Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385

يومان في ملتقى المؤرخين السعوديين في أبها
عبد الله بن حمد الحقيل

 

الرحلات من أوسع أبواب المعرفة الإنسانية، وبدعوة كريمة من رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية للحضور والمشاركة في اللقاء العلمي الثاني عشر في أبها حاضرة منطقة عسير برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، ولقد كانت هذه اللقاءات العلمية للجمعية التاريخية في مناطق المملكة المختلفة فكرة موفقة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز راعي الجمعية ورئيسها الفخري نتج عنها دراسات معمقة عن المناطق التي عقدت فيها، مما كان له أثر في تعميق الانتماء الوطني ودعم الوحدة الوطنية، فالمؤرخون لهم دور فاعل في تعريف المواطن بإنجازات الوطن وبموروثاته الحضارية والأثرية، ولقد غادرت الرياض مع نخبة من الزملاء من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام ووصلنا أبها صباح يوم الثلاثاء الموافق 17-5-1430هـ، وكان الإخوة في استقبالنا من جامعة الملك خالد في أبها وتوجهنا نحو فندق قصر أبها، حيث التقينا بالعديد من الإخوة المدعوين الذين يزيد عددهم على 350 مؤرخاً وباحثاً من مختلف جامعات المملكة والبحرين وعمان، وفي المساء افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير بفندق قصر أبها اللقاء العلمي للجمعية التاريخية السعودية والذي يحمل عنوان (تاريخ عسير وحضارتها عبر العصور) وألقى رئيس الجمعية الدكتور عبدالله الزيدان كلمة قال فيها إنه لمن دواعي الغبطة لمنسوبي الجمعية التاريخية أن ينعقد هذا اللقاء السنوي الثاني عشر بمدينة أبها ولتكتمل فرحة المؤرخين السعوديين ومواطني منطقة عسير في هذا اليوم الذي يتولى فيه القادة الفكر التاريخي دراسة تاريخ المنطقة من جميع جوانبه، لأن من يعي تاريخه كمن يقف على أرض صلبة تمكنه من بناء الحاضر واستشراف المستقبل، وأكد أن توجيهات الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعقد هذه اللقاءات في مناطق المملكة كانت فكرة رائدة وموفقة نتج عنها دراسات تاريخية عن المناطق التي عقدت فيها ثم قدم المشرف على هذا اللقاء الدكتور سعد الحميدي شكره لأمير منطقة عسير على رعايته اللقاء ولجامعة الملك خالد، ولقد اشتمل اللقاء على خمس جلسات ألقي خلالها 24 بحثا، ثم قمت بإلقاء قصيدة شعرية بعنوان (تحية أبها) مطلعها:

من الحجاز ومن نجد ومن هجر

جئنا لأبها منار الفضل والأدب

إن المؤرخ في صدق وفي ثقة

هو الحفيظ على الأمجاد والرتب

وهي تزيد على خمسة وعشرين بيتاً، كما ألقى رئيس المجلس البلدي بأبها الدكتور سعد العثمان كلمة المكرمين من رواد التاريخ في منطقة عسير.. وعبر الجلسات العلمية التي تزيد على 24 بحثا حول تاريخ المنطقة وحضارتها، كما احتوى البرنامج على القيام بزيارات ميدانية لعدد من المواقع التاريخية والحضارية بالمنطقة وزيارة مركز آل زلفة الحضاري والثقافي بأحد رفيدة وزيارة قرية بن حمسان التراثية وحضور الحفل الترفيهي الذي يجسد الفنون الشعبية في عسير، ثم تناول طعام العشاء الذي أقامه أهالي منطقة عسير احتفاءً بأعضاء الجمعية، وكذا زيارة متنزه السودة وزيارة قرية ألمع التراثية وغير ذلك من الزيارات والفعاليات الثقافية، وهكذا أمضينا أياماً حافلة بالفائدة والمتعة والذكريات والمناقشات التاريخية المفيدة والانطباعات الجميلة، ثم ودعنا أبها ونحن أكثر ما نكون شوقاً لها، مردداً مع الشاعر العربي قوله:

بنفسي تلك الأرض ما أجمل الربى

وما أحسن المصطاف والمتربعا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد