هم القلائل من الناس الذين يفرضون أنفسهم ويسجلون أرقاماً مهمة في سجل النجاح في مختلف التخصصات وكم نسمع ونقرأ عن شخصيات قيادية أسهمت إسهامات ناجحة في ميادين أعمالهم وأصبحوا شخصيات أجبرت الجميع وخصوصاً العاملين معهم على الوقوف لهم احتراماً وتبجيلاً.
ودوائرنا الحكومية تزخر بأمثال هؤلاء ولله الحمد وينالون ثقة القيادة الرشيدة وهؤلاء الأشخاص يقدرون هذه الثقة ونجدهم يضاعفون من جهدهم ولو كان على حساب صحتهم؛ لأنهم يرون هذه الثقة تشريفاً وتكليفاً في نفس الوقت يلزمهم ذلك على تقديم أقصى ما يملكون من جهد.
في وزارة الثقافة والإعلام شخص أحسبه حظي باحترام وتقدير وثقة من الوزراء الذين تسنموا قيادة الوزارة ومن كافة منسوبيها، اتصفت هذه الشخصية الإدارية المالية بصفات عدة قلّ ما تجدها مجتمعة في شخصية واحدة. الأستاذ إبراهيم بن عبدالكريم المسلم هو ذلك الشخص الذي أحاول من خلال هذه السطور تسليط الضوء على مسيرته وعطاءاته الإدارية والمالية والقيادية الناجحة، اجتمعت فيه القوة من غير الإفراط والتفاعل مع الوقائع بحكمة وروية، يعرف كيف يعالج المشاكل الإدارية والمالية بحنكة ومقدرة فائقة. يقدر العاملين معه تحت إدارته على حسب عطاءاتهم وتميزهم واحترامهم للعمل الذي يناط بهم، لا يعرف التمييز بينهم، إلا وفق عطاءاتهم وتميزهم، وضع مخافة الله أمام عينيه. شخص إذا قال فعل وفق المقتضيات المطلوبة والنظامية، وإذا وعد أوفى، شخصية مخضرمة يستند عليها بعد الله، مصدر ثقة واعتزاز وفخر لكل من شرف بالعمل معه.
تقلد المناصب والمسؤوليات العدة في وزارة الثقافة والإعلام حتى استلم إدارة مكتب معالي وزير الثقافة والإعلام إضافة إلى وظيفته الاستشارية. فأصبح المستشار المشرف العام على مكتب الوزير، المسؤولون في الوزارة يقدرون هذه الشخصية أيما تقدير ويحسبون له ألف حساب فهو الحارس الأمين الذي تشرف بثقة أصحاب المعالي الوزراء في هذه الوزارة، فمن هو يا ترى إبراهيم المسلم؟
إبراهيم بن عبدالكريم بن إبراهيم المسلم المولود في محافظة رياض الخبراء بمنطقة القصيم وشب وترعرع في أحضان بلدته حتى أكمل مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية ثم التحق بالعمل الحكومي عام 1383هـ وكعادة العصاميين جمع أبو إياد بين العمل الرسمي وإكمال دراسته الجامعية حتى حصل على بكالوريوس الآداب عام 1393هـ من جامعة الملك سعود بالرياض، بدأ حياته العملية بوظيفة كاتب ضبط في وزارة العدل. ثم نقلت خدماته إلى وزارة الإعلام آنذاك وعين على وظيفة مساعد مراقب وتدرج في عدد من الوظائف خلال الفترة من عام 1384هـ إلى عام 1398هـ حتى عين على وظيفة مدير الإدارة المالية ثم مديراً عاماً للشؤون المالية، وأتذكر أن هذه السنة 1398هـ بداية تعييني في هذه الوزارة كمراقب إنشاءات في الشؤون الهندسية وكنت أراجعه بحكم طبيعة عملي المتعلقة ببعض الارتباطات المالية على بعض المشاريع فأجد ذلك الشخص الذي لم يتغير أسلوبه وتعامله وانكبابه على عمله، ومضت به الأيام والسنين حتى عين مديراً عاماً للمتابعة بالمرتبة الثالثة عشرة مع تكليفه بالأعمال المالية الأخرى، إضافة إلى تكليفه بعمل وكيل الوزارة المساعد للشؤون المالية والإدارية.
حصل أبو إياد على عدد من الدورات التدريبية هنا وهناك في برامج مختلفة في اللغة الإنجليزية والحسابات العلمية مع اشتراكه في اللجان الداخلية ومثل الوزارة في اجتماعات عملية في الداخل والخارج وكان مثالاً للمسؤول المخلص لدينه ووطنه المتفاني في عمله، اشترك في العديد من اللجان الفرعية ومجموعات العمل ولجان الخبراء التي تشكل في إطار اتحاد إذاعات الدول العربية، حصل على العديد من خطابات الشكر والتقدير نظير جهوده وإنجازاته العملية التي يكلف بها على الوجه الأكمل، وكان الأستاذ إبراهيم المسلم موضع ثقة المسؤولين في الوزارة لكثرة تكليفه بالأعمال الرئاسية المهمة واختياره لتمثيل المملكة في الخارج في كثير من اللجان والمؤتمرات، عميق التفكير حسن التدبير جم التواضع سلسل الأسلوب في العمل، ملماً بالأنظمة الإدارية والمالية مما جعل تنفيذها أقرب ما يكون إلى البساطة مع نظرة تقدمية ومستقبلية.
أكتب هذه المقالة المتواضعة عن هذا الرجل الفذ الذي أعرف أنه لا يحب هذا النوع من الإطراء، ولكن أخلاقه الرفيعة أجبرتني على ذلك. كيف لا!! والجميع يعتبره الأخ الأكبر والصديق الوفي والمسؤول والشخصية القيادية المحترمة، وإني على يقين بأن هذه الوزارة وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة وفقه الله لن يتجاهل جهود هذا الرجل وإسهاماته الفاعلة خلال أكثر من ست وأربعين عاماً في الخدمة المدنية، لعله يحظى بتكريم من نوع خاص من رجالات هذه الوزارة، من باب الوفاء لأهل الوفاء، لهذا القائد الإداري المالي الاستشاري المخضرم، عند ترجله - بعد عمر مديد - من هذه الوزارة الوفية لرجالاتها الأعلام.
«*»المستشار الإعلامي لوزير الثقافة والإعلام