Al Jazirah NewsPaper Monday  01/06/2009 G Issue 13395
الأثنين 08 جمادىالآخرة 1430   العدد  13395

ليلة أفول القمر

 

حينما تبعثر الأحلام البيضاء في حدقات عشاق الموج الأزرق وتصبح كهشيم تذروه الرياح، وحين تناثر النوارس البيضاء هنا وهناك على شواطئه التي لفها الجزر منتظرة لحظة مد كبير يلقي بكثير من الصيد في الشباك لتتمازج زرقة الموج ببياض النوارس الفرحة بموسم الصيد الكبير، حينذاك يغلف الشواطئ صمت كئيب، وتتفرق النوارس البيضاء الحزينة منتظرة دورة أخرى للقمر الذي لم يكتمل ليلة الانتظار.

بعضٌ من قول:

حين أكتب حول بعض المواقف أو اللاعبين أفعل ذلك من باب التحليل لا التقليل، وهي وجهة نظر شخصية بعيداً عن النقد، لذا أرجو ألا يساء فهم ما أكتبه هنا:

* أعتقد أن الهلال لم يوفق في لاعبيه الأجانب مهما قيل حول هذا الموضوع فقيمة اللاعب الحقيقية تبرز في المواقف، وموقعة البارحة كشفت تلك القيمة فلم يقدم ويلي ولا رادوي، بل ولا التايب ما يشفع لهم بالبقاء في صفوف الزعيم، وقد قرأت في عدد الجزيرة اليوم ما يفيد برغبة المدرب الجديد ببقاء رادوي وهو رغم اجتهاده لا يمثل طموح الهلاليين، أما التايب فقد أمضى ما يكفي وكان فشله البارحة أكبر حين تعامل مع ركلة الجزاء بأسلوب الاستعراض فأضاعها ولم يقدم أقل شكر ممكن لتلك الأصوات التي رددت اسمه طويلاً، وأكاد أجزم أن مباراة البارحة هي الأخيرة لطارق مع الزعيم وأنه لن يجدد معه.

* يظل الجندي المعروف لا المجهول خالد عزيز ورقة مهمة في صفوف الأزرق والمنتخب، إلا أن عليه أن يعمل جاهداً على التخلص من عنجهيته التي لا تفسد أداءه فحسب، بل تفسد ذوق عشاق اللعبة من المشجعين الحضاريين، ولدى عزيز من القدرات ما يجعله كبيراً بأدائه دون اللجوء إلى العنف وتسببه في فقدان فريقه أو منتخب وطنه لعنصر مهم في الفريق، ومع احترامي لمعاذ الشباب وقدراته، إلا أنني أرى أن مقايضته بعزيز فيها إجحاف بحق خالد، وعلى الهلاليين أن يدركوا ذلك جيداً قبل أن يفرطوا فيه، هذا إن صدق ما نقرأه من أخبار حول الموضوع.

* يبقى كماتشو الفتى الذي أضاعه الهلال، فهو في نظري أفضل وأفيد للفريق من جميع الموجودين حالياً من الأجانب، وربما كان لسان حال كماتشو وهو يشاهد مباراة الأمس يردد: أضاعوني وأي فتى أضاعوا، والأمل في سمو رئيس النادي وأعضاء شرفه بإحضار لاعبين مميزين يستفيد منهم الفريق في كل المباريات وليس في مباراة واحدة فقط.

* حين قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال إن الأزرق سيسير إلى النهائي في حال تجاوزه أم صلال، كان مصيباً لأن الأزرق لم يتجاوز المباراة المهمة، وأنهى بذلك ما بقي من طموح عشاقه، ولكني أخشى أن يكون كلام الأمير قد أحدث شحناً نفسياً غير مقصود على اللاعبين فجعلهم يدخلون المباراة بشكل آخر، ولو دخلوها كأي مباراة أخرى مهمة لربما وفقوا، ويبقى التوفيق الحقيقي من رب العالمين مهما كان الجهد المبذول، ولكن الهلاليين لم يقدموا ما هو مؤمل منهم فعلاً فخسروا النتيجة وخرجوا من البطولة الأهم.

* آخر الكلام أقول إن العزاء لكل الهلاليين هو في بقاء رئيسهم الأمير عبدالرحمن قائداً لدفة السفينة الزرقاء، مما يؤكد أن سنة قادمة ستمخر السفينة فيها العباب لتعود مكللة بأكثر من كأس وبطولة، بشرط أن يستفيد الجميع من دروس الخروج المر من أهم بطولتين هذا الموسم.

عود على بدء أقول:

يبقى الهلال موجاً هادراً في شواطئ البطولات، وتبقى زرقته مرتعاً للنوارس البيضاء التي تتكاثر على ضفافه، وإذا كان قدر الموج أن ينحسر في ليلة لم يكتمل بدرها، فإنه طالما امتد ووصل لكل شواطئ الأفراح والبطولات والكؤوس وطالما أشبع نوارسه بكل أنواع الصيد الثمين.

آخر المطاف:

وشعاد لو غنيت من فوق ربوة

وسطرت فيه بيوت من بد غيره

طيري وأنا لي بازرق اللون سطوة

ليا قام كلٍّ يمتدح فعل طيره

محمد بن سعد العجلان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد