Al Jazirah NewsPaper Friday  12/06/2009 G Issue 13406
الجمعة 19 جمادىالآخرة 1430   العدد  13406
انتخابات الرئاسة الإيرانية ومعارك تصفية الحسابات الشخصية

 

طهران - أحمد مصطفي

جبهتان تتصارعان على كرسي الرئاسة العاشرة في إيران ؛ إحدى هذه الجبهات هي جبهات المناضلين الأوائل الذين يتزعمهم مير حسين موسوي وهاشمي رفسنجاني والرئيس الأسبق محمد خاتمي ووجوه مهمة بدأ بريقها بالبروز بعد أن غاب لسنين طويلة مثل حسين خوئينهاي ممثل خامنئي لدى الطلبة الذين استولوا علي السفارة الأمريكية عام1980 ومحسن رفيق دوست (القائد السابق للحرس) واللواء رحيم صفوي (القائد السابق للحرس) الشيخ ناطق نوري (الرئيس السابق للبرلمان الإيراني الخامس) وغيرها من الشخصيات الإيرانية المهمة التي ابتعد البعض منها عن العمل السياسي إلى التجاري، لكن تلك الشخصيات عادة واتحدت خلف (مير حسين موسوي) رئيس الوزراء الأسبق والشخصية المقربة للخميني وان قربها يفوق قرب الآخرين) وأما الجبهة الثانية فهي جبهة المرشد علي خامنئي والرئيس نجاد وتتألف من الحرس الثوري والبسيج والشخصيات المحافظة المقربة من خامنئي والحرس؛ وكما يبدو من سير العملية الانتخابية فإن المنافسة المقبلة لن تكون منافسة أحزاب بل صراع نفوذ بين الأشخاص وتلعب المعارك الجانبية وتصفية الحسابات دورا بارزا في هذه العملية الانتخابية؛ واتضح من خلال الأحداث التي تقع في الجامعات والمحافظات أثناء قيام المرشحيين بإلقاء كلماتهم ؛ حيث اندلعت مواجهات دامية بين انصار الفريقين في أصفهان واراك والأهواز وقزوين؛ ورغم تحرك قسم آخر من المرشحين على هامش الجبهتين إلا أن الواضح هو اختزال المعركة على الثنائي (نجاد- موسوي) وما سواهما إنما هو ضحك علي الذقون لان الشخصيتين كروبي ورضائي قد جربا حظوظهما أكثر من مرة وجلبت لهما صناديق الاقتراع ما يخزي السمعة السياسية..

على كل حال فإن الملك عقيم (وكل نفس تهوى الرياسة والملك) وإلى جانب تلك الموضوعات فإن المشهد الانتخابي الإيراني يلفه الكثير من الغموض والتساؤلات وللمثال: لا أحد يدري: لماذا جاء خاتمي ثم ليرحل بغتة في وضح النهار ومابين الحضور والاختفاء ثمة أشواط غريبة لا أحد يستطيع (فك ألغازها وطلاسمها) وحده هو الرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي برر العملية برمتها بأنها دعما لرئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي؛ لكن الشارع الإيراني لازال يتحدث عن قضايا تهديدية استلمها خاتمي قبل الانسحاب ويرى خبراء إيرانيون ل(الجزيرة) بأن بقاء خاتمي في مسرح المنافسة سيسحب البساط من تحت اقدام الرئيس نجاد وجبهته لكن الاشارات القوية أجبرت خاتمي على التراجع مكتفيا بوظيفة التبليغ الدعائي لموسوي كنسخة إصلاحية بديلة عنه لكن الإصلاحيين لازالوا يشككون بموسوي لأن هذا الرجل الذي ترعرع بين أحضان الخميني رضع (الأصولية) من منبعها الأصيل) والحقيقة أن أهمية المعركة الانتخابية الإيرانية العاشرة تنطوي على خطورة مفادها: إن الثورة برمتها ستنتقل رهينة إلى قصر الرئيس القادم؛ هذه القضية المعقدة تحتاج إلى تفكيك؛ فلعل القارئ اللبيب اطلع في بداية المقال على هوية الجبهتين، وقلنا ان هناك جبهتين: الأولى هي جبهة موسوي ورفسنجاني، والثانية هي جبهة خامنئي ونجاد، ولأن المرشد خامنئي يحتاج إلى الرئيس الذائب بولاية الفقيه فإن الرئيس ألح إلى أحمدي نجاد هو أهم مصداق لذلك لكن في حالة خسارة الرئيس نجاد فأن جلب الصناديق لموسوي سيشكل معضلة كبرى للمرشد خامنئي؛ ذلك لأن موسوي يحتفظ بأوراق مهمة عن الخميني فيما يتعلق بصلاحيات الرئيس والمرشد، ولذلك فإن الحرس سوف لا يقف مكتوف الأيادي، وتحرك بالفعل، فأماط اللثام عن قضية جدلية تتعلق بدخول البسيج في الانتخابات، ولان البسيج يشكل 30 مليونا في إيران، فإن أضرار الحرس على مشاركتهم جعل الجبهة المقابلة تصعد من وتيرتها الكلامية، وأعلنت انها بصدد تأسيس لجان رقابية مهمتها تدقيق الأصوات وعدم السماح للبسيج بالتدخل في مراكز الاقتراع.

ان معركة الانتخابات الإيرانية العاشرة والتي ستجرى في 12 يونيو ستكون معركة فاصلة ما بين الثنائي هاشمي - خامنئي ونجاد- موسوي، وأن فوز أحد الاجنحة يعني ان إيران ستدخل في فصل جديد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد