انجرف كثيرون وراء شائعة الزئبق الأحمر الذي أشيع أنه موجود في ماكينة الخياطة (سنجر) والتي أصبح الطلب عليها يتزايد بشكل كبير حتى وصلت أسعارها إلى مبالغ كبيرة وصلت إلى عشرات الآلاف.

مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية شدّدت على ضرورة المتابعة الأمنية الدقيقة للشائعات والخزعبلات التي أثيرت مؤخراً حول وجود الزئبق الأحمر في ماكينة الخياطة (سنجر) وذلك لمنع الاحتيال والغش وحماية الأفراد من التعرّض لمواد قد تكون ضارة وحماية المواطنين والمنشآت من التعرّض لمخاطر بعض المواد واستغلال البعض الخرافات في تحقيق ربح سريع في ظل ضعف وعي وثقافة بعض فئات المجتمع.

وقالت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تقرير لها إن وجود مادة الزئبق الأحمر التي يتردد أن الاتحاد السوفيتي السابق أكثر من أنتجها يضيف بعداً إستراتيجياً في التسليح. وأضافت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن الأوساط العلمية والأمنية والمنظمات الدولية ذات العلاقة بأسلحة الدمار الشامل لم تورد موضوع الزئبق الأحمر في اهتمامها.

أما المتخصصون في علوم الفيزياء والكيمياء في المدينة المنورة ومنهم الدكتور خالد كماخي فقد نفوا نفياً قطعياً وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكينة الخياطة (سنجر)، مؤكدين أن علماء الاتحاد السوفيتي هم الذين أطلقوا شائعة الزئبق الأحمر ليشغلوا العالم عن تركيب قنبلتهم النووية.

كل شائعة يتم تركها تنتشر بين الناس ستستمر وستصل إلى أهدافها والتي قد يكون منها ما قد يحمل مخاطر كبيرة على الأفراد والمجتمع عموماً.

سعدت كثيراً بتقرير مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وكذلك ما ذكره بعض المتخصصين في الفيزياء والكيمياء في المدينة المنورة والذين انبروا لشائعة الزئبق الأحمر الذي أشيع عن وجوده في ماكينة (سنجر).

كنت أتمنى أن التصدي لهذه الشائعة جاء سريعاً وبشكل أكبر على الأقل لحماية جيوب بعض المواطنين الذين انجرفوا بسرعة وراء تلك الشائعة يزيدهم في ذلك الانجراف قلة وعيهم وضعف ثقافتهم ورغبتهم في الحصول على المال.

في نظري أن مجتمعنا يحوي الكثيرين ممن يسهل عليهم الانجراف وراء الشائعات وتصديقها وخصوصاً تلك الشائعات التي تتعلّق بالمال.

ولا أدل على ذلك من سوق الأسهم الذي وقع في شباكه الكثيرون ممن ساهموا بأموالهم في هذا السوق والذي شجعهم في المساهمة فيه بعض المحلّلين الاقتصاديين الذين كانت توقعاتهم أشبه ما تكون بالشائعات التي انتشرت بين الناس حول مستقبل سوق الأسهم ما أدى إلى انجراف كثير من المساهمين وراء تلك التحليلات فكانت النتيجة ضياع أموالهم في سوق الأسهم.

نعم يتوجب على كل فرد التيقن من كل شائعة قبل الوقوع في شباكها وزيادة المخزون الثقافي والمعرفي من خلال القراءة والاطلاع، ولكن يبقى على المجتمع دور في تحذير المواطنين من تلك الشائعات والاستفادة من وسائل الإعلام وكل السبل المتاحة لحماية المواطنين من الانجراف وراء تلك الشائعات وإعطائهم جرعات تحصينية ضد زئبق أصفر وأخضر وأسود قد يأتي في المستقبل بأشكال وطرق جديدة تلتقي جميعها عند نقطة استغلال البشر والوصول لأهداف وغايات مشبوهة.