الكل منا يعرف الكولسترول، لكن معظمنا لديه تصور خاطئ عنه، فعندما يتم ذكره يتبادر إلى الذهن أنه ذلك الشيء الخطير الذي يسبب الأمراض الفتاكة، فيتعوذ منه كبار السن صبح مساء، وينسبون إليه كل الشرور.

لكن لو تعرفوا على أهميته وفوائده العظيمة لسجدوا لله شكرا على نعمة الكولسترول.

فبدون الكولسترول لن تنجب أطفالاً أيها الزوج، ولفقدت القدرة على تذكر المعلومات وقت الامتحان أيها الطالب، وبدونه سيسود التخلف العقلي بين أبنائنا. ولذلك يتحتم علينا معرفة هذا المركب العجيب والاطلاع على فوائده العظيمة.

الكولسترول عبارة عن مادة دهنية توجد في كل النسيج الحيواني، ويعتبر الدماغ من أكثر أعضاء الجسم التي يتركز فيها الكولسترول بكميات كبيرة حيث يعتبر مؤثرا في نمو الدماغ وتطوره، وهو أحد العناصر المهمة في تكوين أحماض العصارة الصفراوية (Bile acid) وفي تكوين فيتامين (د) وتكوين هرمون الأنوثة (الإيستروجن) وهرمون الذكورة (الأدروجن) وهرمونات المينيرالوكورتيكويد، وهو أيضاً ضروري لأغشية الخلايا (cell membrane) لكي يعطي لها صفة المسامية والقيام بوظائفها كما

أن له أهمية في التوصيلات العصبية، وهناك بعض الأبحاث التي تؤكد على أن الكولسترول يعمل كمضاد للأكسدة.

ويتم الحصول على الكولسترول من مصدرين، الأول عن طريق الكبد حيث ينتج معظم الكولسترول، والآخر عن طريق المنتجات الحيوانية مثل: اللحم الأحمر والدجاج والسمك والبيض والزبدة والحليب ومشتقاته. ويحمل الكولسترول خلال مجرى الدم جزيئات كبيرة تسمى (البروتينات الدهنية)، ويوجد نوعان رئيسيان من البروتينات الدنية الحاملة للكولسترول:

1- البروتين الدهني منخفض الكثافة (low density lipopro tein) ويرمز له بالرمز (LDL) ويعرف بالنوع الرديء.

2- البروتين الدهني العالي الكثافة (high density lipopra tein) ويرمز له بالرمز (HDL) ويعرف بالنوع الجيد.

ويمكن تعيين نوع الكولسترول استناداً إلى نواع البروتين الدهني الذي يحمله.

وغذاؤنا اليومي يجب أن يكون متوازنا، بحيث يحتوي على كمية مناسبة من المواد التي تحتوي على الكولسترول.

وأهمية الكولسترول لا تبرر زيادة استهلاك المنتجات الحيوانية، فلارتفاعه أيضاً أضرار، فزيادة الكولسترول منخفض الكثافة (LDL) عن المعدل الطبيعي يعتبر من أسباب تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وتكون الجلطات.