Al Jazirah NewsPaper Monday  01/06/2009 G Issue 13395
الأثنين 08 جمادىالآخرة 1430   العدد  13395
مستعجل
الشركات الزراعية..والاستثمار الزراعي في الخارج
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

اتجهت عدد من الشركات الزراعية إلى الاستثمار في الخارج عن طريق استئجار عدة هكتارات من الأراضي في بلدان زراعية.. كالدول الإفريقية مثلاً.. ومن ثم.. الزراعة هناك بدلاً من الزراعة في المملكة.. والتي تشهد شحاً قاسياً في المياه.. بل ندرة في المياه تنذر بعطش.

* لقد قرأت تقريراً صحفياً عن خطوات قامت بها إحدى الشركات الزراعية الشهيرة الكبرى للاستثمار والزراعة في السودان.. كإنتاج كميات كبيرة من القمح وكذلك من الأرز والمنتجات الزراعية الأخرى.. بدلاً من استنزاف مخزوننا المائي وشفط ما في جوف أرضنا من الماء والتسبب في (تعطيش) البشر.

* إننا نسمع كل يوم عن شكاوى أبناء المحافظات والمراكز والمناطق من شح المياه ومشاكل جلب المياه بالصهاريج (الوايت) ومشاكل توزيعه.. والمشاكل التي تعاني منها المصايف.. مثل الجنوب وكذلك الطائف وجدة من شح شديد في المياه ينذر بحالة عطش عامة.. وهذا ناتج بالطبع.. من قلة المياه.

فنحن في بلد صحراوي يعاني الجفاف طوال العام.. والأمطار هنا.. موسمية وقليلة.. والكثير من الأعوام يمر الموسم دون أن تهطل قطرة ماء واحدة.

* ومن المعلوم.. أن المياه المجلوبة للمدن كالرياض مثلاً.. هي مياه (التحلية) التي تكلف المليارات من الريالات، ولها مشاكلها التقنية ولها مخاطرها.. وقد تتعثر أو تتوقف في أي وقت لأي سبب كان.. وقد عايشنا انقطاعاتها لأيام معدودة بسيطة.. وكيف حل العطش بالناس.. وكيف تبدلت الأمور ووصل (وايت) الماء - إذا وجد - إلى ثلاثة آلاف ريال.

* إذاً.. نحن نعاني من أزمة مياه حادة.. لأن بلدنا.. بلد صحراوي.. ولأنه لا يعرف الأودية ولا الأنهار ولا الأمطار ولا البحيرات ولا يعرف المياه.. إلا من خلال موسم الأمطار الذي لا يتجاوز الشهرين.. وقد يمر في أعوام عدة دون أن تشهد أي نقطة مطر.. وهذا.. بإرادة الله جلت قدرته.

* هذا التوجه الزراعي للاستثمار في الخارج واستئجار أراض في عدد من البلدان ذات الأراضي الخصبة.. والتي تتوفر فيها المياه بشكل كبير.. هو الاتجاه الأمثل الصحيح.. خصوصاً إذا تعدد الاستثمار في أكثر من بلد.. شرقاً ووسطاً وغرباً.

* هناك بلدان إفريقية كثيرة.. قريبة وبعيدة.. وهناك بلدان آسيوية كثيرة كلها تملك المياه والأراضي وبإمكان الشركات الزراعية الاستثمار فيها.. كما أن المخاطر تكاد تكون بسيطة أو معدومة خصوصاً إذا تم الاستثمار في أكثر من بلد.. وتم توزيع الاستثمار الزراعي ما بين القمح والأرز والخضروات والفواكه وسائر الاحتياجات الزراعية.. فهذا دون شك.. سيقلل من الأخطار.. وسيجعلنا نحافظ على مخزوننا المائي الشحيح أصلاً.. وسينقذ مياهنا الجوفية من الشفط والهدر.. وليت وزارتي الزراعة والمياه تتخذان إجراءات مشددة على المزارعين الذين يسهمون في هدر المياه دون عوائد تذكر.

* لقد سعدنا بهذا التوجه الذي قرأناه عن هذه الشركة الزراعية الكبرى.. وعن شركات زراعية أخرى (سعودية) تسعى في نفس الاتجاه للزراعة والاستثمار في عدد من البلدان بدلاً من شفط مياهنا الشحيحة أصلاً.. وبدلاً من تعريض البلد لحالة عطش.

* ليتنا نشجع هذا التوجه.

* وليتنا نشجع شركاتنا الزراعية إلى الاستثمار في هذه البلدان.. ومن ثم.. جلب هذه المنتجات لأسواقنا.. بدلاً من أن نظل تحت رحمة مزارعين في بلدان أخرى.

* لنشجع هذا التوجه.. ففيه نفع كبير لبلادنا.. وفيه أكثر من إيجابية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد