Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392

فراق دامع وحبّ الناس لك جامع
د. هند بنت عبدالله آل ثنيان

 

في صبيحة يوم الجمعة 1430 - 5 - 27هـ استيقظت على حزن كبير وألم عميق، رأيته في دموع هتانة تترى من مقلتي أمي، وصوت مكلوم من رفيق دربه أبي، وأحسستها عبرات تخنقني، كيف لا والمصاب جلل، كيف لا ومصابنا بوفاة الخال الغالي والأثير على قلب كل صغير وكبير في العائلة محمد الزمامي. كل ما استطعت قوله هو (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).. كنت معه قبل الأمس القريب، واليوم سيوارى التراب، ذلك الأب الحنون الحبيب سيكون وحيداً.

لملمت جرحك يا أبي برموش أشعاري

فبكت عيون الناس من حزني ومن ناري

محمد بن عبدالله الزمامي وما عساي أقول بنبض حرفي لأفيَ هذا الرجل حقه مما سطرته أزمان جوده وكرمه، وبشاشته وحبه، وعطائه، ووصله، وبره، وطاعته، ودماثة خلقه وحب الناس له، ذكرياتي معه وعنه لا تنقطع، مع الصغير يضحك ويمازح، ومع الكبير حكيم ووقور.

لعل رثائي بهذه الأسطر لن يعبر عن عمق الحزن لفراق العزيز، ولكنه بكل تأكيد سينفس عن أناملي التي خذلها وهنٌ من فُجاءة الموت، ولعل ما يجبر انكسارنا بفقد خالي الأثير على قلوبنا إيماننا بالنهاية الحتمية لكل البشر، فما المنية إلا سبيل يسير عليه العالمين أجمع، (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).

وكما قال ابن الرومي:

وأنت وإن أفردت في دار وحشة

فإني بدار الأنس في وحشة الفرد

أود إذا ما الموت أوفد معشراً

إلى عسكر الأموات أني مع الوفد

عليك سلام الله مني تحية

ومن كل غيث صادق البرق والرعد

ولا نملك اليوم وبعد اليوم إلا الدعاء له؛ فاللهم ارحمه رحمة واسعة من عندك واغفر له واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأره منزله من الجنة واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا به في جنات النعيم آمين يارب العالمين.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد