Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392
صدى لون
جمعية التشكيليين طائر بلا أجنحة..!!
محمد الخربوش

 

جاءت ولادة جمعية التشكيليين السعوديين (جفست) في مرحلة إنتقالية عاشتها الحركة التشكيلية بعد انتقال الشأن الثقافي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام كنوع من العمل لمواصلة النهج الذي سارت عليه الرئاسة في سبيل الهوض بالحركة، وجاء هذا الوليد ليكون إضافة جديدة تساهم في دفع مسار الحركة والنهوض بها ومواصلة المسيرة في هذا الجانب الإبداعي وتم الإعلان عنها وتدشينها وانتخاب أعضاء مجلس إدارتها وفي أجواء انتخابية منظمة شارك فيها الفنانين التشكيليين وكذلك الفنانات أنفسهم وبالفعل فقد جاء مجلس إدارة الجمعية وفق خليط يجمع ما بين أصحاب الخبرة وحماس الشباب من الجنسين وسارت الأمور وسط أجواء احتفالية كبيرة ووسط سبل من الآمال والطموحات التي ينتظرها التشكيليين.

الزملاء في مجلس إدارة الجمعية وعلى رأسهم التشكيلي والناقد الجمالي الأستاذ عبدالرحمن السليمان ونائبه التشكيلي والناقد الجمالي المخضرم الأستاذ محمد المنيف وزملاؤهم أعضاء المجلس عملوا بكل همة وبكل إخلاص وحماس وفق ما أتيح لهم من إمكانيات ووفق ما لديهم من قدرات بل إنهم وضعوا الأسس المتينة للبناء وقدموا الخطط والدراسات والبرامج والأماني والآمال وكان يحدوهم الأمل بأن كل خططهم وتصوراته سوف ترى النور وتكون واقعاً معاشاً بما يمكن الجمعية من الوقوف على قدميها وخدمة الفن وأهله إلا أن كل هذه الآمال والأماني والأحلام والطموحات التي كانت هرم اهتمام مجلس إدارة الجمعية ربما أنه مع الوقت قد تتبخر وقد تذهب أدراج الرياح كما يقال لأنه ليس من المعقول لطائر أن يطير وهو مولود بلا أجنحة بل إنه كيف لهذه الجمعية أن تتقدم خطوة للأمام وهي مكتوفة الأيدية أن عدم توفر دعم مادي لهذه الجمعية وعدم اعتماد مبالغ مالية لها لتمارس أدوارها هو من جعلها في هذا الموقف الضعيف لأن المادة وكما نعلم جميعاً هي عصب الحياة وهي الوسيلة الأهم في البناء وبدون المادة فإن أي مشروع لن يستطيع تحقيق الطموح وتحقيق أهدافه والجمعية وعلى هذا الوضع قد تكون ولدت وهي ميتة أساساً ومن هنا فإن ما نسمعه من هنا وهناك وعبر الإعلام وغيره من انتقادات حادة لهذه الجمعية هو في واقع الأمر أمر غير مقبول وغير منطقي لأن من يطالب الجمعية بممارسة أدوارها عليه أن يعي جيداً أن هذه الجمعية تفتقد للعنصر الأساس للتشغيل والعمل ألا وهو (المادة) والتي بغيابها سوف تغيب كل النتائج.. أنا هنا لست مخولاً بالدفاع عن الجمعية لكنني ومن خلال معلوماتي أؤكد أن الجمعية ستظل هكذا أو الاتجاه إلى الأسوأ في ظل انعدام الدعم والمؤازرة من الوزارة بل إنها قد تموت في مهدها وكان حرياً بوزارة الثقافة والإعلام أن تقدم الدعم والمساندة لهذه الجمعية حتى ترى النور قولاً وعملاً وحتى تقف على أقدامها على الأقل وبما يمكنها مستقبلاً من البحث عن موارد ذاتية هنا أو هناك أما أن يتم إشهار الجمعية وبهذا الشكل من الضعف والقصور فإن هذا الحال قد لا يستمر طويلاً وقد يأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الجمعية مجرد ذكرى لأيام خلت.. لست متحاملاً أو متشائماً لكن واقع الحال يقول إن أي منشأة أو مؤسسة مطالبة بتحقيق نتائج يجب أن تولد بقوة بل يجب أن تكون مدعومة بالمال الذي من خلاله يبدأ الحراك وتتطاول الخطى.



sada-art@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد