Al Jazirah NewsPaper Friday  12/06/2009 G Issue 13406
الجمعة 19 جمادىالآخرة 1430   العدد  13406

أَدَبياتُ معالي الدكتور محمد عبده يماني «3-3»
كتبه لكم : أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري

 

وثالث عشرها: تكلم الأستاذ الخاطر عن تعظيم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاس حفظه الله مع الفارق، وأحال إلى مصادر متأخرة لا يحصل بها التوثيق لاجتهاد أحد التابعين رضي الله عنهم(56)، وذكر حفظه الله أن مظاهر تعظيم ذكره - صلى الله عليه وسلم- مختلفة، ولم يفصلها؛ لنعرف برهان كل مظهر.

قال أبوعبدالرحمن: أما بكاء الصحابة رضي الله عنهم - وهذا هو القياس مع الفارق - فهو معاناة لهم رضي الله عنهم لم نعشها؛ لأنهم نعموا بالنعمة الكبرى في معايشته بأبي هو وأمي، ثم فُدحوا به في حياتهم؛ فاجتمع الحزن والبكاء الطبيعي على من لقي ربه وهو أحب الناس إليهم مع الحزن والبكاء على نعمة وجوده للرجوع إليه فيما اختلف فيه، ولم يكن هذا غالب حالهم، بل كان هذا في أوقات حصل فيها ما يُذكِّرهم عهدَ اللقاء به عليه الصلاة والسلام، وغالب أحوالهم تحديثهم بما سمعوه من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وتحاورهم في أحكام ما سمعوه بلا بكاء إلا أن يوجد في النص ما يقتضي الخشوع، وأما ما ذكره عن التابعين فلم يوثِّقه؛ فإن صح شيء منه فهو تصنُّع غير مقبول؛ فليسوا في الواقع أشد حزناً من الصحابة الذين عايشوه.. رضي الله عن الصحابة وتابعيهم وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وإنما البكاء والحزن لمناسبة تقتضيه لا لمجرد ذكره عليه السلام، وأما التحديث عن طهارةٍ فهذا تعظيم للشرع لا لمجرد ذكره عليه الصلاة والسلام، وقد كره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يذكر الله على غير طهر، والوضوء في ذاته عبادة.. وأما تعظيم ذكره -صلى الله عليه وسلم- فلم يرد فيه إلا وجوب الصلاة والسلام عليه، وأستاذنا الخاطر يعلم أن من مظاهر تعظيم ذكره-صلى الله عليه وسلم- ما يفعله عوام الصوفية من القيام لذكره في الأذان؛ فهل ورد بهذا نص، وهل فعله صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الذين لا يبلغ أحد شأوهم في محبة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- .. ولذكر الله أكبر؛ فلماذا لا يقومون عند (أشهد أن لا إله إلا الله)؟!.

ورابع عشرها: جاء الشيخ أسعد محمد سعيد بطامة كبرى هي من الغلو ومخالفة حقائق الشرع بالاحتمالات المرسلة؛ فلما جاء إلى حديث كونه عليه الصلاة والسلام نبياً وآدم بين الروح والجسد - ولم يحسن التوثيق والتخريج - قال: (جاء في الكتاب والسنة (أن الله تعالى خلق الأرواح قبل خلق الأجساد)، والإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام: (كنت نبياً) قد تكون إلى روحه الشريفة -صلى الله عليه وسلم-، أو إلى حقيقة من الحقائق التي تقصر العقول عن معرفتها وإدراكها.. والله سبحانه وتعالى يؤتي كل حقيقة منها من يشاء، وفي الوقت الذي يشاء، وحقيقته-صلى الله عليه وسلم- قد تتكون من قبل نفخ الروح في آدم عليه السلام متهيئة للنبوة منذ ذلك الوقت، فصار نبياً، وكتب الله اسمه-صلى الله عليه وسلم-على العرش، وأخبر عنه بالرسالة؛ ليعلم ملائكته وغيرهم رفعة رتبته، وعظيم قدره ?؛ فحقيقته موجودة منذ ذلك الوقت، وإن تأخر جسده الشريف المتصف بها؛ فاتصاف حقيقته بالأوصاف المفاضة عليه من الحضرة الإلهية حاصِلٌ وآدم عليه السلام بين الروح والجسد، أما ظهوره بجسده، وابتعاثه لهداية الخلق، ودلالتهم على الله، وتبليغهم رسالة ربه: فمتأخر.. ومن فسر الحديث بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم- سيصير نبياً لم يصل إلى هذا المعنى؛ لأن علم الله تعالى محيط بجميع الأشياء، ووصْفُ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة في ذلك الوقت ينبغي أن يفهم منه أنه أمر ثابت له في ذلك الوقت، ولو كان مجرد العلم بما سيصير في المستقبل لم يكن له عليه الصلاة و السلام خصوصية بأنه نبيٌّ وآدم بين الروح والجسد؛ فجميع الأنبياء يعلم الله تعالى نبوَّتهم في ذلك الوقت وقبله؛ فلابد من خصوصية للنبي -صلى الله عليه وسلم- لأجلها أخبر بهذا الخبر إعلاماً لأمته؛ ليعرفوا قدره عند الله تعالى.. وقال الصالحي: (روى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به عن ميسرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله: متى كنت نبياً؟.. قال: لما خلق الله الأرض، واستوى على السماء فسواهنَّ سبع سموات، وخلق العرش: كتب على ساق العرش: (محمد رسول الله خاتم الأنبياء)، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء؛ فكتب اسمي على الأوراق، والقباب، والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك، فلما غرَّهما الشيطان تابا، واستشفعا باسمي إليه)(57).

قال أبوعبدالرحمن: انظروا أيها الأحباب كيف قَبِلَ هذا الحديث الباطل الذي أورده ابن الجوزي، وأهمله المحدِّثون في كلامهم عن حديث ميسرة المضطرب، ثم انظروا ثانياً كيف اعتمد كتاب الصالحي (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) المعروف بالسيرة الشامية وهو مشحون بالأكاذيب(58)، ومؤلفه متأخر العصر جداً لا يُكتفى بعزو الخبر إليه، بل لابد من التوثيق أو الرد بالبرهان، ثم انظروا كيف خان المحقِّقان الأمانة التي سيُسألان عنها يوم القيامة في تخريج أحاديث السيرة الشامية، فبعضها لم يُخرِّجوه أصلاً، وبعضها كان تخريجهم له بإحالته إلى بعض المصادر، وأما الكلام عن درجات التوثيق - ولا سيما في أحاديث باطلة -، فهو أمرٌ معدوم؟؟!.. وحديث ابن الجوزي بعضه يشهد له حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، ولكن أين الشاهد لزيادة: (واستشفعا باسمي إليه)؟.. أنرضى حفظكم الله بهذا الغبن في اتباع الخرافات وتجاوز القطعيات.. ثم انظروا أيضاً إلى هذا التدليس في الحكم بأن خَلْقَ الأرواح قبل الأجساد جاء في الكتاب والسنة؛ وإنما هو استنباط لقلة من العلماء كالمروزي وابن حزم رحمهما الله، وتوسَّع خيالُ ابن سينا الفيلسوف الباطني في عينيته التي مطلعها:

هبطت إليك من المكان الأرفع

ورقاء ذات تعزُّز وتمنع

ثم إن هذا المذهب لو صح - وهو لا يصح؛ لأنه لا برهان عليه يُوصف

بأنه قطعي أو رجحاني - لكان خلق الروح متعلقاً بالنطف التي خلقها الله من ظهور بني آدم، وأما الأحاديث التي فُسِّرَ بها قول الله سبحانه وتعالى:(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (172) سورة الأعراف (وهي آية من المتشابه المشكل): فحاصِلُها الاحتمال الضعيف بأن الله سبحانه استخرج الذرية بصورها وأرواحها التي هي في علم الله، ثم أرجأ خلقها أرواحاً وأجساداً معاً إلى أجلها، وحينئذ يكون ارتباط روح محمد -صلى الله عليه وسلم- وكانت الذرية كهيئة الذر - بعد ارتباط روح آدم عليه السلام بجسده؛ لأن ذريته منه خلقوا.. ثم بأي برهان ادَّعى الصاغرجي على ربه أنه جعل حقيقة محمد -صلى الله عليه وسلم- قد تكون قبل نفخ الروح في آدم؟.. ثم إن هذه العبارة فيها مغالطة؛ إذ صواب العبارة (قد تكون قبل خلق روح آدم).. أما مذهب قدم الأرواح لو صح لكانت كل روح موجودة قبل نفخ الروح في آدم سواء أكان محمداً - صلى الله عليه وسلم- أم كان غيرَه؛ فلم يحصل على هذا بميزة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- على غيره في تقدُّم خلق الروح.. وقوله: (ومن فسر الحديث بأن محمد -صلى الله عليه وسلم- سيصير نبياً لم يصل هذا المعنى).. يعني خصوصية محمد -صلى الله عليه وسلم- هو كلام السبكي رحمه الله تعالى(59) أخذه ولم يعزه إليه.

قال أبوعبدالرحمن: نعم لم يُرِدْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر عن خصوصيته بسبق علم الله بأن الله سبحانه عليم بنبوته -صلى الله عليه وسلم- قبل خلق آدم، وإنما أراد الخبر عما يشترك فيه مع إخوانه من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة و السلام من سبق علم الله سبحانه، وأراد تأكيد نبوته عليه السلام.. ولم يقل عليه الصلاة والسلام: (خُلقتُ وآدم بين الجسد والروح)، وإنما أخبر عن كونه نبياً، ولم ينزل عليه الوحيُ بعد؛ فخلص النص إلى الخبر عما قدَّره الله من نبوته قبل أن يخلق آدم وقبل أن يخلق محمداً عليهما الصلاة والسلام.

قال أبوعبدالرحمن: الروح من أمر ربي؛ فهي غيبٌ نعلم وجودها بالخبر، ونعلم آثارها بالخبر والتجربة، ولا نعلم كُنْهها وكيفيتها.. ولم يرد عندنا نصٌّ صريح بأن الأرواح خُلقت قبل الأجساد، ولا أن روح محمد - صلى الله عليه وسلم- خُلقت قبل الأرواح؛ فأما أن خَلْقَ روحه عليه الصلاة والسلام قبل أرواح الخلق وقبل أرواح النبيين عليهم الصلاة والسلام، وقبل روح أبي البشر آدم عليه السلام: فلا برهان عليه ألبتة، وإنما احتجوا بحديث ميسرة رضي الله عنه عند ابن الجوزي وليس فيه نص على ذلك، بل هو احتمال مرسل احتملوه، ولا حجة في الاحتمال المرسل بلا رجحان لو كان الحديث صحيحاً؛ فكيف وهو باطل؟!.. واحتجوا بالحديث الصحيح في جواب الرسول - صلى الله عليه وسلم- للسائل رضي الله عنه بأنه نبي وآدم مجندل بين الروح والجسد.. وهذا الاحتجاج افتراءٌ على النص الشرعي المطهَّر؛ لأنه لم يقل: (خُلقتُ وإن آدم لمجندل)؛ وإنما أخبر أنه نبي، وهو - صلى الله عليه وسلم- لم يكن بعد نبياً في الممارسة العملية؛ لأن المرسل إليهم لم يُخلقوا بعد، فتعيَّن المراد تعيُّناً يستحيل إرادةُ غيره أن المعنى تقدير ما سيكون؛ فهو نبي في علم الله؛ لتأكيد رسالته وأنه خاتم النبيِّين، والفائدة في ذلك تصحيحُ ما ورد به الشرع من تبشير الرسل عليهم الصلاة والسلام بمحمد - صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه مما أمضاه الله في قدره الكوني بعلمه المسبق سبحانه.. وأما خلق أرواح البشر قبل أجسادهم فهو احتمال احتمله قلة من العلماء من الآية الكريمة من سورة الأعراف، ومن الأحاديث الصحيحة التي فَسَّر بها كثيرٌ من العلماء الآية، ومن حديث النفخ في الروح المشعر بأنه نفخ شيئ كان موجوداً.. وكل هذا لا حجة فيه، ولا شبهة فيه أيضاً ولو باحتمال مرسل؛ لأن الأراوح ليست في ظهور بني آدم، وإنما تنفخ بعد إخراج ما في ظهورهم؛ فليس لوجود الروح عند ذكر الميثاق ذكر، والله سبحانه أنطق الأيدي والأرجل، وعرض الأمانة على الجماد، وهو القدير على كل شيئ جل جلاله.. ونفخ الروح في الرَّحم بعد التخلُّق لا يتعيِّن فيه سبْقُ خلْقِ الروح، بل يكون النفخ هو الخلق.. ولو صح أن الفرد تُخْلَق روحه قبل جسده (ولم يصح بذلك خبر شرعي): لم يجز أن يكون ذلك دليلاً على أن الأرواح خلقت قبل خلق آدم عليه السلام وذريته؛ فحققوا رحم الله والديكم ثبوت النصوص، ودلالتها، وقيدوا الصحيح بالأصح، والمحتمل بالقطعي.. وأما التوسع في الخيال، والمبالغة في ذكر خصوصيات لا يدل عليها نص صحيح: فإنه يجرُّ إلى الغلوِّ.. كما أن الغفلة أو عدم المبالاة بما ميز الله به المصطفى محمداً -صلى الله عليه وسلم- يجرُّ إلى الجفاء وقسوة القلب، وإلى لقاء مع (أدبيَّات الشُّخْتُوْرَيْن)، والله المستعان.

(1) قال أبوعبدالرحمن: إذا وضعتُ علامة التدوير (م) مكررة فذلك بقدر عدد الحروف التي يحتاج إليها الشطر.

(2) قال أبوعبدالرحمن: أضع ألف (ابن) إذا كان العلمان غير مباشرين، وهذه قاعدة صحيحة مليحة نصَّ عليها الحريري في درة الغوَّاص، ولا برهان لمن عارضه.

(3) الأغاني 1 - 156 - 157 - دار الكتب العلمية - طبعتهم الثانية عام 1412هـ.

(4) قال أبوعبدالرحمن: انظر ديوان عمر بن أبي ربيعة ص414 - 415 - دار الكتب العلمية ببيروت، وص436 - دار بيروت عام 1407ه، وص436 - دار صادر ببيروت عام 1419ه.. وعيب هذه الطبعات أنها لا توثِّق الديوان من نسخة خطية - وقد تكون من رواية بعض العلماء -، أو أن الديوان جَمْعٌ من المصادر.

(5) الأغاني 1 - 84.. قال أبوعبدالرحمن: انظر عكس ذلك تماماً في الأغاني نفسه 1 - 86.

(6) الأغاني 1 - 86 - 87.

* عفا الله عنه 2 - 133 - دار صادر ببيروت.

(8) قال أبوعبدالرحمن: صوَّبتُ ما اختاره محقِّقا طبقات الشافعية وهو رسم (أناها) هكذا: (أناةً).

(9) قال أبوعبدالرحمن: في المطبوع (العرائد) بالراء المهملة، ولا معنى لها، واحتمل المحققان أنها الغرائز، والأرجح (العوائد) للقرب في الرسم من الأصل بالراء المهملة، ولأن العوائد - وهو يريد العادات لضرورة الوزن - يُراض مَيْلها للشرع كما تُراض القرائح.

(10) قال أبوعبدالرحمن: يظهر لي أن الصواب (الغوائل والذحول) بالغين المعجمة، والذال المعجمة، وذلك هو المقابل للغنى.

(11) قال أبوعبدالرحمن: في المطبوع (امرأَ) بالنصب، والصواب الراجح أنه مرفوع نائب فاعل، ولم يمدح رسول الله ? امرأ القيس بل ذمَّه غاية الذم.

(12) قال أبوعبدالرحمن: بل جاء الحديث بما هو أخص من ذلك، وهو: (إن من الشعر لحكمة).

(13) قال أبوعبدالرحمن: صدق، فقد سمع ? نسيب كعب بن زهير، وتقدِمةَ النابغة الجعدي رحمهما الله لقصيدته الطويلة الجزلة بأبيات في النسيب على طريقة العرب.

(14) قال أبوعبدالرحمن: الراجح عندي أن الصواب (الرماح) تنتسب إلى قراها مثل السيوف الخطية، والمحقِّقان عالمان فاضلان، ولكنهما قصَّرا في تحقيق الشعر، وتخريج الأحاديث، وإحالة التراجم والأقوال إلى مصادرها.

(15) قال أبوعبدالرحمن: حاول الشاعر في هذا البيت وما قبله حُسْنَ التعليل فلم يفلح إلا بتعليلٍ عكَس مرادَه في مدح الشعراء بالمنَعة.

(16) قال أبوعبدالرحمن: العوالي هي الصحيح لا (الغواني) كما رجَّح ذلك المحققان، وبقي إشكال آخر هو (الصِّل) ولا معنى له، والصواب (الصبر) أو (الغِلِّ) والمعنى قلقٌ على كل تقدير.

(17) طبقات الشافعية الكبرى 5 - 18 - 20 - دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة بتحقيق الدكتورين عبدالفتاح محمد الحلو، ومحمود محمد الطناحي رحمهما الله تعالى.

(18) قال أبوعبدالرحمن: كأنه ينتظر نوالاً من القاضي.

(19) قال أبوعبدالرحمن: الصواب (الذحول) بالذال المعجمة والحاء المهملة.. وهذا شعر فقهاء لا تَسْأل عن حُسْنه؟!!.

(20) قال أبوعبدالرحمن: ضبط المحققان تاء ذممتُ ونصحتُ بالضم، وهو خطأ محض، بل الصواب النصب؛ لأن الذي ذم ابنَ بابَك ونصحه القاضي ابنُ كج لا الشاعر أبوالطيب.

(21) قال أبوعبدالرحمن: كلا.. بل اسثتنى، وعُرف المستثنى من السيرة العملية.. وقوله: (فيه) ضرورة لأجل الوزن، ولولا الضرورة لكان الصواب (فيهم).

(22) قال أبوعبدالرحمن: كلا.. بل ذلك آيةٌ لرسول الله ?، وكمالٌ فيه، والتأدُّب بما يكفي من الشعر كمال للشخصية العلمية بالنسبة إلى من سواه ? من الأمة.

(23) قال أبوعبدالرحمن: في الأصل المطبوع (نعماً)، وهو كسرٌ لوزن البيت، ومخالِفٌ لضمير المفرد المذكر في (آخره).

(24) قال أبوعبدالرحمن: لا مفاضلة أصلاً بين دين الله والشعر إلا ما كان منه مباحاً أو مستحبَّاً من القادر عليه أو واجباً؛ فهذا طاعة للشرع، وليس الشعر محصوراً في المدح والهجاء، وليس الفضول أكثره.. تعرف هذا من استقراء دواوين الفحول، وليس قول الفقهاء هو الفرض على الناس وهم مختلفون؛ إنما الفرض ما قام دليله لدى طالب العلم بالنسبة لنفسه، وبالنسبة لمن يُفْتيهم من العامة وغيرِ ذوي الاختصاص.

(25) قال أبوعبدالرحمن: هذا البيت الذي بين قوسين اقتباس من قصيدة ابن بابك المذكورة آنفاً التي عقَّ فيها أباه.. والهجو هو المصدر الصحيح، والهجاء اسم، ولكنه يعملُ عَمَلَ المصدر.

(26) قال أبوعبدالرحمن: متور بمعنى مقطوع مثل بتور بمعنى مبتور.

(27) قال أبوعبدالرحمن: تُشبعُ هاء (نفاه) بضم، وتُسكن هاء (وهْو) ولا بأس، فهو ضرورة فقهاء!!.

(28) قال أبوعبدالرحمن: يتساويان في سهولة النظم والموهبة الفطرية، ويتفاوتان في السموِّ الجمالي الذي يُنتجه العلمُ والفكر.

(29) قال أبوعبدالرحمن: السين والصاد يتناوبان؛ فالسقيل بمعنى الصقيل.

(30) قال أبوعبدالرحمن: هذا من شعر العلماء المتكلف، والشطر الأول يكاد يكون فضولاً.

(31) طبقات الشافعية الكبرى 5 - 21 - 23.

* رحمه الله تعالى: ( كان يقرأ عنده صبي من أعيان الجند كانت له شارة وقِحَّة، فصاح ذات يوم: (يا أستاذ: فلان قال لي: أعطني قُبْلَةً!).. فقال الأستاذ غير مكترث: وأعطيته ما طلب؟.. قال: لا.. قال: خير عملت لا تعطه شيئاً.. وأخذ فيما كان بسبيله من الإقراء، ولما خلا المجلس جاء الطالب للطالب وقال للأستاذ: والله يا سيدي لقد كذب هذا الوقح عليَّ.. فقال: يكفي ما كان، وإياك تطلب منه شيئاً آخر، وتقول: أيضا يا سيدي كذب علي.. فضحك وانصرف خجلاً.. وكان يلزم مجلسه بعض الطلبة الأعيان لهوى كان له في بعض الفتيان *أي يحضر مجلس العلم من أجل فتى يهواه في ذلك المجلس*، فدخل على غفلة، فرفع الأستاذ رأسه وقال: ارجع إنه ما جاء اليوم.. فخجل، وعاد على حافرته، ومنعه ذلك من مخالطة الفتى ومجالسته، ثم لم تمر إلا أيام حتى قرئ بمجلس الأستاذ قول الشاعر:

وقد طرقتْ فتاة الحي مرتدياً

بصاحبَ غير عزهاةِ ولا غَزِل

فقال ذلك الخجل: سيدي ما العزهاة؟.. فقال الأستاذ: (من ينفر عن محبوبه ولا يعود إليه).. فقال: يا أستاذ: ما أدري ما أعمل: إن أقمت عتبت، وإن تغيرت عيَّرتَ.. فضحك الأستاذ، وقال ما معناه: لولا هتك السرائر ما حفظت النوادر.. وانظر عتاب أحد العلماء لذي غزلٍ في الكهولة في المصدر السابق ص84 - 85.

* ص89 - دار صادر.

* بتحقيق الدكتور راجي الأسمر، وانظر أيضا ديوان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب *رضي الله عنه* بتحقيق الدكتور عمر فاروق الطباع - شركة دار الأرقم ببيروت.. ويظهر من صنيعه أنه جمع الشعر من المصادر، ولم يُحقِّق نسخة ديوان مخطوطة.

(37) انظر أنوار العقول ص27 - 33 - دار المحجة البيضاء - الطبعة الأولى 1419هـ.

* العقول *غير السليمة* ص22 - 30 - دار المحجة طبعتهم الأولى عام 1419هـ، وانظر في سلسلة (دائرة المعارف الحسينية) الجزء الأول من ديوان الإمام الحسين) *رضي الله عنه* لمحمد صادق محمد الكَرَباسي - المركز الحسيني للدراسات بلندن - الطبعة الأولى عام 1422هـ ص11 - 51، وما بعد ذلك من مجلدات يسري الشعر في الحفدة.

قال أبوعبدالرحمن: يا أكاذيب زيدي فلن تسعك الطروس، وعند هؤلاء عبادةُ مَشَاهِدَ لا عبادةٌ في المساجد، وتعبُّدٌ لله بالأشعار والنواح والغناء؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

(39) صدر عن دار صادر ببيروت عام 1996م، وانظر مقدمته ص45.. ومثله الإمام الشافعي رحمه الله نشر له ديوان لا يصح منه غير قليل، وهو شاعر فحل؛ ولكنه هجر الشعر لأنه بالعلماء يزري - هكذا رُوي عنه - ، ولأنه لا فراغ له لقول الشعر.

* منشورات دار الثقافة، وطُبع بعنوان ديوان شيخ الأباطح، وترضوا عليه؛ لأنه عندهم (مؤمن قريش).. وقامت البراهين العلمية من الشرع والتاريخ أنه مات كافراً، وأنه أقل أهل النار عذاباً، وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام مات أبوه كافراً، ونهى الله سبحانه إبراهيم عن الشفاعة له، ولم يقبل شفاعته له يوم القيامة؛ لأن الله حرَّم الجنة على الكافرين، وأُري أباه يُلقى في النار كالذيخ.. وعم رسول الله أبولهب من أهل النار نزلت فيه وفي امرأته سورة كاملة من كتاب الله، والحق أبلج على صراط واحد، والباطل لجْلج على سُبُلٍ كثيرة من الافتراء والمغالطة.

* رحمه الله تعالى، وعمره ثلاث وثمانون سنة كلها منذ بلغ الحلم في العلم الشرعي، والعبادةالشرعية، والسياحة الشرعية، وعدُّوه في قصر كتامة شيخ الصوفية وإمامهم وقدوتهم؛ لعبادته وسياحته وكراماته - وما هو بصوفي على منهج القوم - ، وانظر عنه الذيل والتكملة لكتابَيْ الموصول والصلة لأبي عبدالله محمد بن محمد بن عبدالملك المراكشي رحمه الله تعالى 5 - 208 - 212، ومثله كرامات أبي الحسن علي بن عبدالله بن ثابت الخزرجي الغرناطي ابن سمراء * - 539هـ* رحمه الله تعالى، وانظر عنه المصدر السابق ص220 - 225.

(42) انظر محمد بيرم التونسي في المنفى - حياته وآثاره للدكتور محمد صالح الجابري 2 - 685 - 686 - دار الغرب الإسلامي - طبعتهم الأولى 1407هـ.

