Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/05/2009 G Issue 13386
السبت 28 جمادى الأول 1430   العدد  13386
نجران ومشعل.. لقاء العراقة بالقيادة الشابة
منيف خضير

 

(إن هذا التكليف أمانة في عنقي وواجبي تأدية الأمانة بما يرضي الله سبحانه وتعالى ولسوف أكون - إن شاء الله - عند حسن ظن القيادة الرشيدة - رعاها الله - وأكمل سموه إننى متفائل بهذه الوجوه المشرقة بالأمل متقبل للنصيحة والمشورة في كل ما يساعدني على أداء مهمتي في إدارة المنطقة العزيزة على قلبي موطن الأصالة والأوفياء، الذين وصفهم سيدي خادم الحرمين عند زيارته التاريخية لها بأنهم الدرع الحصين للمملكة وجنودها الشجعان، والدولة تعتز بنجران وأهلها وتاريخها العريق).. بهذه الكلمات العميقة صافح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صافح أهالي منطقة نجران إثر تعيينه أميراً لها، والحقيقة أنني أهنئ أهالي منطقة نجران فعلاً بمقدم سموه الكريم، والذي التقيته إبان دراسته الجامعية في مجلسه العامر عدة مرات، فكان نعم الشاب الطموح المتعلم، والذي يشع أدباً وفطنة، وكان يعجبني في سموه بساطته وتبسطه مع الجميع الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم، والأمر الآخر الذي أعجبني في سموه هو أدب الحوار الذي كان يسيطر على أحاديثه، كان مستمعاً جيداً ومتحدثاً رائعاً، ومثقفاً مطلعاً، وملماً بأسباب الحضارة، كل ذلك سينعكس بشكل أو بآخر على حسن إدارته لمنطقة مهمة مثل منطقة نجران يقطنها حوالي 620.000 ألف نسمة حسب إحصائيات عام (2008م).. وتشتهر بالزراعة، وبها سد وادي نجران، الذي يعد من أكبر السدود المقامة في السعودية إذ تصل طاقته التخزينية لحوالي 85 مليون متر مكعب، ويكثر فيها النخيل، وأشهر آثارها المنطقة الأخدودية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج. ولا تزال آثار الأخدود قائمة تبهر زوارها من محبي التاريخ والباحثين في طيات الآثار. كما أن جبال نجران وكثيراً من مواقعها التاريخية لا تزال بكراً تزخر بالكثير من المواقع الأثرية والنقوش المتنوعة المليئة بالرسوم. في نجران أسواق تقليدية ومزارع حديثة وفنادق ومجالات أخرى لسكنى الزوار والسياح. سكان منطقة نجران متمسكون بتقاليدهم القبلية. ونجران منطقة جذب سياحي ومناخها معتدل صيفاً وشتاءً. ومن أشهر أحياء نجران هو حي الفيصلية الذي يتسم بالمنبع الاقتصادي للمنطقة.

إذن نحن أمام منطقة صاخبة تعج بالحضارة تعانق فيها صفحات التاريخ عيون قراء الحضارات وعشاق الآثار والتاريخ، فعلى سموه مسؤوليات متعددة، والهم السياحي أحدها، إنني أثق تماماً بمقدرة أمير نجران الجديد بفتح نوافذ جديدة وهو الأمير الشاب الذي تسلح بالعلم والمعرفة ونهل من منبع الحكمة التي يتصف بها والده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - رعاه الله -، والذي أكد محبته لأهالي نجران حينما حمل المسؤولية نجله، وهذا يظهر من كلمات الأمير مشعل حينما وجه سموه ثلاث رسائل لأهالي نجران، حيث قال:

(أولها: تحية الحب والتقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني - حفظهم الله -. أما الرسالة الثانية: أن القيادة الرشيدة أكدت لي حرصها على خدمة المنطقة وتطويرها والعمل على تنمية مسيرتها الحضارية في كل جوانب الحياة. ورسالتي الثالثة: فهي مني إليكم مباشرة أن نتعاون معاً للنهوض بالمنطقة والارتقاء بها لما يعود على المواطنين بالخير والرخاء والاطمئنان مغلّبين في ذلك المصلحة العامة على الأهواء والعواطف الخاصة الضيقة).

إنني أراهن على نجاح سموه في إدارة منطقة متميزة مثل نجران، ولكن سموه لا يريد الثناء الذي لا يخدمه في هذه المرحلة يريد من أهالي منطقته العزيزة التعاون والنصيحة والإخلاص، وغداً سنكون في الموعد نقطف ثمار النجاح، وإن غداً لناظره قريب.



Mk4004@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد