وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية عبارة عن قارة كبيرة مترامية الأطراف، لكبر مساحتها، وتنوع بيئياتها، واختلاف تضاريسها، وتنوع مناخها، فطبيعة المملكة المتنوعة تساهم في إيجاد التكامل في متطلبات المعيشة لأبناء البلد، هذا التنوع ومقوماته متوفرة وستخدم في توفير الكثير من المتطلبات التي يحتاج إليها المواطن
في الأمن الغذائي وفي التنوع البيئي، ويستطيع بذلك أن يستفيد من نتاج البيئية المحيطة به.
هذا التنوع الكبير نعمة حباها الله سبحانه وتعالى لهذا البلد الطيب المعطاء، نعمة يجب علينا أن نستفيد منها وأن نستثمر هذا العطاء بأن نعمل على إيجاد نوعاً من التنوع المتكامل لمتطلبات الحياة.
فالأرض بطبيعتها البيئية والمناخية في المملكة لها خصوصية في كل بقعة منها، والكائنات الحية التي تعيش على أرض المملكة بكل أنواعها وأشكالها سواء كانت الكائنات حيوانية أو كائنات نباتية تسكن وتعيش وتترعرع في الظروف والأجواء المناخية والبيئية المناسبة لها، حتى تتكاثر تلك الحيوانات والنباتات وتنمو وتعطي ثمارها ونتاجها العائد بالفائدة على المواطن.
كما أن التطور العلمي الحادث الآن في العالم، والدراسات والأبحاث المتعلقة بالتكوين البيئي، التي أعدت، أثبتت أنه من الضرورة بمكان ارتباط الكائنات الحية بأنواعها بالأرض وبالبيئية المحيطة بها، وعلينا العمل على تنمية الحيوان والنبات في بيئته التي خلقه الله فيها.
لهذا كان للمؤتمر الدولي السادس لاتحاد النحالين العرب بأبها، تحت شعار (النحل ثروة بأيدينا)، والذي أحتضنه، ورفع شعاره، وأفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، أكبر الأثر، وذلك يوم الثلاثاء 20-3- 1430هـ، في أبها، حيث السعي إلى الارتباط ببيئة النحل والعمل على جعل منطقة جبال عسير منطقة متخصصة بتربية النحل، وجني العسل وهو من المواد الغذائية المهمة في حياة الإنسان العربي منذ القدم.
وقد ورد ذكر العسل في القران الكريم (فيه شفاء للناس)، قال الله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} سورة النحل، وفي الأحاديث الشريفة.
كما أن هناك المعرض المصاحب، الذي يضم بين جنباته 40 جناحاً تشمل عرضاً لجميع المستلزمات الخاصة بعمليات تربية نحل العسل ومنتجاته، كما تعرض الأجنحة أحدث التقنيات في مجال تربية نحل العسل من عدد كبير من الشركات من البلدان العربية بالإضافة إلى مشاركين من عدد من العلماء والمتخصصين في تربية النحل. فالعسل مادة غذائية غنية هامة لكل إنسان وفي كل وقت وقد ثبتت فوائدة لعلاج الكثير من الأمراض التي همت بالإنسان وأتعبته.
فهذا المؤتمر أنما هو اللبنة الأولي التي ستؤسس الطرق السليمة والأساليب الجيدة لمساعدة النحالين على الاهتمام بالمناحل ورعاية النحل وجني ثماره فشعار المؤتمر هدف يجب أن نسعى لتحقيقه، ليس لهذه الثروة فقط، بل لكل الثروات التي بأيدينا، وهي كثيرة ومتنوعة، هذا مؤشر جيد إلى التفكير في خصصه مناطق المملكة حسب بيئاتها، والتركيز على النباتات والحيوانات المفيدة والنافعة بها، بحيث تختص المناطق الغنية بالمياه بالزراعة لأنواع من الفواكه والخضار حسب التربة الصالحة والبيئية المناسبة، لأن التكيف البيئي المصطنع مكلف، وقد لا يعطي نتائج جيدة للمحاصيل ولنمو الحيوان وغيرها، وبذلك لا يمكن الاستفادة منه تجاريا.
لهذا يفضل على الجهات الحكومية المعنية بالثروات الحيوانية والزراعية أن تضع استراتيجيه على أساس علمي مفيد لتوزيع مناطق المملكة إلى بيئيات متعددة، ومنها توصي السكان القاطنين في المنطقة، استثمار أرضهم بالعمل الزراعي المحدد أو الحيواني حسب التصنيف المدروس، وان تصنف تلك الثروات حسب المناطق وهذا الأسلوب مفيد للمستثمر وللبلد بصفة العموم وأن يكون النتاج ذو نوعية عالية الجودة.
والله ولي التوفيق.
- باريس - المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو سابقاً