* رحمه الله تعالى من منظومة له ذكرها أبوعبدالله محمد بن محمد بن عبدالملك في الذيل والتكملة لكتابَيْ الموصول والصلة 5/177 - 178/ دار الثقافة ببيروت بتحقيق الأستاذ الدكتور إحسان عباس رحمهما الله تعالى:

قلِ الله تستفتح من أسمائه الحسنى

بأعظمها لفظاً وأعظمها معنى

هو الله فادعُ الله بالله تقترب

لأقربَ قُرباً من وريدك أو أدنى

وأَمِّلْهُ مضطراً تقف عند بابه

وقوفَ عزيزٍ لا يُصدُّ ولا يُثنى

ببابِ إله أوسَعَ الخلقَ رحمةً

فلله ما أولى لبرٍّ وما أحنى

*قال أبوعبدالرحمن : حنو الله ليس في شرع الله

وقدِّم من الإخلاص ثَمَّ وسيلةً

تنلْ رتبة العلياء والمقصد الأسنى

أمولاي هل للخلق غيرك مُفْضِلٌ

يُصرَّحُ عن ذكراه في الفضل أو يُثْنى

ببابك مضطرٌ شكا منك فقره

لأكرم مَنْ أغنى فقيراً ومن أقنى

وللفضل والمعروف منك عوائد

لها الحمدُ ما أدنى قطوفاً ومن أهنا

قال أبوعبدالرحمن : الأسلم شرعاً له الحمد .

فهبها - لك الإنعامُ - غُراً خوالداً

تفانَى لها الأيام طُرَّاً ولا تفنى

(44) دلائل النبوة 1-10 - دار الكتب العلمية ببيروت عام 1405هـ .

(45 ) قال أبوعبدالرحمن: في نزول المائدة مجال لدعوى السحر، أو أنها من صُنع الجن باحتمال الكفار نزولها من سماء بمعنى عُلوٍّ لا من أحد أجرام السموات المسقوفة، وأن ذلك من قُدرة الجن؛ فليس نزول المائدة أبلغ من الآيات التي جاء بها عيسى عليه السلام ابتداء من حمل مريم عليها السلام.. إلى نطقه في المهد.. إلى إحيائه الموتى.. إلخ؛ فكان هذا تعنُّتا وتعجيزاً يستحقون به العذاب الشديد إذا حُقِّق ولم يؤمنوا.

(46) فتح الباري 6 - 483 - 484 - دار السلام بالرياض بتحقيق شيبة الحمد.

(47 ) المصدر السابق ص467.

(48) المصدر السابق ص471.

(49) المصدر السابق.

(50) الإصابة 10 - 361 - 362.

(51) لقد دلَّس مُحقِّقا دلائل النبوة لأبي نعيم 1 - 46 رقم 3 - دار النفائس؛ فاكتفوا في توثيقه بأن السيوطي رمز إلى صحته، وهكذا فعل محمد بن لطفي الصباغ في تحقيقه للأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة للملا علي القاري رحمه الله تعالى - المكتب الإسلامي - طبعتهم الثانية ص269، فاكتفى بإحالته إلى الدلائل لأبي نعيم، وهذا أيضا تدليس؛ لأن حديثاً باطلاً كهذا يلزم بيان حاله، وانظر بيان حاله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى 2 - 115 برقم 661 - مكتبة المعارف عام 1408ه.

(52) تاج العروس 3 - 171 - دار الفكر.

(53) انظر دلائل النبوة لأبي نعيم 1 - 44 وصفحات بعدها.

(54) الكتاب المذكور ص131 - دار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة - الطبعة الثالثة عام 1420هـ.

(55) المصدر السابق ص151 - 152.

(56) انظر المصدر السابق ص173 و174 - ح.

(57) سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة 1 - 6 - 7 - دار الكلم الطيب بدمشق الطبعة الأولى عام 1417هـ.

(58) انظر من هذا الكتاب على سبيل المثال حشواً من الأباطيل في 1 - 68 - 89 - دار الكتب العلمية ببيروت طبعتهم الأولى عام 1414هـ بتحقيق مَن وُصفا بالشيخين: عادل أحمد عبدالموجود، وعلي محمد معوض؟!.

(59) انظر سبل الهدى والرشاد 1 - 81 .


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد