Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/05/2009 G Issue 13383
الاربعاء 25 جمادى الأول 1430   العدد  13383
معاً على طريق معبدة بالأمل
د. فوزية عبد الله أبو خالد

 

الاثنينية والثريا:

هاتفتني الصديقة السامقة ثريا عبيد من نيويورك لمشاركتها الوجدانية، بأنها في طريقها إلى الوطن استجابة لدعوة من مؤسسة عبد المقصود خوجة بتكريمها يوم 1862009

شعرت بفرح عميق؛ فهي امرأة تستحق التكريم، كما شعرت بامتنان للإثنينية لأنها بعملها التكريمي هذا تعبّر عن الكثير منا. وبما أنني لن أكون في اللقاء فقد رأيت أن أخص المضيف بكلمة شكر بسيطة على أخذ زمام المبادرة بتكريم مسيرة النساء العملية والعلمية. كما رأيت أن أخص د. ثريا عبيد وأسرتها وابنتيها بتهنئة من الأعماق على وجودها مثالاً وقدوة لشابات الوطن.

كنت قبلها بأسابيع قليلة قد التقيت السيدة الجميلة بمكتبها بمبنى الأمم المتحدة الرئيسي هناك وشهدت بنفسي وعن قرب حضورها المثمر والمميز في تلك المؤسسة الدولية. فهي بقدر ما كانت تمثّل الوجه المشرق لبلدها فقد كانت تمثّل نساء المجتمع الدولي ورجاله في محاولة العمل على خلق فضاء إنساني أقل مآسي وأكثر مساواة وسلام.

كما كنت بعد ذلك اللقاء بأيام أحدث مجموعة من الطلاب الأجانب والعرب في إطار تناول نساء من العالم العربي والإسلامي عن ثريا عبيد ليس فقط بذكر الموقع القيادي الذي وصلت له في مؤسسة الأمم المتحدة ولكن بمحاولة مراجعة التجربة الحياتية والعملية التي وصلت بها إلى هذا الموقع. فثريا كما أظن لم تأت إلى المنصب إلا بعد صراعات مريرة مع بيروقراطية المؤسسة ومع توازنات القوى الدولية فيها. كما أن ثريا عبيد على ما أعرف لم تأت إلى المنصب إلا بعد مسيرة كفاح طويلة مع بؤر ساخنة بالمجتمع العربي من خلال العمل الميداني وليس المكتبي وحسب لمؤسسات الأمم المتحدة. فقد عملت عبر معابر مشتعلة مع نساء وأطفال المخيمات الفلسطينية ببيروت والأردن، كما عملت في العراق وربما مناطق ملتهبة أخرى لأكثر من نصف قرن. فالعبرة في كل تجربة عمل تستحق التقدير ليس المناصب القيادية كما يظن البعض منا ولكن نزاهة مسيرة العمل وكفاحها. وهذا ربما هو السر الذي أتمنى على العزيزة ثريا أن تجد الوقت لتدوينه كسيرة ذاتية لها وللأجيال.

***

عضوية مكتسبة بعرق العمل وبحق الانتخاب:

بما أن النجاح بالنجاح يُذكر فإن لنا كنساء سعوديات ينتمين إلى العالم العربي والإسلامي المتحزم في هذه اللحظة التاريخية أكثر من أي وقت مضى بالألم والأمل معاً، بالحروب عليه وفيه وبأحلام التحضّر والسلام أن نقف وقفة سعادة ومساندة مع المرأة الكويتية لنجاحها أخيراً في الانتخابات.

فهل من عبرة لنا في بلوغ أربع نساء من مجموع المرشحين لعضوية مجلس الأمة عن طريق الانتخاب إلى المجلس؟

هذا سؤال لا تتم الإجابة عليه دون الإحالة إلى دفاتر التاريخ من جهة ودون البحث في صفحات المستقبل من جهة أخرى. فالمرأة الكويتية ظلت تنضال لعقود على العديد من الجبهات في مجال التعليم والأسرة والطب والكتابة والصحافة والإعلام وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي إلى أن وصلت وعن طريق الاقتراع لموقع التمثيل الوطني. لقد نفضت العديد من القوى الاجتماعية والعديد من الجهات الإعلامية في الداخل والخارج يدها بيأس من حلم بلوغ المرأة الكويتية مرتبة التمثيل النيابي خاصة بعد فشل محاولة النساء في دورتين متتاليتين للانتخابات الكويتية عن بلوغ ذلك الهدف. وكنا قد تابعنا بعض الكتابات المتشفية ومنها لأقلام عربية وأخرى غربية ممن كتب في حينه تأبينات مبكرة لأي عمل ديموقراطي بالمنطقة وخص بالسخرية منه أمل نساء الكويت خصوصاً والخليج عموماً في إمكانية أي مشاركة وطنية ديموقراطية، غير أن نجاح المرأة الكويتية اليوم ناخبة ومنتخبة لا بد أنه قد خيّب من كانوا لا يعرفون المراهنة على فرس الصبر والإصرار.

وإنني أقرن هذه التهنئة بأمنية ليست عزيزة على تاريخ المرأة الكويتية في النضال الوطني والحياتي وتلك أن يحقق وجود المرأة في مجلس الأمة نقلة نوعية في موقفه من الكثير من القضايا ليس فقط على مستوى الداخل الكويتي الذي هن أدرى بشعابه ولكن أيضاً على مستوى استعادة مكانة الكويت الطليعية قبل الاحتلال الصدامي في مواقفها المشرفة من قضايا التحرر والاستقلال العربي في وجه الأطماع الخارجية ووجه الانقسامات العربية والتحيزات لغير وجه العدل والحق والسلام.

***

عشاق الأمل:

الأمل نافذة الجدران المغلقة

الأمل عربة من تقطعت بهم السبل

الأمل لعبة العاطلين عن العمل

الأمل حائكة قماش الغد

الأمل بوصلة المتاهات

* * *

الأمل لص الأحزان

الأمل مهندس أحلام الصحو والمنام أيضاً

الأمل سم اليأس

الأمل عاشق الوقت

الأمل طفل المستقبل

***

الأمل أعياد الأيام الرتيبة

الأمل مواسم الأعراس

الأمل مواكب المنتهى

***

شكت لي فتاتي من (مشاغباته لها) بينما كنت ألاحق التماعاته في عينيها

لم تترك لي ما أضيفه...

كنت سأقول لها هل ترين إذن أن نستضيفه مرة في اليوم على الأقل أو...؟

إلا أنها بادرتني ولم أسالها بعد إنه ليس ضيفاً أو طيفاً.

إنه ببساطة شهوة الحياة وشقيقها التوأم فلولا سحره الغامض في الجفون لما ذهبنا إلى النوم ولولا صوت منبهه السري الهامس لما أستيقظنا. ضحكنا ثلاثتنا.



Fowziyah@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد