مجالس كرام العرب وتتوارثه أجيالهم ويكون أول مستقبل وآخر مودع لضيوفهم.. ولا أعتبر نفسي أتيت بجديد عندما قلت:

الآدمي مخبر ومظهر ومنطوق

وعن غيب مكنونه يدلّك نطاقه

والطيب له مبدأ.. وله ساس وعروق

والعود الازرق ميزته باحتراقه

لغز المدار..؟!

بحكم معرفتي لسياسة زملائي القائمين على صفحة مدارات بعدم وجود زاوية للألغاز.. فإنني أستميحهم العذر في طرح هذه الفقرة ضمن هذه المساحة التي شرفوني بها، وأعتبر لغز المدار مجرد تواصل مع عشاق (رياضة العقل) مع العلم أن المقال القادم بإذن الله سيتضمن فقرة تبين حل هذا اللغز الخفيف والذي يظهر جزء من حله في هذا المقال الماثل بين أيديكم.

انشدك منهم ثلاثة وامهم وحده

وعيالها كل واحد جاك من ديره

واحد خوي النشاما.. شيخ ما بعده

وواحد وسط.. غالبٍ شره على خيره

وواحد ردي.. يحرص العاقل على بعده

يوطا على صابره من قل تقديره

دمتم بخير.. ولكم صادق الود،،،،

رشيد محمد الفريدي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد