Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/06/2009 G Issue 13397
الاربعاء 10 جمادىالآخرة 1430   العدد  13397
بلا تردد
طقسي الإبداعي أثناء الكتابة
هدى فهد المعجل

 

ذات نهار سُئلت عن طقسي الإبداعي أثناء الكتابة.. ولأن الطقوس تختلف كان علي الإجابة والتجاوب مع من سأل..

الطقس مهم جداً، تقلبه طبيعي، أما تقلبنا معه فمعقول أيضاً..

مهم أن أفهم طقوس الكتاب ثم أؤلف بينها وبين ما يكتبون كي أتخيلهم أثناء الكتابة وأدرك أي طقس يعيشونه دفعهم للإبداع..

إذاً..

- هل هناك طقس محدد لي؟

الضوضاء عدو لدود لتركيز عقلي، ورحلة ذهني نحو الفكرة التي تأنقت كي التقطها وأصنع منها نصاً أتعامل معه بلطف وهدوء كي يخضع لي ويرضخ.. طقسي الأهم مناسبة المكان للإفراز النصي، تصور صوت الأسنان، أو صريرها حين تصطك أثناء طحن اللقمة.. أشبه بهدير ماكينة خلط الأسمنت!! صرير الباب يربك أعصاب استرسالي أثناء توليد النص، فالتهيؤ الذهني قد يهب النص قدراً من النصاعة.. كما ولدي طقس أشتهيه كثيراً؛ تحسس جسد وروح سرديات الطرف الآخر من الأدباء الذي أعرف أنهم سيثيرون ويستثيرون نصي القابع خلف جمجمتي؛ رافضاً الإنجاب (أن أنجبه) إلا بمغريات،..

أرأيت كيف فقدنا السيطرة على أجنة عقولنا فلا نمتلك حق توليدها إلا بإثارة وتحرش!!.. هناك أدباء لديهم أفكار مغرية، وآخرون لغتهم مدهشة، الرمز عندهم لص امتهن سرق ذائقتي فتتلمذت على (لصوصيته) أو هكذا أود، من طقوسي (لصوصيتي) والتسلل بخفة، (وددت لو أنها خفة ميلان كونديرا)، خلف النص الذي أقرأه بحثاً عن مخبأ يحوي سرا قد لا يكون كنزاً ثميناً، لكنه يحرضني على التلصص والتسلل.

- قلم أو نوعية ورق محددة..

لا أدري هل أقول (طلقت) القلم، أو أن التعبير الأصدق أني (خلعته) على اعتبار أن (الطلاق) بيد الرجل/الذكر.. بينما (الخلع) حق تطلبه المرأة مقابل رد المهر أو شيء منه! لم أعط القلم مبلغاً مقابل خلعي له، ولم أرد له حديقته لسبب جوهري هو: أن خلعي له غير مستقر، مذبذب، أو لنقل مؤقت غير مضبوط وقت الاستغناء وزمن الرغبة فيه.. لأني لا أستطيع الانفصال عن القلم انفصالاً دائما، أشعر أن عِرق الحياة الرفيع مرتبط به.. قلمي أحرص أن يكون (أسودَ)، (ريشته عريضة نسبياً)، (سائلا منسابا)، لا يستهويني القلم الجاف يذكرني ب(جيب بدوي) علق في وسط صحراء الربع الخالي..

بالنسبة للورق، أحقد على ورقA4 الذي يعتمدون عليه كثيراً.. لا أستسيغ سماكته، صعوبة تزلج القلم عليه، إصرار على عدم تحديد الطرق.. يغريني الورق (الأصفر) (المرن) (المخطط) حتى لا أتهم بالميل والانحراف.. وأفضل أن يكون الورق متوسط الحجم..

الآن وبعد أن ألممت بنوع القلم والورق متى سأتلقى اتصالاً هديتي منها..!!

مع ملاحظة أنني أكتب من ذهني ل جهازي اللاب توب (دايركت) بمعنى أن صحبة القلم والورقة لي قد تتحول إلى ترف أو ضرورة.

- ظواهر غريبة أو عادية؟

عصبية مع نفسي ومع من يفتض بكارة الفكرة وهي خديج قبل أن يكتمل نموها فتتضح أعضاؤها والعضو الحسي خاصة، وتقع على الفرش الوثير.. ولكني قد لا أعلن عن عصبيتي إن تسبب فيها الطرف الآخر، وليس ذاتي، وأمتص العصبية في صدري امتصاص إسفنجة حتى أشعر أن ذهني تورم تضامنا مع تورم صدري قهراً.. لا أشعر أني آتي بظواهر غريبة، ربما لأني اعتدت على شخصية جلوسي للكتابة فلم أعد أركز عليها.. أحرص على صحبة (الشاي الكشري) لي.. و(التركش كافي).

للقهوة مفعول (خمرة التركيز) وهي قهوة ابتكرتها ولا حرمة في تناولها.. قهوة تعيد توضيب ذهني واستمتع ورائحتها تتمدد، وتتقلب، أو تضطجع في أنفي... الظواهر كثيرة والجميل أنها تجيء عفوية لأنها تربت معي وإن لم تنتسب لي.



Happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد