كتبت هذه الأبيات بمناسبة ذكرى مرور 6 سنوات على وفاة محمد بن عبدالله البليهد - رحمه الله - الذي قُتل في تفجيرات الرياض في مجمع الحمراء (عام 2003)
|
تمرُّ السنين، وذكراك تبقى |
كماء الينابيع طُهْراً ودفقا |
فنحن نراكَ وأنت بعيدٌ |
فتزداد قرباً ونزدادُ شوقا |
ونسمعُ صوتك في كلِّ ركنٍ |
بأعذبِ قولٍ وأطيبِ ملقى |
ونلمسُ دفءَ حضوركَ يسري |
صباحاً، مساءً وغرباً وشرقاً |
فنؤمنُ أنَّكَ ما زلتَ حياً |
لأنّ الشهيدَ وإن مات يبقى |
لقد كبُرتْ طفلتاكَ سريعاً |
وصار التساؤلُ أكثرَ عمقا |
تريدان أن تعرفا أين أنت؟ |
وكيف تُطيقُ ابتعاداً وفُرْقاً |
فنحتارُ ماذا عسانا نجيب |
وكيف نبرّر قتْلاً وحرقا |
ستكتشفانِ الحقيقة يوماً |
وتغدو البراءة رعداً وبرقا |
فيا ويل من كفروا بالحياة |
وتبّاً لمن غيّبوكَ وسُحْقا |
تجدّد ذكراكَ أحزانَنا |
فتنمو وفاءً وتقطرُ صِدقا |
فيختلط الحُزنُ بالذكرياتْ |
وحزْنُ محبّيكَ أبلغُ نُطْقا |
فرحماك ياربِ في كل أمرٍ |
ورفقاً بنا في قضائِك رفقا |
إلى الله نرجع في كلِّ خطبٍ |
فما عند ربِّكَ خيرٌ وأبقى |
|