سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله
رئيس تحرير جريدة (الجزيرة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اطلعت على ما كتبه الأخ الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، بعنوان: (وثائق تكشف لأول مرة عن التجهيزات العسكرية والاقتصادية أثناء ضم منطقة القصيم لحكم الملك عبدالعزيز في عام 1321 -1322هـ) في عدد الجريدة رقم 13343 وتاريخ 14-4-1430هـ. وأشكر للأخ الدكتور محمد اهتمامه بمثل هذه الموضوعات التاريخية وإسهاماته العلمية لإيضاح بعض الجوانب التاريخية.
وأود أن أشير هنا إلى بعض المرئيات حيال ما ورد في المقال من باب الإيضاح وتدعيم الهدف الذي كتب من أجله الدكتور محمد:
أولاً: ركزت المقالة على أهمية أحداث ضم القصيم واعتبرتها أنها تأتي بعد أهمية أحداث استعادة الرياض، ولا شك أن أحداث ضم القصيم كانت مؤثرة وترتبط باستراتيجية شاملة في توحيد البلاد التي سار عليها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وجميع أحداث توحيد البلاد تأتي في الأهمية متساوية لارتباط نتائج كل حدث بالآخر. فلو نظرنا إلى ما تلا استعادة الرياض من أحداث مباشرة فإن أحداث معركة الدلم وتوحيد الوشم على سبيل المثال تعتبر من الأحداث المهمة التي يمكن النظر إليها من حيث إسهامها في تدعيم حدث استعادة الرياض والاستمرار في بقية الأحداث الأخرى. لذا فإنه من المناسب النظر إلى كل حدث باعتبار معطياته ونتائجه دون تمييزه بشكل يفهم منه بأنه أهم من الحدث الآخر أو الأقل أهمية.
ثانياً: أشار الأخ الدكتور محمد إلى أن الكتابات حول تفاصيل القوة السعودية أثناء فترة توحيد البلاد ناقصة وغير دقيقة. فهذا أمر طبيعي لمثل هذه الأحداث خاصة فيما يتعلق بالتفاصيل فعندما ترد مصادر ومعلومات جديدة تزداد الكتابة التاريخية عن الحدث. لذا كان من المناسب أن يبين الدكتور محمد الإضافة الجديدة التي أضافتها الوثائق التي نشرها للحدث الذي كتب عنه حتى يتبين أهمية تلك المعلومات وارتباطها بالحدث ذاته. ولا يخفى على الدكتور محمد أن هناك دراسات تفصيلية لعدد من المعارك والمواقف منشورة ومع ذلك فإن الحاجة لا تزال قائمة لمزيد من الدراسات المفصلة وذلك لأهمية توثيق مشاركات الجميع ومواقفهم.
ثالثاً: أشار الدكتور محمد إلى أهمية اتاحة الوثائق أمام الباحثين لدعم حركة البحث العلمي ووصف جهود دارة الملك عبدالعزيز في ذلك بأنها متواضعة. وأترك هنا الإجابة على مثل هذا الوصف للذين زاروا الدارة واطلعوا على جهودها سواء في الإصدارات العلمية المتواصلة أو إقامة الندوات العلمية أو مساهمتها في دعم المنابر العلمية التي يشارك فيها الدكتور محمد والزملاء مثل الجهود المشكورة للجمعية التاريخية السعودية، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية لدعم البحوث. كما أشير إلى جهود الدارة على سبيل المثال لا الحصر أيضاً في جمع وتصوير الوثائق في أنحاء المملكة وخارجها، ومجلة الدارة تقوم بإتاحة المجال لنشر البحوث العلمية التاريخية، ومشروعات عديدة لا يمكن حصرها في هذه العجالة ومنها توثيق تاريخ الحج والحرمين الشريفين، وتوثيق تاريخ الزيت، وتوثيق تاريخ الأعلام السعوديين، وتوثيق الأحداث السعودية، والموسوعة التاريخية السعودية الشاملة، وتوثيق تاريخ الحياة الاجتماعية والثقافية في المملكة، وتطوير الأطلس التاريخي للمملكة، وتنفيذ أطلس السيرة النبوية، وتوثيق الروايات الشفوية للرجال والنساء.. الخ.
ومن باب الانصاف لهذه الجهود أدعو الأخ الدكتور محمد آل زلفة إلى زيارة مركز الوثائق والمخطوطات بالدارة ليتعرف بنفسه على جهود الدارة في خدمة الوثائق الوطنية والعثمانية والأوروبية والأمريكية التي تم فهرسة كثير منها وبرامج فهرسة مواد صحيفة أم القرى وصحيفة البلاد وغيرها من قواعد المعلومات التاريخية؛ لأن في زيارته هذه التي ربما تعد الأولى منذ زمن طويل جداً سيكتشف بنفسه أن هناك جهوداً تستحق الإشادة وليس الإساءة، ورغم ذلك فإن الدارة بتوجيهات سمو رئيس مجلس الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لا تزال تسعى إلى تقديم الخدمة اللائقة لتاريخ بلادنا الغالية والمهم هو المشاركة الفاعلة من الباحثين والباحثات وليس الوصف العام دون معرفة الواقع.
رابعاً: أتفق مع الدكتور محمد فيما يتعلق بحجم المعلومات التاريخية الوطنية في مناهج التعليم وخاصة في إطارها الجامد. ولذلك أود أن أشير إلى أن الدارة تقوم حالياً بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في المساهمة في تطوير المادة التاريخية الوطنية في مناهج التعليم.
أخيراً أقدر للأخ الدكتور محمد آل زلفة حرصه واهتمامه بشأن تطوير الدراسات الوطنية التاريخية، وأتفق معه فيما يتعلق بتحقيق المزيد، وآمل أن يكون في بحثه عن مزيد من الدراسات التاريخية الوطنية أن تكون أكثر عمقاً وبعداً عن التهويل والمبالغة، لا سيما أن للدكتور محمد دراسات علمية مميزة كثيرة في موضوعات عدة من حيث التحليل والعمق..وتقبلوا تحياتي وتقديري،،،
د فهد بن عبدالله السماري - الأمين العام