Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385
للرسم معنى
معارض.. للوجبات السريعة
محمد المنيف

 

لا يمكن أن نقف أمام التيار أو أن نواجه موجة الصرعات الحديثة في الفن ولا أن نرفض أي جديد، لكن الأمر يتطلب أيضا أن نبحث عن كيفية التعامل معها، لا أن نأخذ هذا التوجه على علاته والانخداع بالشكل أو سهولة التنفيذ دون الدخول في أعماقه لنستشرف النتائج قبل أن تنتهي بنا إلى فضاء لا نهاية له أو في نفق لا يمكن الخروج منه.

لقد أصبحت السبل الجديدة في الفن مخارج سهلة ميسرة لمن لا يجيد عمله الإبداعي وسبيلا إلى إثبات الذات دون تأكد من صلابة القاعدة التي يرى البعض أن بإمكانهم جعلها منصة لإطلاق تجاربهم.ففي هذه المرحلة برزت في الفن التشكيلي وسائل كثيرة خرجت عن إطارها المتعارف عليه إلى العديد من المسارات، منها ما يؤدي إلى طمس الهوية والبعض الآخر أصبح بوابة للهروب إلى حلول قد لا تكون مطابقة للشروط التي يبحث عنها هؤلاء، جهل منهم بالفرق بين إحساسهم أو توقعهم القدرة على تنفيذ العمل وبين حقيقة التعامل المباشر معه فلجؤوا إلى سبل أكثر أمانا عند استحضار العناصر وسرعة تنفيذها على اللوحة بالسيطرة على اللون والكتلة وملء الفراغ.

هذه الأعمال تذكرني بمطاعم الوجبات السريعة التي تظهر للزبون أنواع السندوتشات على بروشور المطعم الذي لا يتطلب منك إلا أن تشير إلى نوع الساندويتش وكم تريد منه من عدد حتى المئة.هذا الواقع وتلك السبل لا يمكن أن تطبق على أي عمل تشكيلي أصيل لا يمكن أن يتكرر كما هي الأعمال المقولبة (معد لها قالب أو محفوظة للعودة إليها عند الحاجة لنسخها) فالأعمال التشكيلية الأصل لا يمكن تكرارها أو نسخها وان حدث ذلك فبالإمكان اكتشافها، لكن ما نعنيه هو ما يتم تنفيذه مرة واحدة ويصبح جاهزا لإعادته آلاف المرات مفتقدا بذلك الطعم والرائحة أو الإحساس بقيمته من قبل المقتني.

القادم من الأيام مليء بالمفاجآت والاكتشافات التشكيلية التي تجعل الهواة في المقدمة.

وقفة

أشرت في الأسبوع الماضي إلى قضية وضع الشيء في غير محلة أو المبالغة في التسمية كأن يقال عن معرض ما إنه هو الأبرز والأوحد الذي لا شبيه له، وألمحت إلى كلمة (المعرض الأول) حينما نستعرض مؤشر البحث على الإنترنت فنجد هذه الكلمة تتردد في كل بقعة في العالم لكنها في حدود التسلسل وهو أمر يجب الإشارة إليه لإشعار الآخرين أن هناك خطوات قادمة وليست أولوية التميز.. ما كنا نعنيه هو تغليف الحدث بما يسيء إليه، طمعا في الظهور أو المنافسة في وقت أصبح فيه المتابع مطلعا على كل الأحداث التشكيلية.

MONIF@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد