Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392
لما هو آت
الميزان
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

في الميزان حكمته، كما في العقل ميزانه، ولا يحكم عاقلا في أمر إلا رجحت كفة الحكم لأعقله وأحكمه، فالحكمة هبة ربانية تؤتى لمن له نصيب من الخير، ولا يتم الخير في القلب ويصبح محركا للعقل ما لم يكن الإيمان مطلقا برجاحة ميزان الله في عدل الحكم على أعمال الإنسان وصدق أدائه وخلوصه من الشوائب، شوائب الكذب والنفاق والظلم والغمط، وكل ما يدخل تحت عنوان كبير هو الشوائب، تلك التي تهوي بكفة الميزان ولا ترجحها،.. لذلك فقياس كل حكم بعدالة الحق حكمة ورجاحة, في كل الشؤون فكيف يكون الحال حين يتعلق الأمر بتقييم الإنسان للإنسان؟ في دائرة العمل هناك تقارير توسم بالكفاية، وهي تعبر في بنودها عن كفاءة الأداء وإتقانه من خلال معايير ذاتية في قدرة المرء على العمل في جماعة وإخلاصه في تفاصيله وإبراء الذمة من إسناد عمل فرد لغيره، من هنا فإن الحكم من قبل الرئيس على المرؤوس في تعبئة بنود التقرير لابد أن تخضع لرجاحة ميزان خال من الشوائب مجرد عن الهوى وإلا فإن الحكمة مفقودة والرجاحة مشروخة والميزان مثلومة كفة الخير فيه.. مطموسة مسحة النور في أرجائه...

أثار لدي أمر الكتابة في هذا الأمر ما ذكرته لي صديقة بالأمس من أن رئيسة ما في دائرة ليس لديها معايير تقوم بها من يخضعن في تقاريرهن لحركة قلمها،.. قالت: ما الذي أفعله كي أخبرها بمعة مظلومة، وفرحة دعية؟.. قلت لها: المواجهة في قول الحق سبيل لعدالة ميزان سينصب في السماء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد