Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392
وداعاً يا معالي الشيخ
فهد شباب الحربي

 

تستعصي عليّ الكلمات، ويتمرد القلم في جنون، وترفض الحروف أن تجتمع لتكتب كلمة رثاء لشيخ جليل وأستاذ فاضل كريم كان ملء العين والبصر، وكان صوته الهادر يعبر مجاهل الزمان والمكان ليحكي للدنيا قصة حبه لتراب وطنه وعشقه لأبناء شعبه وولائه وعطائه لولاة الأمر.

وتستعصي الكلمات؛ فالذي أريد أن أرثيه كان أحد فرسان وخدام الوطن الشرفاء، لم يبخل يوماً أو حتى ساعة في خدمة وطنه وولاة أمره.

لقد عاش معالي الشيخ محمد بن عبدالله النويصر (رحمه الله) طيلة حياته كريماً وفياً لجميع أبناء شعبه.. لم يبخل يوماً بالمال أو الوقت أو الجهد لمساعدة كل من لجأ إليه بعد الله سبحانه وتعالى.

الشيخ محمد النويصر - رحمه الله - نستطيع أن نكتب عنه الكثير الكثير.. شهادتنا بأبي عبدالرحمن مجروحة؛ فقد كان لجميع من يعرفه ومن لا يعرفه أخاً عطوفاً وصديقاً وفياً ودوداً، كان شخصية فريدة قلما يجود بها الزمان، كرم وشهامة ووفاء وإخلاص ومآثر تتزين وتفتخر بانتمائها إليه.

لقد أذهلتنا المفاجأة وعقد الخطب ألسنتنا ومن بحر الدموع الذي تحجر في المآقي وإيماناً بقضاء الله وقدره لا نملك إلا أن نقول: وداعاً أيها الشيخ الجليل، وإلى جنات الخلد مثواك أيها الفارس الأصيل.

وداعاً أيها السعودي الوفي النبيل الكريم الراسخ في إيمانه والرائع الصادق في محبته، كنت الأستاذ والمفكر والشيخ وجمعت إلى العدل في الحكم الرفعة في الخلق والوفاء للأصدقاء. كنت يا معالي الشيخ صديقاً وفياً لكل حامل قلم، وكنت نصيراً لكل رجل علم وأدب ومثالاً نادراً في الإخلاص والوفاء ونموذجاً عالياً في التضحية والفداء.

وأنا إذ أقف اليوم أيها الراحل الغالي لأبكيك وأرثيك بكلمات تخرج من قلب مكلوم وفؤاد مثلوم فإني أذكر مواقفك وشهامتك وإخلاصك ووفاءك معي ومع الكثيرين الذين بكوا رحيلك (الحق).

إنها مشيئة الخالق سبحانه وتعالى الذي لا راد لمشيئته، وهو الموت هذا الجبار العاتي الذي لا نملك أمامه إلا الإذعان لما هو مقدر.

لقد رحلت عنا يا أبا عبدالرحمن وأنت ما تزال مشرعاً سيفك، لم تتقاعس عن واجب ولم تؤجل عملاً فلقيت وجه ربك راضياً مرضياً.

وعزاؤنا برحيلك أيها الشيخ الجليل ما خلفته من إرث في الخلق والتواضع والعدل والسيرة العطرة سيبقى خالداً أبد الدهر، وما أنجبت من ذرية صالحة قادرة بإذن الله على إكمال مسيرتكم الخيّرة في خدمة وطننا الغالي.

عزاؤنا ب(عبدالرحمن) الذي ربيته على حسن الخلق وكريم الصفات والحكمة والمعرفة.

ورغم تمرد القلم المجنون فإن الحديث عن معالي الشيخ محمد النويصر - رحمه الله - يطول ويطول ويحتاج إلى صفحات طويلة؛ فأبو عبدالرحمن صاحب مدرسة فكرية مميزة، أحبه كل من عرفه لتواضعه، وأحبه كل من تعامل معه لصدقه.

أستاذي وشيخي (أبا عبدالرحمن):

وأنا أيضاً أحببتك بكل ما في كلمة الإخاء من معان سامية، فقد كنت مثالاً للصدق والوفاء والمحبة والإيثار.

وداعاً يا معالي الشيخ، وإلى جنات الخلد أيها الغالي العزيز، نودعك وشاركنا في وداعك الدموع والعبرات.. عليك رحمة الله.

- المدينة المنورة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد