عرضت مواقع الإنترنت تصويراً لمقطع إنقاذ لرجل وامرأته من جرف السيول في مدينة حائل (حسب ما تناقلته الأنباء)، وقد تمت عملية الإنقاذ من قِبل شابين حملا أرواحهما وألقيا بها في وسط تياره الذي لا يرحم إنساناً ولا شجرةً ولا مركبةً إلا جرفها، وفي ظل هذه المغامرة الجريئة الشجاعة التي تدل على الأصالة والوفاء وإنكار الذات، والأخوة الصادقة وبذل الغالي والنفيس لإحياء النفس التي من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، أتت رحمة المولى عز وجل بإحيائهم جميعاً الرجل والمرأة والشابين اللذين قاما بعملية الإنقاذ.
قد يكون الخبر جميلاً وصورته مؤثرة ويراها المطلع من باب التشويق والعاطفة أو حب الاستطلاع، ولا نختلف جميعاً على أن هذين الشابين، قد كسبا إعجاب كل من اطلع على هذا المقطع. كلنا كنا كذلك ولكن انتهى المقطع وتمت المشاهدة وأغلق كل منا جهاز الحاسب الخاص به وذهب للقيام بأعماله اليومية أو إلى سريره إذا كان الوقت متأخراً.
ولكن هناك من نظر إلى هذا الموقف نظرة مختلفة جعلت جميع قنوات الأخبار تنتقل لهذا الخبر وتعيره الاهتمام الكبير لأن نظرته اختلفت عن الجميع إنه (محمد بن نايف بن عبد العزيز) الذي رأى المقطع من زاوية مختلفة جداً، فهذه التضحية وهذا الإقدام لهؤلاء الأبناء.. الوطن أولى بها، وأمثال هؤلاء هم من يفخر الوطن بهم ليكونوا رجال أمن يرعون الناس ويقومون بشرف خدمة هذا الوطن، وهم من تأمنهم القيادة الحكيمة لأداء الأمانة والقيام بواجب رجال الأمن والدفاع عن الناس ومساعدتهم، فقدم عرضه الكريم لهم لتوظيفهم وترقيتهم استثنائياً في قطاع الدفاع المدني، إنه درس عظيم في الأخلاق والقيم والرقي في التعامل.. فالمواطن الصالح الذي يحب مجتمعه ويسعى من أجله حتماً سيحتضنه الوطن، ويفتح له أبواب الرعاية والمحبة ويبادله الوفاء بالوفاء.. إنه الأمير محمد بن نايف الكتاب المفتوح الذي أبهر الجميع بقيمه النبيلة وقراراته الحكيمة وإنسانيته العظيمة وأفعاله (نعم أفعاله فقط) ودون أي (أقوال) ونظرته البعيدة التي كان همها الأول دائماً الوطن والمواطن أولاً وأخيراً.
فمن رعاية أبناء شهداء الواجب وأسرهم إلى رعاية أبناء وأسر من غرر بهم وعدم أخذهم بذنب غيرهم، ومناصحة أصحاب الفكر الضال وتحويلهم إلى عناصر نافعة في مجتمعهم، انتقالاً إلى مكافأة المتميزين (أمثال هذين الشابين) واستقطابهم لشرف خدمة هذا الوطن وتكريمهم لهي دروس عظيمة يقف عندها المتمعن طويلاً.
- الرياض