في المقال السابق تحدثنا عن تلوث الهواء، وتشعب الحديث عن مشكلة السائق الأجنبي، وتوقفنا عند تساؤل صديقي بقوله: ألم تتحدث عن ذلك في مقالة سابقة بعنوان (كيفية خفض أعداد السائقين الأجانب؟).
قلت: تلك المقالة نشرت في جريدة الرياض العدد 10002 بتاريخ 19 جمادى الآخرة لعام 1416هـ، وفيها ذكرت وجوب تغيير ساعات الدوام الرسمي للدولة وجعله مشابها لدوام المستشفيات، وكذلك إلزام جميع المدارس سواء كانت حكومية أو أهلية بتوصيل الطلبة والمدرسين والمدرسات من وإلى المدارس في حافلات كبيرة.
قال: تعني إذا طبق ذلك فستجد كثير من الأسر أنها في غنى عن السائق الأجنبي ومشاكله الكثيرة، وستحل مشاكل المرور في شوارعنا بسبب أن عدد السيارات قلّ، كما أن إنتاجية الموظف ستزداد بسبب تواجده في العمل. والأهم من ذلك كله سيقل التلوث الناتج عن وجود ذلك الكم الهائل من السيارات على طرقات مدننا وقرانا.
قلت: عليك نور، بدأت تفهم، وعسى غيرك يفهم ما هي مصلحة البلاد الحقيقية وما هي المواطنة الحقيقية. وهل تصدق أنه من كثرة السيارات على الطرق، الواحد منا ما يصدق أنه يصل سالماً لبيته، ودائماً يشكر الله سبحانه وتعالى على وصوله سالماً، كما أن الشخص منا يحتاج لبعض الوقت حتى يهدأ ويرتاح نفسياً.
قال: كلامك سيغضب أصحاب وكالات السيارات.
قلت: بودي أن يظهر واحد منهم المواطنة الحقيقية ويدعم سنوياً مراكز البحوث البيئية. كما أرجو أن يكونوا عوناً للبلاد في مطالبة الشركات الصانعة الأجنبية بأن تكون السيارات التي يستوردونها لها المواصفات السويسرية من حيث التلوث.
قال: المواطنة الحقيقية لأصحاب وكالات السيارات هي في تقديم نسبة من أرباحهم سنوياً لمراكز أبحاث البيئة.
قلت: نعم، هذا ما نحتاج إليه، ولنقل 5% من أرباح الشركات الموردة للسيارات تذهب لتمويل جميع الأبحاث الخاصة بالبيئة في المملكة العربية السعودية، وخاصة تلوث الهواء. وكذلك لأجل استقطاب خبراء بيئة على مستوى عالمي للعمل مثلاً في مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة.
قال: أصبحت تتكلم مثل الآخرين وتتحدث عن جلب خبراء عالميين في مجال البيئة، أنسيت أننا نريد سعودة جميع الوظائف؟
قلت: تستبق الأحداث، الخبراء العالميون للاستشارة والتدريب فقط لمدة يوم أو أسبوع أو شهر بالكثير؛ لأنني كنت سأضيف جملة وهي تمويل إعداد وتدريب الكوادر الوطنية في مجال المحافظة على البيئة.
قال: ما دمنا نتحدث عن تلوث الهواء هل تعتقد أن في منازلنا تلوثاً من نوع آخر.
قلت: يعتقد الكثير منا أن منازلنا النظيفة محصنة من التلوث، لكن إذا كان أحد أفراد الأسرة من المدخنين فالدخان مصدر خطير من مصادر التلوث، ويسمى بالتدخين السلبي لمن لا يدخن؛ لذلك يجعلك وجميع أفراد عائلتك عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض خاصة إذا كان التدخين في غرف النوم أو في غرف المعيشة.
قال: لا تنسى أيضاً النوافذ المطلة على الشوارع المليئة بالسيارات يجب أن تظل مغلقة خاصة في أوقات الذروة والازدحام حتى لا يتلوث المنزل بالملوثات الناتجة عن عوادم السيارات وأيضاً لتفادي الضجيج.
قلت: أضف إلى ذلك أن مطابخنا يجب أن تركَّب فيها مراوح شفط لسحب الروائح والغاز. ولا تنسى أن المنظفات الخاصة بالكي أو التلميع أو المعطرات التي تستنشق من قبل سكان المنزل أو المبيدات الحشرية القاتلة للناموس أو الذباب كلها تعتبر من الملوثات، واستنشاقها يسبب الضرر على مر الزمن. وفوق ذلك يجب العناية بغسل الخضراوات الطازجة غسلاً جيداً.
قال: وش دخل غسل الخضراوات في تلوث الهواء.
قلت: لا تنسى أن سؤالك السابق هو هل يوجد في منازلنا تلوث من نوع آخر؟
قال: آسف وأعتذر، تذكر أننا تحدثنا عن تلوث الهواء وذكرت أنه يجب قفل النوافذ المطلة على الشوارع المزدحمة بالسيارات لتفادي التلوث الناتج من عوادم السيارات والضجيج.
وتساؤلي هل يعتبر الضجيج من الملوثات؟
aazk09@gmail.com