Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/05/2009 G Issue 13390
الاربعاء 03 جمادىالآخرة 1430   العدد  13390
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

 

التخطيط الاستراتيجي هو أساس العمل الصحيح الذي يصنع القرار الفاعل والناجح، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان هناك قاعدة معلوماتية كافية، وعقول إدارية واعية ومطلعة على تجارب ناجحة ترفد ما لديها من معرفة وخبرات في أي مجال علمي وتخصصي.

وقد كان قرار لا مركزية التعليم الجامعي والحصول عليه في المدن الرئيسية قراراً صائباً، وكان نتيجة له انتشار الكليات في عدد من المحافظات ومن بينها محافظة المزاحمية والخرج وهو ما أدى إلى تقليل ازدحام طلب العلم في العاصمة الرياض، كما كان قراراً سليماً في وضع الكلية المناسبة في المكان المناسب بحسب ما تقتضيه الجغرافيا وطبيعة الأرض، وحياة الناس واحتياجاتهم، وبحسب مفردات حياتهم وما يلزمهم لتطوير هذه المفردات، وتحسين نتائجها، وتأصيل التاريخ الذي ورثوه ودأبوا على إكمال فصوله، ومثال ذلك وجود كلية الزراعة في المزاحمية منذ ثلاثة عقود من الزمان، علما بأنها كانت كمركز تطبيقي لجامعة الملك سعود كلية الزراعية، في مجال الزراعة والنباتات الصحراوية، والتصحر وتربية الأنعام من الإبل وغيره.

المثير للاهتمام هو شطب هذا الميدان التطبيقي الضروري جداً للمنطقة واحتياجات أهلها والذي كان معلماً علمياً من معالمها الرئيسية، وإبداله بكلية للحاسب الآلي، والتي من الممكن تحصيل هذا العلم في كل مكان بما في ذلك في البيوت وعلى شبكة الإنترنت!.

أما كلية الزراعة - التي كانت - فقد ذهبت أدراج الرياح وكأنها كانت زائدة لا معنى لها طوال ثلاثين سنة! ولمن لا يعرف المزاحمية وما جاورها من هجر وقرى فإننا نقول إن هذه المنطقة الجغرافية لا تزال منطقة بكراً، يعتمد أهلها في غالبيتهم العظمى على الفلاحة والرعي، وتتركز إنتاجاتهم في مواشيهم وأرضهم، وهنا يطل السؤال بعلامة استفهام كبيرة: ما الذي يحتاجه هؤلاء.. كلية زراعة أم كلية حاسب آلي؟ هل تمت استشارة أهل تلك المنطقة والوقوف على رغباتهم واحتياجاتهم قبل فرض كلية التقنية على من هم في أمس الحاجة إلى معرفة طرق الري وتطوير معلوماتهم حول الزراعة بأشكالها المختلفة في الصحراء وما يلزمهم من دعم في الحفاظ على بيئة زراعية هي جزء من ثقافة وتاريخ أهلها.

مثل المزاحمية الخرج التي ترتبط في أذهاننا بعيون مائها ونخيلها وأثلها وكل مفردات صحرائها، والتي هي في حاجة مماثلة لحاجة منطقة المزاحمية، حيث تتركز البيئتان في الوجه الزراعي والصناعات الخاصة به من تطوير صناعات التمور والسعف والجلود واللحوم.. وغيرها كثير!

المفاجأة أنه يتم تأسيس كلية للقانون في الخرج!! آخر الدراسات (المكنزية)، التي طرحت كاستراتيجية لتطوير التعليم هو التركيز على عدد من التخصصات والتقليل من الفروع، ومن ضمن التوصيات كان التركيز في مجالات التعليم والبحث في جامعة الملك سعود يبدأ في الزراعة فهل كان ذلك يعني زراعة الحاسب الآلي في المزاحمية والقانون في الخرج.. وتاليتها؟!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد