Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385
بعد أن ملَّ وطفح به الكيل
الشجاع هزازي يكشف (لخبطة) العقود الاتحادية والفوضى الإدارية والوعود الزائفة

 

كتب - سامي اليوسف:

فضح مهاجم الاتحاد اللاعب نايف هزازي زيف الوعود الشرفية التي أعطيت له عقب المباراة الختامية لدوري المحترفين السعودي لكرة القدم من الرئيس الاتحادي السابق منصور البلوي، وحقيقة (لخبطة) العقود وضبابية العمل الإداري المتعلّق بشؤون الاحتراف وعقود اللاعبين في ناديه.

وذكر النجم الشاب في حديث فضائي جريء أنه ما زال موظفاً في القطاع العسكري بدليل عدم حصوله على الاستغناء أو إخلاء الطرف من جهته العسكرية بشكل نظامي، وأنه في الواقع لاعب هاو يتقاضى مكافأة لاعب هاو قيمتها (7) آلاف ريال شهرياً.

كما عبّر عن امتعاضه الشديد من الوعود الزائفة من قبل عضو الشرف الاتحادي الحالي منصور البلوي الرئيس السابق الذي قطع على نفسه وعداً بمكافأته بهدية عبارة عن سيارة ماركة (بنتلي) فارهة قبل أن يتراجع ويقطع على نفسه وعداً ثانياً بشراء فيلا للاعب.

وقال المهاجم الاتحادي في تصريح فضائي عقب المباراة التي اكتسح فيها العميد ممثل الكرة القطرية أم صلال بسباعية نظيفة تاريخية، وسجّل فيها نايف ثلاثة أهداف (هاتريك) إنه ينتظر الوفاء بالوعود بعد أن كشف أنه يعيش حالة نفسية غير مستقرة بسبب عدم حسم أمر احترافه.

البلوي يفضح اللخبطة

وأعلن الرئيس الاتحادي السابق منصور البلوي في حديث فضائي تعليقاً على تصريحات اللاعب نايف هزازي الجريئة أن اللاعب مرتبط بعقد احترافي مع إدارة نادي الاتحاد مدته (5) سنوات وتسلَّم مقدم عقد قيمته مليون ريال، وأن الإدارة رفعت العقد إلى مكتب رعاية الشباب بجدة بانتظار توثيقه من قبل لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين. واستغرب عضو الشرف الاتحادي البلوي أن ينفي اللاعب حقيقة هذا العقد.من جانبه ذكر اللاعب هزازي أن عقده الاحترافي على الورق فقط بدليل أنه يتسلّم مكافأة لاعب هاو تبلغ (7) آلاف ريال شهرياً، ومنصوص على عقده الاحترافي أن يتسلّم راتباً شهرياً قدره (16) ألف ريال، وتساءل (كيف يحدث هذا، وأنا كلما تحدثت عن مسألة الراتب أجابوني بأنني ما زلت عسكرياً ولم يصل خطاب الاستغناء أو إخلاء الطرف من جهتي العسكرية).

ماذا عن الوعود؟

فيما لم يجب مباشرة صاحب الوعود منصور البلوي عن التساؤلات الخاصة بالوفاء بالوعود التي أطلقها للاعب سواء بالسيارة الفارهة أو الفيلا وتناقلتها وسائل الإعلام المرئي والمقروء دونما نفي منه عقب المباراة الختامية للدوري بين الهلال والاتحاد بالرياض.

فالبلوي لم يحدد بشكل قاطع أو حاسم إن كان سيفي بوعوده التي قطعها على نفسه أمام اللاعب وزملائه أم لا؟!

حقوق نور والمولد

ربما أن فضيحة (عقد هزازي) والوعود الزائفة جاءت في غير التوقيت الذي يحبذه أشد الكارهين لاستقرار أمور العميد قبيل مواجهة ثمن نهائي دوري أبطال آسيا الأسبوع المقبل.كما أنها ستميط اللثام عن حقائق عدة ظلت في طي الغموض أو التجاهل بخصوص مستحقات مثبتة للاعبين مهمين في الفرقة الاتحادية يقف على رأس هؤلاء كابتن الفريق وقلبه النابض محمد نور الذي لم يتسلّم كامل حقوقه عقب تجديد عقده على الرغم من جدولتها، حيث تبقى له على الأقل (5) ملايين ريال، وكلنا نعرف (فضيحة تزوير عقده) قبل عدة مواسم وكيف انتهى السيناريو المعد لها.

كما أن اللاعب والمدافع الصلب أسامة المولد الذي بات يشكل دعامة أساسية لدفاعات الاتحاد لم يسلم من الغبن أيضاً في هذا الجانب على الرغم من نفي الآلة الإعلامية الاتحادية المقرّبة ممن تورطوا في هذه المسألة.

الموقف القانوني

بالعودة للمهاجم الشاب نايف هزازي الذي توهج نجمه في الموسم الحالي عقب انضمامه للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم وتسجيله لأهداف حاسمة مع الأخضر وناديه فإنه ذكر غير مرة أنه تعاقد مع محمد الجيزاني (خاله) كوكيل أعمال له، وأنه تلقى عدة عروض محلية وخليجية من أندية جماهيرية وعريقة للانتقال إلى صفوفها، وبما أن اللاعب لم يتسلّم حقوقه (مرتباته) الشهرية المنصوص عليها بالعقد المبرم بين الطرفين (16) ألف ريال منذ قرابة العام الكامل أي ما يزيد عن (6) أشهر كاملة على الأقل ولم يوثق عقده لدى الجهة الرسمية ممثلة بلجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين فإن العقد الذي يتحدث عنه عضو شرف الاتحاد ورئيسه السابق منصور البلوي لم يعمل بموجبه رسمياً على أرض الواقع، ومن هنا يبقى لاغياً أو لا قيمة له بدليل عدم فك ارتباط اللاعب نايف هزازي من مرجعيته في وظيفته العسكرية واستمرار تسلّمه مكافأة لاعب هاو قيمتها (7) آلاف ريال.

من يتحمل المسؤولية؟

ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذا السياق: لماذا مشاكل العقود التي تفوح رائحتها بعنوان الغموض واللخبطة لا تحدث إلا مع نجوم ولاعبي الاتحاد؟ ولماذا مسائل العقود لا تبرم بشيء من الشفافية والصراحة والصدقية ونحن نعيش عصر الاحتراف والانتقال من دوري الهواة إلى دوري وعالم المحترفين؟ وأين مسؤولية الجهات المعنية بالقضية بدءاً بمسؤول الاحتراف بنادي الاتحاد، ومروراً بإدارة النادي، ومكتب رعاية الشباب بجدة، وانتهاءً عند لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين؟ولعل المشكلة الكبرى تكمن في توقيع اللاعب على مسيّرات الرواتب بمبلغ قدره (على الورق) بينما يتسلّم في واقع الأمر مبلغاً أقل من النصف بكثير؟

الإعلام المطبل

هنالك جانب مهم في القضية يتحمل مسؤولية اجتماعية كبرى وهو بالأحرى لم يقم بدوره الأمين والاجتماعي المطلوب الذي تمليه عليه مقومات ومضامين الرسالة الإعلامية الحقة ونعني هنا الإعلام (المطبل) لمروّجي ومصدري الوعود الزائفة أو الكاذبة بعبارة أكثر دقة، فهو أي الإعلام المطبل أو المستفيد (لا فرق) لم يقم بواجبه في كشف مثل هذه الحقائق المرة التي لا تعكس وجهاً حضارياً أو مشرقاً للعمل الإداري والجوانب الاحترافية فيما يتعلّق بتسيير أمور الأندية والاحتراف فيها.

قفلة..

في الختام أعجبتني مقولة رددها المعلّق الأول خليجياً الإماراتي (المثقف) فارس عوض عقب تسجيل نايف هزازي الهدف الأول برأسية بديعة في شباك عميد لاعبي العالم العملاق محمد الدعيع، وما فتئ يرددها بين الفينة والأخرى بحسب أجواء وأهداف هزازي في المباريات، حيث قال حينها: نايف ثابت والمرمى هو اللي هزازي. ولعل تصريحات نايف الجريئة بالأمس تجعلنا نقول: نايف ثابت والبلوي (بوعوده) هو اللي هزازي!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد