Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392
جائزة الصحافة العربية
أخشيشبون

 

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال حكاية شعبية من فلسطين

كان هناك بنت تعيش مع أبيها بعد أن ماتت أمها. وفي يوم من الأيام قال لها أبوها: (نويت أن أحج).

فقالت: إني أخاف البقاء وحدي.

فرد: لا تخافي، سأوصي بك جارنا.

وكان جارهم رجلاً طيباً، فصار يرسل بناته وبنات الجيران يسهرن عندها كل ليلة، ويسلينها ويبتن معها.

وذات يوم، كانت البنت تكنس الدار صباحاً بعد أن انصرفت بنات الجيران فإذا بشحّاذ يدق الباب ويطلب إحساناً، فأعطته رغيفاً، ولاحظ الشحّاذ أنه ليس بالدار سواها، فاختبأ في مكان قريب حتى رأى البنت تحمل الكناسة لتكبها في الخارج، ودخل المنزل واختبأ في الخابية.

ظلت البنت في الدار حتى المغرب، حين جاءت صديقاتها وقعدن يتسامرن، قالت لواحدة من البنات: قومي هاتي لنا حبة قُطين من الخابية.

قامت البنت ومدت يدها في الخابية، فقال لها الشحّاذ (وهو في الحقيقة غول): هم.. روحي وإلا أكلتك. رجعت البنت لصديقاتها وقالت: نسيت أسكر على الدجاجات. وتركتهم وراحت.

قامت البنت الثانية ومدت يدها في الخابية، فقال لها الغول: هم.. روحي وإلا أكلتك فعادت إلى صديقاتها وقالت: لم أزبل طابوننا، لا بد أن أرجع وأزبله. وقامت الثالثة والرابعة والخامسة حتى لم يبق عندها أحد.

قالت البنت لنفسها: يا رب هل أظل قاعدة وحدي؟ سأقوم لأطحن القمح فأتسلى.

وقامت وأخذت القمح إلى الطاحونة، فنطّ الغول على الطاحونة وأخذ يطحن معها. وكان منظره رهيباً يقشعر له البدن.

أرادت البنت أن تنادي جارها ولكنها خافت أن يأكلها الغول. فأخذت تغني:

يا جارنا يا أبو علي

حس الغول يطحن معي

يا شوشته تنقط زيت

يا عينيه منورن عليّ البيت

وردّ عليها الغول:

جرّي يا بنت أبو مرّي

الحب معنا قليل والليل معنا طويل

لما نخلص بدّي أقرقش عظاماتك

وتسمع البنت ما يقوله الغول، فتتجمد من الخوف.

أثناء ذلك طلع الجار من داره فسمع أصواتاً عند البنت، فقال لامرأته:

سامعة يا بنت الحلال.. والله جارتنا عندها ناس.

فقالت له: يا خيبتي، البنات كلهن رجعن من عندها.

فقال الجار: سأذهب لأرى.

ذهب الجار وفتح الباب فوجد الغول جالساً فوق الطاحونة.. فهجم عليه وقتله ووضعه في كيس. وكان حمار الغول مربوطاً في الباب، فوضع الجار الكيس فوق الحمار وصرفه.

الحمار عارف طريقه. ظل يمشي حتى وصل إلى بيت الغول، واستقبلته أخوات الغول، ولما فتحن الكيس ووجدن جثة أخيهن صممن على أن يثأرن له.

أخذت كل واحدة منهن كيساً ووضعت فيه إبراً ولباناً وشراريب وخشاخش ودارت تبيعها: لبان يا بنت، شراريب يا بنات، خشاخش يا بنات، وكلما جاءت بنت لتشتري شيئاً تطلب منها الغيلان أن تحكي ما جرى لها في زمانها.

وجر النصيب إحداهن إلى البنت وقالت لها: خرفينا عما جرى لك في زمانك وسوف أعطيك ما تريدين.

فقالت البنت: والله ما جرى لي لم يجر لإنسان من قبل.. فقد ماتت أمي، وذهب أبي إلى الحج ولم يرجع، وأوصى بي جارنا، وصار.. وصار..، وحكت للغولة كل الحكاية.

قالت لها الغولة: يا مسكينة، لقد جرى لك الكثير، ادخلي في هذا الكيس واختاري ما تريدين.

وعندما دخلت البنت في الكيس خاطت الغولة عليها الكيس وحملتها وهي تصرخ.

وذهبت إلى بيتها، وضعت الغولة الكيس - وبداخله البنت- عند أختها القرعاء، وقالت لها: احرسي الكيس حتى نحضر الحطب.

صارت البنت تحدث الغولة من داخل الكيس وقالت لها: يا قرعاء معي لبان.

فردت القرعاء: أطعميني.

فتحت لها القرعاء الكيس، ولما طلعت البنت قالت للغولة: نسيت اللبان جوا الكيس. أدخلي أنت واحضريه إنه في قاع الكيس.

دخلت الغولة لتبحث عن اللبان، فخاطت عليها البنت الكيس، ووضعت ثوبها في حزامها، وقالت: يا درب اخلي لي.

وأخذت تجري حتى وصلت إلى دكان نجار، وقالت له: اصنع لي ثوباً من الخشب حتى لا يعرفني أحد.

فصنع لها النجار الثوب، فلبسته فصارت أخشيشبون، وقعدت بجوار الدكان.

مرت الغيلان على أخشيشبون: يا أخشيشبون هل رأيت بنتاً تلبس الخشاخش والشراريب، وتمضغ اللبان تمر من هنا.

فردت البنت قائلة: والله أنا أعمى لا أرى.

ذهبت الغيلان، ولكنهن شممن رائحتها فعدن وكررن السؤال فردت البنت بنفس الجواب.

وذات يوم مر عليها الوزير، وقال لها: يا أخشيشبون، تعال ارع لي الإوز.

فردت البنت: أنا أعمى لا أرى.

فقال الوزير: ما عليك إلا أن تأخذ الإوز إلى البركة كل صباح وتعود بها إلى البيت كل مساء.

وصار أخشيشبون يرعى الإوز، يأخذها صباح كل يوم إلى البركة، وفي القائلة يخلع أخشيشبون ثوبه الخشبي ويستحم في البركة، فترى الإوز هذه الفتاة الرائعة الجمال فتقول إحداها: بيضاء غريرة لا تصلح إلا لسيدي فتكسر البنت رجلها فتعود الوزة إلى البيت وهي تعرج.

وذات يوم سأل الوزير أخشيشبون: ماذا يحدث للإوز؟ كل يوم تعرج واحدة.

ورد أخشيشبون: أنا أعمى لا أرى.

وذات يوم قرر الوزير أن يذهب إلى البركة ليرى ماذا يفعل أخشيشبون بالإوز، واختبأ خلف الأشجار حتى انتصف النهار. خلع أخشيشبون الثوب الخشبي ونزلت الفتاة إلى البركة لتستحم، فقالت وزة: بيضاء غريرة لا تصلح إلا لسيدي، فكسرت الفتاة رجلها. وصارت الوزة عرجاء. وفي المساء طلب الوزير إحضار أخشيشبون وقال له: اشلح الثوب الخشبي مثلما كنت تفعل عند البركة.

واستعطفته الفتاة وتوسلت إليه بدون فائدة، فقد سد الباب ومنعها من الخروج.

وأخيراً خلعت الثوب الخشبي فرأى الوزير أمامه بنتاً كبنات الملوك، فقال لها: احكي لي حكايتك من أولها إلى آخرها، وما قصة الثوب الخشبي؟

حكت له القصة. وطلب منها الوزير الزواج، وتزوجها على سنة الله ورسوله، وعاشت معه في القصر.

وتوتو توتو فرّت الحدوتو.

* * *

رسوم

1- فرح يعقوب حسن 12 سنة

2- قيان علاوي 12 سنة

3- لينا رائد سليم 13 سنة

4- ترف عبدالكريم 13 سنة

5- شيماء إسماعيل العمرو 13 سنة

6- دانيا وضّاح الطائي 13 سنة

7- شهد ليث زهير 13 سنة

8- سارة معن الأعرج 13 سنة




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد