Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385
كيف نتعامل مع الوقت؟!
فايز بن ظاهر العجيلي الشراري

 

تتصف مواعيدنا بعدم الدقة والوضوح. فكثيراً ما نسمع ونقرأ عن مواعيد مبهمة وغير محددة بوقت تشير إلى عدم تقديرنا لهذا الوقت، كما هو الحال حينما يتم الإشارة إلى موعد مناسبة معيّنة، فيقال حول تحديد موعدها (بعد صلاة المغرب) أو (بعد صلاة العشاء). فلو نظرنا إلى مثل تلك المواعيد سنجد أنها مواعيد فضفاضة وغير دقيقة. هذا إذا ما علمنا أنّ المساجد تختلف فيما بينها في وقت إقامة الصلاة، وكذلك المدة التي تستغرقها الصلاة والتي قد تطول عند بعض المساجد، بينما نجد أنها تقصر في مساجد أخرى.

أسلوب تعاملنا مع الوقت في المناسبات العامة أو الخاصة لا يساعد كل شخص يفكر بحضور أي مناسبة في أن يرتب أموره، أو أن يعرف مدى مواءمة تلك المناسبة له في ذلك اليوم، هذا مع علمنا أن هناك مناسبات تشهد تجمعاً غفيراً من الناس، وهذا بطبيعة الحال له آثار سلبية على الحضور الذين أجزم أنّ منهم من كان يتمنى لو أنه لم يحضر تلك المناسبة التي أهدرت وقتاً طويلاً من ساعات يومه المعدودة بدون فائدة.

شعوب الدول المتقدمة تحترم الوقت لدرجة أنه يتم تحديد مواعيد بدء وانتهاء المناسبات بين الأفراد أو الأشخاص بالدقيقة وبالثانية، وتجد أنّ الجميع يحضر في الموعد المحدد، فتبدأ المناسبة بموعدها المحدد وتنتهي كذلك بموعدها المحدد.

الجوال خير دليل على هدرنا للوقت وعدم احترامنا له، حيث تمضي أول خمس دقائق من المكالمة التي يجريها - البعض - بإلقاء السلام والسؤال عن الصحة والأسرة والعمل والجيران، ومن ثم تكرار السؤال عن تلك الأمور، وبعد ذلك يدخل في الموضوع، فتجده يكرر الكلمات والجمل مراراً، فتمضي نصف الساعة والساعة وصاحبنا هذا لم ينه حديثه إلاّ بعد أن ينغلق جهاز الجوال بسبب نفاد شحن البطارية، أو حينما يتظاهر متلقي المكالمة بأنّ مكالمة قد وردت إليه، وأنّ عليه الرد على صاحبها وهو بذلك يريد الخلاص من هذا الشخص الذي سرق من وقته الشيء الكثير.

يجب أن نعلم أنّ الوقت ليس ملك أفراد فحسب وإنما هو ملك مجتمع بأسره .. فليكن تقديرنا للوقت وحسن تعاملنا معه رسالة إلى العالم مفادها أننا شعب لديه الرغبة في التقديم والتطور نحو الأفضل.



fauz11@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد