Al Jazirah NewsPaper Friday  12/06/2009 G Issue 13406
الجمعة 19 جمادىالآخرة 1430   العدد  13406
تجارب (التأصيل الإسلامي للعلوم) في حقلة نقاش

 

الجزيرة - وهيب الوهيبي

نظمت لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم بالأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي، حلقة نقاش تحت عنوان تجارب التأصيل الإسلامي للعلوم وشارك فيها نخبة من المفكرين والعلماء والباحثين، وتحدث فيها د. عبد الرحمن الغامدي المتخصص في أصول التربية بجامعة الملك سعود ود. عبد العزيز المحيميد الأستاذ المشارك بجامعة الإمام.

أكد الدكتور الغامدي في محاضرته: أن عمليه التأصيل ليست وليدة العصر، وإنما تعود إلى بداية الوحي حين نزل قوله تعالي (اقرأ)، والاهتمام بالتربية والتعليم هو سر تقدم الأمم ونهضتها، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت التربية، والقرآن مليء بالشواهد التربوية، وكما يقول أحد الباحثين هو كنز من كنوز الثقافة الإسلامية، وأشار: إلى أن التمكين من التراث، ضرورة لمن يعتني بعملية التأصيل الإسلامي للعلوم التربوية.

أما محاضرة د. المحيميد فأوضح فيها الدكتور: أن التربية موجودة في القرآن ولكننا تركنا كل ذلك وبحثنا عنها عند الغرب، وهذه النظريات بنيت على غير العقيدة الإسلامية، وفيها أشياء مفيدة، وما خالف عقيدتنا منها تركناه، فالحكمة ضالة المؤمن، وأشار إلى أن التربية وجدت منذ وجد الإنسان عن طريق التقليد والمحاكاة في الصيد والزرع، والإنسان ليس، كما هو مزعوم في الغرب، جاهلاً غافلاً، فالقرآن يقرر غير ذلك فيقول تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ...}

وجاء اللقاء الثاني حول التأصيل الإسلامي لعلم النفس وتحدث فيه د. عبد الرحمن الطريري الأستاذ بقسم علم النفس في كلية التربية، وأكد أن المعرفة النفسية حتى في الوقت المعاصر غريبة المنشأ في نظرياتها وتطبيقاتها، ولا يمكن أن يقال إنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية، فالقرآن والسنّة تناولتا النفس الإنسانية بصورة مجملة لا تفصيلية، سواء بأصل الإنسان وتكوينه أو سلوكه على الأرض.

من جانبه أشار د. عبد العزيز النغيمشي، الأستاذ بجامعة الإمام في مشاركته: إلى أن عملية التأصيل لا بدّ فيها من الإلمام بالقرآن وعلوم السنّة والتراث والإلمام بالتخصص والمنهجية والمرونة ومقاصد الإسلام وكلياته. وتحدث د. جعفر شيخ إدريس، الأستاذ في الجامعة الإسلامية المفتوحة بأمريكا عن المعرفة ووسائلها، وعن حالة وجود تعارض بين مصادر المعرفة المختلفة كالكون والنص، وأشار إلى تناول ابن تيمية من علماء السلف لتلك القضية، وأنه ليس من الدين أن ننكر شيئاً أنكرته الحواس.

كما شارك د. نصر عارف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد في موضوع التأصيل الإسلامي للعلوم السياسية، وأشار إلى أنه منذ سقوط الخلافة، وجرت محاولات لهذا التأصيل باستيعاب روح العصر والدعوة إلى إحياء نظامه الذي كان قائماً والهدف منها إثبات أن يكون هناك إمكانية أن يعيش الإسلام في هذا العصر تحت شعار صلاحيته لكل زمان ومكان.

وأوضح د. إبراهيم رجب أستاذ التربية بجامعة الأزهر في محاضرته أن بعض الناس يعتبر قضية التأصيل قضية دعوية ولكنها قبل ذلك قضية منهجية، وهو ما يستدعي القراءة في فلسفة العلم، التي بدونها لن تعطى قضية التأصيل حقها.

وكان من أبرز المتحدثين د. توفيق علوان، استشاري جراحة الأوعية الدموية بجامعة الإسكندرية، فذكر ريادة الحضارة الإسلامية للعالم، وأنه لا بد أن نتحرك من هذا المنظور وهذه الروح، وأكد أن حضارة الإسلام ترفض التقليد، وكانت لها الريادة في كل مجالات العلم في حين كانت الكنيسة عدوة العلم.

وفي الحلقة شددت التوصيات على أهمية تعزيز مسيرة التأصيل الإسلامي للعلوم في التخصصات كافة، وضرورة مواصلة عملية التقويم والنقد لتجارب التأصيل الإسلامي للعلوم، تقوية أواصر التعاون والتكامل مع المختصين الشرعيين المعنيين بالتأصيل.

السعي إلى إبراز معالم منهجية التأصيل الإسلامي.

العمل على زيادة الوعي بأهمية التأصيل الإسلامي للعلوم وخاصة في مؤسسات التعليم العالي، الإسهام في تقديم حلول مؤصلة لمشكلات المجتمع الإسلامي.

الدعوة إلى استمرار جهود التأصيل من خلال عقد الحلقات والندوات والمؤتمرات، ونشر الكتب والبحوث والدراسات وإقامة المسابقات العلمية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد