Al Jazirah NewsPaper Friday  05/06/2009 G Issue 13399
الجمعة 12 جمادىالآخرة 1430   العدد  13399

فجر قريب
القاتلة!
د.خالد بن صالح المنيف

 

قاتلة المشاعر وطاردة السكينة وجالبة القلق والتعاسة ومولدة الأحقاد وملوثة الحياة ومسممة الأفكار! إنها المقارنة!

زوجات محدودات التفكير يردن أزواجهن كاملين في كل شيء .. تديناً وكرماً ولطفاً وأناقة ووسامة, تريده (كوكتيلاً) من أجمل صفات إخوانها وأزواج أخواتها وصديقاتها!

وفي الضفة الأخرى هناك أزواج بليدون سذّج!

يريد زوجته في أناقة أخته, ورشاقة عمته, وثقافة ابنة خالته, وحسن تدبير والدته وجودة طبخ جدته!!!

والخطورة في المقارنة تتمثّل في أنها تتركز في مقارنة أسوأ ما لدى المُقارن بأحسن ما عند الآخرين!!

* والمقارنات في جملتها أسلوب ظالم ومعيار جائر وهي ذات طابع انتقائي بشع (يُطرد) فيه المنطق و(تُهمش) فيه الحقائق! وتمثل (جريمة) فكرية خطيرة تحشد حزمة من العواطف السلبية وتصنع عقليات جاحدة للنعم منكرة للعطايا!

وعلة المُقارِن أنه يضع نفسه في مصاف الأولياء والصديقين!

ويحسر المُقارَن في زاوية المردة والشياطين والأشقياء, ولا تراه يلتفت مطلقاً إلى عيوبه وأخطائه!

* وللأسف أن الكثير من الأزواج ربما يزوره خاطر يهتف في أعماقه .. (آآآه) لو كانت فلانة أو فلان (زوجة أو زوجاً لي! ...)

حسناً فلنتخيّل أن هذا أضحى حقيقة!

ربما لن يواجه بعض المشاكل التي يعاني منها الآن ولكن أجزم أنه سيواجه مشاكل أعمق وأكثر صعوبة!

رب يوم بكيت منه فلما

صرت في غيره بكيت عليه

يقول الكاتب الشهير ريتشارد كارليستون: (مما لاشك فيه أننا نعيش بزمان يمكننا أن نطلق عليه السعي نحو الأفضل فنحن نريد بيوتاً كبيرة وأثاثاً جديداً وطعاماً متجدداً فنحن دائماً ما نزهد بما عندما وتتطاول إبصارنا نحو الجديد)..

وأقول: إن الموضوع للأسف تطور وانسحب حتى على المقتنيات الشخصية ووصل لمربع العلاقات الزوجية، وليس غريباً أن ترى الكثير من الشركاء أشغل نفسه وشريكه بتمني الغير وما عنده! وهي امتداد لفلسفة أن الشيء الآخر سيكون أفضل! فبعض الزوجات تتمنى أحد المشاهير زوجاً لها وأخرى لو أن زوج أختها تقدم لها، ولربما وجدت أحداهن من يعاملها بأسلوب ألطف غير الشريك فسافر خيالها إلى فضاء بعيدة، متمنياً لو كان هو الزوج! إن الثمرة المرة من هذا الاسترسال مع هذه الأفكار السلبية أنها تحول بين الأزواج وبين الاستمتاع في الحياة الزوجية .. والحقيقية تقول: إنّ الخيال دائماً أفضل من الواقع!!

وسأهديكم إستراتيجية جميلة ستضفي المزيد من الطمأنينة والرضا وهي إستراتيجية سهلة التطبيق كل ما عليك فعله هو أن تمنع نفسك من التفكير في هذا!

وهذا ليس بالأمر الصعب فقط اقطع الاسترسال مع الأفكار بالتفكير بشيء مختلف ومعه يكون التركيز على البحث عن إجابة للسؤال الذهبي كيف يمكن أن يكون زواجي أو حياتي أفضل؟! ومعها انطلق محسناً ومجدداً وستكتشف أن هناك حياة أخرى أجمل وأروع!

ومضة قلم:

ليس الفقير من ملك القليل .. إنما الفقير من طلب الكثير!

****

khalids225@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد