Al Jazirah NewsPaper Friday  29/05/2009 G Issue 13392
الجمعة 05 جمادىالآخرة 1430   العدد  13392
ابني متوحد هل من أمل إلى فك لغزه المحير؟
د. محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفوزان

 

الكثير من الأمهات والآباء يتساءلون:

لماذا ابننا مصاب باضطراب التوحد؟ Autism Disorder

وما هي هذه الظاهرة؟ وهل نحن السبب؟ وهل من أمل إلى فك لغزه المحير؟

للإجابة عن هذه الأسئلة: نود أن نذكر بأن التوحد ليس مرضاً وإنما هو إعاقة تطورية ناتجة عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ، أي بمعنى أن دماغ الأشخاص المصابين باضطراب التوحد جهازهم العصبي لا يعمل كما ينبغي من حيث التفاعل والإدراك والتكيف، وهذه العناصر الثلاثة مهمة جداً في كينونة الكائن البشري، وهذا الاضطراب لا يعرف العلماء لماذا بعض الأطفال يصابون به، ولا يعرفون بالضبط ما هي تأثيرات هذا الاضطراب في البنية الدماغية ووظائف والخصائص الكيميائية للدماغ.

لكن هناك دراسة أثبتت أن الإنسان يختلف في تركيبة وبناء المخيخ لديه، والذي هو جزء من الدماغ، ولكن ما زالت هذه الدراسة في مراحلها الأولى حتى تظهر لنا خلاصة استنتاجية توضح تأثير هذا الاختلاف، وكذلك لم توضح هذه الأبحاث تأثير الناحية البايولوجية The Biological theor of Autism والتي تسبب اضطراب التوحد والأعراض الوراثية، فإذا كانت حالة الاضطراب ناتجة عن حالة وراثية ويكون المظهر الاضطرابي ناتجاً عن الوراثة إلى أن هناك Genetic Condition فسوف يأتي الطفل الثاني مصاباً بهذا العارض الاضطرابي خصوصاً إذا كان الطفل الأول في الأسرة يحمل كرموز Chromos Firgil x الهش أو النواة الصبغية Chromos لكن هذا الطفل الثاني يعد أقل اضطراباً من الطفل الأول. ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له حيث إنه يولد طفل واحد بتوحد من بين كل خمسمائة طفل يولد على كوكب الأرض، ولا يعلم العلماء عن السر بانتشاره بين الذكور أكثر من الإناث، لكن حدوث اضطراب التوحد يؤثر على النمو الطبيعي للمخ.

في المجال الاجتماعي ومهارات التواصل: Communication Skills

يواجه الأطفال المصابين بهذا الاضطراب صعوبة في مجال التواصل مع الغير، بمعنى أنهم غير لفظيين Non Verbal وبهذا يكونون غير متفاعلين مع الغير وينقصهم التكيف الاجتماعي.

إن اضطراب التوحد ليس على وتيرة واحدة، فهناك التوحد الشديد Autistic Sever وأقل حدة Less Sever.

والخلاصة أن اضطراب التوحد ما زال غامضاً من حيث التشخيص Diagnosis ومن حيث هل الطفل المصاب باضطراب التوحد متخلفاً ذهنياً من حيث قصور نسبة الذكاء IQ من غيره من الأطفال الأسوياء؟ أم أنه فقط إعاقة تطورية ناتجة عن اضطراب في الجهاز العصبي فيؤثر على وظائف المخ، ولكن قد يصاحب بعض المصابين بقصور نسبة الذكاء IQ وهل يعتبر اضطراب التوحد اضطراباً انفصامياً Schizophrenia disorder.

إن اضطراب التوحد يختلف عن الاضطراب الانفصامي، فقد كان العالم ليوكانر Leo Kanner واسبيرجر Asperger يعتقدان أن اضطراب التوحد هو انفصامي، لكن بعد دراستهما خرجا بنتائج أن اضطراب التوحد يختلف عن الحالة الانفصامية، وأصبح هناك نوعان من اضطراب التوحد أحدهما اضطراب توحد كانر Kanner وله سماته وصفاته، والآخر اضطراب Asperger وله سماته وصفاته.

والتوحد يحدث بأسباب صحية وأسباب جسمية مثل الالتهاب الدماغي Encephalits، أو من الحصبة الألمانية Rubbella خلال فترة حمل الأم، أو ناتج عن التصلب الدرني للأنسجة العضوية Tuberose Sclerosis، وهي حالة وراثية تسبب رقعاً نسيجية غير طبيعية في المخ والجلد.

وأخيراً يعاني الطفل المصاب بنقص المناعة Immunize Shortage، لذا أصبح اضطراب التوحد يختلف عن الإعاقات الأخرى لكنه إعاقة من نوع آخر.

لذا علينا أن لا نفقد الأمل في فك هذا اللغز المحير، فالتعليم الموجه لهذه الحالة قادر على تخفيف حدة هذا الاضطراب، وعلينا بوضع برنامج تربوي ومعلمين ومعلمات معدين إعداداً جيداً من أجل إعداد هذه الشريحة الاجتماعية نحو حياة أفضل.

فالدعوة هنا موجهة إلى جامعة الملك سعود والجامعات الأخرى في بلادنا أن تعد العدة وتجعل مسار اضطراب التوحد من ضمن مسارات التربية الخاصة على مستوى البكالوريوس من أجل إعداد المعلمين والمعلمات في هذا المجال حتى تفتح المجال لهذه الشريحة من الأطفال وأسرهم الأمل بالحياة المشرقة التي ترفرف عليها السعادة والطمأنينة.

إن التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة في بلادنا يفتقد إلى مؤهلين في مجال اضطراب التوحد، هذا الاضطراب الذي يختلف عن الإعاقات الأخرى، فيجب النفير في إحداث مسار اضطراب التوحد في جامعاتنا حتى نعد معلمين ومعلمات مؤهلين تأهيلاً علمياً حتى تقدم لهذه الشريحة تعليماً جيداً لنفك لغزه المحير ونبث البهجة في نفوس أسر من يعاني أبناؤهم من اضطراب التوحد، والأمل في أن تستجيب جامعاتنا وتقوم برسالتها إلى هذه الشريحة من المجتمع.



Twhad_alfozan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد