Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385
بنت الوطن لحظة من فضلك
محمد بن سكيت النويصر

 

حينما خلق الله الرجل والمرأة جعل بقدرته وحكمته لكل منهما خصائص وصفات يتميز بها كل واحد منهما عن الآخر جاء جماع ذلك كله في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}.

للرجل خصائص وصفات اختصه الله بها يتحلى بها ويعمر الكون من خلال تلك الخصائص ويقوم بالوظائف التي تناسب تكوينه وللمرأة خصائص كذلك ودين الإسلام ذلك الدين الكامل الشامل كيف لا وهو من لدن حكيم عليم أدرى بتلك النفس التي أوجدت من العدم، حيث كفل لكل من الرجل والمرأة ما يصلح شأنهما وتسير حياتهما وفق تشريعه الرائع بدون نقص أو زلل، حيث خص الله كلاً من الجنسين بما يناسبهما ويتلاءم والطبيعة التي أوجدها الخالق جل وعلا لكل منهما.

ولن تفلح النظم البشرية مهما أوتيت من قوة وقدرة على تحقيق أدنى تكامل لهذين الجنسين نظراً لقصور وعجز العقل البشري عن الوفاء بما يصلح أحوال كل من المخلوقين (الرجل والمرأة) لذا نجد أن المرأة في وقتنا الحاضر أضحت فريسة لهذه الذئاب البشرية قصداً للاستماع بها من خلال أيهامها بأن تلك الادعاءات هي عين الصواب وهي التي تضمن لها تحقيق كل ما تصبو إليه وتتطلع إليه، ولكن الواقع يكذب ذلك بل يرفضه.

في بلادنا العزيزة حظيت المرأة بكل ما يحقق لها العزة والكرامة ويضمن لها حقوقها كأم وزوجة وأخت وبنت وخالة وعمة حيث تعيش في دائرة الإسلام دين العدل والشمول والوضوح فالمرأة تشارك في البناء والنهضة التي تعم أرجاء الوطن وفق خصوصية متميزة، ولم يؤثر ذلك في قيمتها وتكوينها وعطائها، فالقيادة الرشيدة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده - سلمه الله- منحت المرأة السعودية حقوقها التي تستحقها شقيقة للرجل وفق توجهات الدين الحنيف وبذلك شمرت عن ساعد الجد تعمل في كل مجال يناسبها ويتلاءم وطبيعتها وتكوينها، وهي بذلك سعيدة عاملة تساهم بجهدها الخاص في نهضة الوطن ولن أزيد على ما سطرته وسأكتفي بما قاله سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء أمير الأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حيث قال بالحرف الواحد متحدثاً ومشيداً بالمرأة السعودية: (نقدر المرأة السعودية ونحترمها ونفديها بدمائنا) هل تريدين أيتها المرأة في هذا الوطن سوى هذا من قيادة هذا الوطن.

اقرئي الذي أضافه سمو سيدي الأمير نايف - وفقه الله- (إننا جميعاً في هذا الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها نعتز بكن بوصفكن بنات اليوم وأمهات الغد).

وَعَد سمو الأمير نايف الرسالة الملقاة على كاهل المرأة كبيرة ومهمة وقال: (إن ثقتنا بالله عز وجل ثم بكن كبيرة وإن شاء الله المرأة السعودية تحتل مرتبتها اللائقة بها بكل كرامة واعتزاز بشخصيتها وعملها الدؤوب في بناء الأسرة، وتعليم الأجيال، ليس هناك رسالة أعظم من تربية النشء وليس هناك من يحافظ على الترابط الأسري أكثر من المرأة الصالحة وإن شاء الله أنكن صالحات).

وأضاف حفظه الله وسدد إلى الخير خطاه:

(إن المرأة في هذا الوطن في الحاضر والماضي -وإن شاء الله في المستقبل- ستكون امرأة مشرفة لبلادها وأمتها وقيادتها، مثلما كانت أمهاتكن في خدمة هذا الوطن، المرأة هي المعنية بتنشئة الأجيال وهي التي تستطيع أن تنجب الأبناء الصالحين والاعتناء بهم أطفالاً وشباباً وكباراً).

لا فض فوك سيدي أمير الأمن كلماتك من ذهب وتقديركم للمرأة في هذا الوطن لا أحد يشك فيه، فها هي بحمد الله تبوأت أرفع المناصب لتكون عنصراً فاعلاً وعضواً عاملاً في نهضة الوطن الغالي مع المحافظة على خصوصيتها وتميزها من خلال التزامها بدينها الإسلامي الحنيف، وهي لن تجد العزة والكرامة والمكانة العالية إلا إذا تمسكت به وحافظت عليه محافظتها على نفسها وما تملكه. هنيئاً لك ابنة الوطن هذا الاهتمام وهذه العناية من قيادة هذا الوطن التي لم تبخل على المواطن والمواطنة بشيء.

بنت الوطن ضعي هذه الكلمات المضيئة نصب عينيك واجعليها نبراساً لك في حاضرك ومستقبلك، وابشري بكل ما يسرك فأنت بحمد الله في يد أمينة، أهمس في أذنك أن تعتزي بدينك القويم وحافظي على تلك الخصائص التي خصك بها ثم أعدِّي نفسك مساهمة في بناء الوطن من خلال ما يسمح به الدين الحنيف وافتخري بهذه القيادة الرشيدة التي لن تألوا جهداً في الرفع من شأنك كعنصر فعال في نهضة الوطن.

-مدير المعهد العلمي في محافظة الرس - جامعة الإمام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد