Al Jazirah NewsPaper Monday  01/06/2009 G Issue 13395
الأثنين 08 جمادىالآخرة 1430   العدد  13395
بين قولين
صفر الطوارئ
عبدالحفيظ الشمري

 

المعروف في كل أنحاء العالم أن الطوارئ تهب لنجدة المحتاج، وتهرع بخفة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بين براثن المصائب، والكوارث كالحرائق، والغرق والانهيارات، ومن المؤكد أن تكون وسيلة الاتصال فيه سهلة وميسرة، وهناك من يقوم بتسجيل أي بلاغ، والرد على كل متصل.

لكن لدينا وفي أكثر من قطاع خدمي المسألة فيها نظر، وحولها قولان، وقد نضع فوقها وتحتها خطوط بكل الألوان، فانقطاع التيار الكهربائي لساعات عن حيي الملقى وشمال العقيق في شمال العاصمة الرياض مساء السبت 28-5-1430هـ قد يكون عادياً، وقد يحدث في أي مكان، ولا غرابة أن تنقطع الكهرباء، لكن أن تكون لساعات، وتغيب عن ذلك كل صور الوعي والتواصل من قبل الطوارئ فهذا هو الأمر المحبط.

فحينما تنقطع الكهرباء ولا يجد المواطن أي رد، أو حتى إجابة من قبل الطوارئ برقمهم المميز الذي يزين الفاتورة ويضيف لوناً هادئاً يناوئ أرقامها النارية أحياناً، قد يثير فيك الامتعاض، فشركة الكهرباء كما هو معروف تأخذ حقها كاملاً غير منقوص، بل وتساومك على ما قد يستجد أو ما قد يضاف، وتناقشك في أمر زيادة التعرفة، وتجادلك بالدفع بالحسنى مثلما تشنف الآذان دائماً بضرورة الترشيد، وعدم العبث بالإضاءة.

أما إن انقطعت الكهرباء عن الملقى وشمال العقيق بما في هذين الحيين من مرضى، ومتعبين، وعجزة فهذا قد لا يعنيها كثيراً، فلا تهتم بما في البيوت من ثلاجات تحوي الطعام، والعلاج, وأجهزة علاج الربو، ووسائل تنقية الهواء للمرضى، وكبار السن، بل لا تكلف ذاتها أن يكون هناك تواجد فرق الطوارئ التي يكثر الادعاء بأنها على استعداد كامل.

فتعجب حينما يقال: إن هناك طوارئ شمال الرياض هي المسئولة عما يحدث في هذا الجزء إلا أنك تفاجأ أنها لا تتواجد، وهي لم تذهب بالضرورة إلى القطاع الجنوبي، وليست على استعداد فيما يبدو أن تساعد فيما يستجد في وسط العاصمة من تعزيز لخدمات الكهرباء.

المواطن (وليد الحماد) من سكان حي الملقى يؤكد أنه ظل يحاول الاتصال بالطوارئ منذ الساعة الحادية عشرة مساء وحتى بعد صلاة الفجر ولم يكن هناك مجيب، وقد يقال عنه مخطئ في الاتصال إلا أنه يؤكد أن الاستجابة بعد الفجر جاءت من موظف لا يعلم عن أمر هذا الانقطاع شيئاً، فأما انه نائم في عسل الإغفاء، أو أنه في منطقة غير هذه المنطقة التي يعمل فيه.

أمر انقطاع الكهرباء نؤكد أنه ممكن الحدوث، ووارد أن تعترض الجهود بعض الهنات، لكن لماذا لا يشخص إلى أماكن انقطاع التيار، ويسترعى اهتمام الجهات المختصة من أجل أن يطمئن المواطن على أمر منزله، فإن كان لديه مريض أو كبير بالسن يحتاج إلى مزيد من الرعاية أعدها له في مكان مناسب، فـ(التطنيش) وعدم الرد من قبل هاتف طوارئ الكهرباء منطق غير مسئول، ولا يبشر بخير أبداً..



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد