Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/05/2009 G Issue 13390
الاربعاء 03 جمادىالآخرة 1430   العدد  13390

بلا تردد
من يبتسم للآخر..؟؟!!
هدى بنت فهد المعجل

 

(1)

الركض خلف الكرة بقصد إرغامها على فض الشباك، وإحراز الهدف، منهج حياة الفرد..

توشك الكرة على فض الشباك، بيد أنها ترتطم بالعمود القائم!! فترتد!!

تكرار المحاولة لا يعني تحقق الهدف!! لكننا نكرر، ونصرّ على التكرار..

(2)

كم مرة تمنيت ابتسام الكرة في وجهك؟!

وكم مرة ترقبت الكرة ابتسامتك في وجهها؟!

فمن حقق في وجه الآخر الابتسامة، أولاً؟؟!

هل الابتسام عملية تبادلية؟!

الكرة، والحياة، والبشر وابتسامة منتظرة قد تأتي وقد لا تأتي، فكيف السبيل إليها؟؟!

(3)

تُحدثنا كتب الحضارة الصينية قبل أكثر من 4000 سنة أن هناك حكمة بليغة تقول: (إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم.. لا ينبغي أن يفتح متجراً). ويقول أحد الحكماء (ابتسم لغريمك يسامحك.. ولصديقك يخلص لك).

وإذا ما استعرضنا السيرة النبوية الشريفة نجدها تحدثنا عن أن المصطفى صلى الله عليه وسلم.. كان أشد الناس تبسماً في وجه أصحابه.. وأكثر من ذلك فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم جعل الابتسامة في مصاف شعائر الإسلام؛ فقال صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة). والمستعرض للسيرة النبوية الشريفة يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائماً متبسماً مع مزج الدعابة والمزاح.. وقال عنه ربه جل وعلا (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).

وعن جرير بن عبدالله البجلي: (ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي) ولم يبرح بيت عنترة ذاكرة الشعر وهو يقول:

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

(4)

كتب من كتب عن الابتسامة، ودعا من دعا إليها، بيد أن (إيليا أبو ماضي) كان الأصدق في رأيه ورؤيته المقارب لرأيي ورؤيتي تجاه الكرة والحياة والبشر والابتسام...

قال: (السماء كئيبة) وتجهما

قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما

قال: الصبا ولى! قلت له ابتسم

لن يُرجع الأسف الصبا المتصرما

قال: التي كانت سمائي في الهوى

صارت لنفسي في الغرام جهنما

خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي,

فكيف أطيق أن أتبسما

قلت ابتسم, يكفيك أنك لم تزل

حياً, ولست من الأحبة معدما

الكرة قد تلج بوابة المرمى، وقد لا تلج.. فأي خسارة أعظم من خسارة مغادرة الابتسامة للوجه!!

الحياة لا تستجيب ملذاتها لنا..

البشر ليسوا طوع بناننا..

من نحب إيلامه لنا محتمل، احتمال إيلامنا له..

لا نعمة تدوم.. ولا علاقة تستمر.. أو حب يتأصل..

وحدها الابتسامة تعمر بها روحك وإن فرغت من البشر.. من الحب.. من النعم.. من البركة.. من مباهج الحياة

(5)

ألبوم (محمد عبده) وحدك وأغنيته (سلم).. في تأكيدها أنه لا يحزن لحزنك سواك إن أنت استسلمت له وحرمت نفسك من الابتسامة..

الناس ما همها ظروفك

كود اللي يحزن لغمك

وإن شلت حملك على كتوفك

بتموت محدٍ درا يمك

لكن من يعي فينتبه ويراجع نفسه ثم يبتسم لنفسه؛ لأنها الأبقى له..!!

الابتسامة ليست عملية تبادلية، وإلا لمتنا حسرة وقهراً وندماً.

Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد